آخر الأخبار

وزارة الداخلية تكشف عن خطة لإعادة استخدام 573 مليون متر مكعب من المياه العادمة بحلول 2040


في ظل التحديات المائية التي يواجهها المغرب بسبب التغيرات المناخية المستمرة وتقلص معدلات الأمطار، تسعى الحكومة لإيجاد حلول مبتكرة لمواجهة نقص المياه. وفي هذا السياق، أعلنت وزارة الداخلية عن معطيات جديدة تتعلق بإعادة استعمال المياه العادمة، كجزء من الاستراتيجية الوطنية التي تهدف إلى ضمان توفير الموارد المائية اللازمة لمواجهة هذه الأزمة المستمرة



وبحسب معطيات رسمية قدّمها وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، فإن التقديرات تشير إلى أن المغرب سيكون قادرًا على إنتاج نحو 573 مليون متر مكعب سنويًا من المياه المعالجة بحلول سنة 2040. غير أن ما سيتم استعماله فعليًا في أفق سنة 2050 لن يتجاوز 340 مليون متر مكعب سنويًا، نتيجة صعوبات تقنية وتنظيمية وقانونية، فضلاً عن ارتفاع تكاليف المعالجة مقارنة بالمصادر المائية التقليدية.
 

الفرق بين الإنتاج والاستعمال يعكس تعقيدات مرتبطة بتأهيل البنية التحتية والتشريعات المرتبطة بالماء، إلى جانب محدودية الجدوى الاقتصادية أحيانًا في مناطق معينة، حيث تبقى المياه السطحية والجوفية أقل تكلفة.
 

كما شدّد لفتيت على أن هذه المقاربة تأخذ بعين الاعتبار التجارب الدولية، وتتماشى مع النسب العالمية في هذا المجال، مما يفسّر التراجع الطفيف في الأهداف المستقبلية مقارنة ببرامج سابقة، على غرار البرنامج الوطني للتطهير السائل.
 

ويُتوقع أن تُوظف هذه المياه في سقي الفضاءات الخضراء والملاعب والمناطق الزراعية، بالإضافة إلى استعمالات صناعية وتغذية الفرشات المائية، في إطار مقاربة مستدامة تُراعي الأمن المائي والبيئي في آن واحد.
 

وتندرج هذه الجهود ضمن رؤية شاملة تجعل من المياه غير التقليدية رافعة أساسية لمواجهة التحديات المناخية والضغط المتزايد على الموارد الطبيعية، في ظل نمو ديمغرافي متسارع وتوسّع اقتصادي يحتاج لمصادر مائية إضافية.
 

ومن المنتظر أن يُعرض مشروع المخطط الوطني للماء على أنظار المصادقة أواخر سنة 2025، ليشكل بذلك إطارًا توجيهيًا طويل الأمد يهدف إلى إعادة هيكلة تدبير الموارد المائية بالمملكة، والتأسيس لمرحلة جديدة من النجاعة في استخدام المياه وتأمين حاجيات مختلف القطاعات الحيوية


أزمة المياه، المغرب، المياه العادمة، إعادة الاستعمال، الاستراتيجية الوطنية


عائشة بوسكين صحافية خريجة المعهد العالي للإعلام… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الاثنين 7 أبريل 2025
في نفس الركن