فن وفكر

و للأرض حديث


. ـ 1 - سؤال و سؤال...
بـيـن حواف الممكن و المحال
قبس من خيالٍ خلف السماء
بين عوالمَ حبلى بالسؤال
في ظلمات كونٍ موغل الخفاء
نظرات اجتياح ترمقني
جاحضةً كشموس الأصيل
أجنحة الإصرار و الإلحاح..
و الظفائر حيرى كالإعصار..
جاءت بعد انتظار و انكسار
أشواقا.. و لهفةً كالرياح



ـ تسألني
هل يعود الخليل؟
حيرةُ الرحيل و المستحيل
هل يعود الخليل؟
ـ يا عجبي.. و حيرتي.. و ا نذهالي!
يا جنة حرماني و آمالي!
أنتِ رحيق الـهوى في الأحلام و في الوعود
أنا عطر في النسيم و العطر للورود لا يعود .
    

ـ 2 -   مهلا على مهلي
آه ملهمي
مكنونُ هواكَ أضواني
و سؤالي عنك.. و الغيبُ جفاني
آهٍ وديعتي!
مهلا على مهلي
من هوْج الصبر
من لمح البصر
و من هباء البدر في ضيقة البحر
رِفْقاً بالفؤاد من شَوق السؤال
فالفكر وميضٌ محدودُ الوِصال
إنني هاجرت رنة الأوتار.. 
رحيقَ الزهر و الأشعار..
كما الضلال إذا هاجرت لوحاتي 
و هاجر الطير أغصان أشجاري
غابت عني رقصات الأضواء
هامت نوابغي بين دروب المحال
بين شُطآن الهوى و سفوح الوِصال
عادت نفسي شوق الأعالي
ها آفاقي تشدوا لحنَ خلودي .       



 ـ 3 - أُانشودة حبي
ها سحابات عشقي بين غدو و رواح
تعيدني ذكرياتي في الأسحار إليكِ
و جفناكِ في لون الخزامى
من سهادٍ و هُجران المنام
مثل زُرْقةَ ليلٍ كالكُحلِ زيَّنَت أعيُن زهرٍ ذابلِ.       



 ـ 4 -   عــودة الـــبـــدء
بين خدَّين في شَفَق الأصيل
و ارتجاف الـشفـتينِ في وَجَل
ضربت أعاصيري شواطئَ عينيكِ
و هُمورُ الموج نحثت على وجنتيكِ
نحثت أخاديدَ الغبن و تَجاعيدَ السنين
ثم لا أعودُ بعدُ إلى مُقلتيكِ
فإنّي ترَكتها إرْثاً لأواتيها 
لِإعصارٍ وليدٍ.. و ربيعٍ جديد
أمشي أُكمل سُنة عِشْقي
فدورةُ حبي مصيرٌٌ مسطور
و رِحلتي كالبدءِ
نورٌ يعودُ
كوْنٌ ينهضُ من بين الهشيم
و روحٌ يتجلّى كالنسيم
مولدي
ليس كالماضي يعود .           


ـ 5 - بساط الربيع
قالت:
أنت َنور و عنْف يراودنـي
أنت الـدفء الذي يركن داخل قَلبي
يُها الفكر الذي يسلبني قناعاتي
يهدم قداسة أوهامي و صواعق أنباء تافهة
يثير وداعتي.. و ضراوةَ غابي
قلت:
فراشات أزهاري ترجوا رضاكِ
و بساط ربيعي ينبري لسماكِ
دونكِ أشعاري.. جواهر أسراري
هذا الكون مَدٌّ و جزرٌ نابضُ
و الحب بينهما يخبو و يعودُ
فاذكُري وفائي..
حبي..
سعيي لفداكِ
و اذكري عودتي لحماكِ .       



 ـ 6 -  آهات الأرض
قالت:
بحركَ الفـؤادُ
موجه العنيد هام بي
حيّرني من عمقي إلى سطحي
حتى مخاضات زلزالي تحت صروحي
أيقظت فتيل غيْرتي.. 
و صواعقي أهاجت براكينَ آهاتي.. و أعاصيري
أيني  من هذا الكون.. مرساهُ.. و مجراهُ
قلت:
أنـت الأرضُ
في الكون وجودٌ و عدم..
و سكونٌ و حراكٌ و خلود
أنتِ الكونُ أصلا و البدء و عودته
أنتِ بصمتي.. خليتي.. و ذاكرتـي .   



 ـ 7 -  نــوامــيــس الـــكــون
قـالـت:
كلما تروح عني و تَغدوني
تُبـقيني أطوارَ خلقٍ و الكوْنُ يحدوني
كل الأزمان إليكَ راحتْ و الأماكنْ
و العلوم من غيرك ما استقامتْ
أنْتَ السرّ..
حقا
لأنْتَ الجدبُ.. و الـصّـدْعُ.. و الـرَّجـعُ
يستلهِمني
و النصب.. و الخفضُ.. و الرفـع .         


- 8 - ذالكَ الكُنْهُ
نواميسُ الكون سارتْ منذ البدء ترسلني
و استمرتْ من بَعض في بعض
في مخطوطٍ يحملني
كآثاري من جديد لا أعود
كأي صورة من ماضي الوجود

بقلم: علي التونسي

سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الأربعاء 4 أكتوبر 2023
في نفس الركن