بقلم : محمد الراجي
وقال التوفيق إن قضية المسلمين الكبرى اليوم، أكثر من أي وقت مضى ، “هي قضية العلماء ، ذلك لأن التحدي الأكبر الذي يواجههم هو تشخيص الحال ، في ضوء ما استجد في هذه الدنيا ، ما يزال بعض هؤلاء العلماء يتصورون أن تأخر المسلمين بالنسبة لغيرهم يرجع إلى خلل في العقيدة” .
وعبّر وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية عن اختلافه مع هذا الرأي بالقول : “جمهور المسلمين اليوم على إيمان فطري ، صلُح بالعدل واليقين ، العدل الذي دعا إليه وأسسه المصطفى صلى الله عليه وسلم ، هو المبدأ الذي جعل الناس يُقبلون على الإسلام من كل الأنواع والأجناس ، وهو مبدأ خالد ما زالت تتشوق إليه عوالم الإنسانية إلى يوما هذا” .
وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية حذّر من تراجع دور العلماء في المجتمع ، بسبب ضعف انفتاحهم على مناقشة قضايا العصر ، وفي ظل انحسار تأثير القنوات التقليدية التي كان يصل عبرها خطابهم في السابق إلى الناس ، وبروز قنوات جديدة فتحت المجال لظهور متطفلين على مجال الدعوة .
وقال في هذا الإطار : “في الوقت الحاضر ضاقت مساحة تأثير العلماء، ولا يمكن استعادة حقهم في فضاء التبليغ الذي تتطلبه الأمة إلا بوضع أسئلة جديدة تساعد على تشخيص الحال، وقد أصبح العلماء كما نرى منافَسين من بعض ذوي النيات الحسنة الذين لا تخلو تصرفاتهم من الغفلة ، كما أصبحوا منافَسين من مؤثرين جاهلين أو مغرضين” .
من جهة ثانية ، دعا التوفيق إلى وضع ظاهرة التطرف والغلو في سياق الحياة الكونية والإقليمية والمحلية التي تظهر فيها هذه الظاهرة، لافتا إلى أن “نضال العلماء المسلمين في المستقبل ينبغي أن يهدف إلى التأثير الإيجابي في الحياة اليومية للناس ، فعليّا وعلى نطاق واسع ، وذلك في اتجاه عرض شروط الحياة الطيبة كما وردت في القرآن الكريم” .
وأوضح أن شروط الحياة الطيبة التي ينبغي أن يعرضها العلماء ، يجب أن تكون بمنطق عملي “يمكن أن يُغري وأن يفهمه الناس جميعا. منطق يتشوَّف إليه الجميع ، ولا سيما من جهة تخفيض الضغط وكلفة العيش على الدول والجماعات والأفراد، وهذا مبتغى العالم اليوم”.
واعتبر وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربي أن من شأن التعاون المتواصل بين العلماء المغاربة ونظرائهم من علماء المملكة العربية السعودية ، والقواسم المشتركة مع احترام الاختيارات الاجتهادية في كل بلد، أن “يأتي للبلدين وللمسلمين بالخير العميم” .