صحتنا

نوبات الهلع: فهمها وإدارتها وفقاً لعلم النفس


تُعتبر نوبات الهلع من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً، حيث يعاني منها العديد من الأشخاص في جميع أنحاء العالم بشكل مفاجئ وبدون سابق إنذار، مما يتسبب في شعورهم بخوف وتوتر شديدين. قد تحدث هذه النوبات بشكل عارض، أو قد تكون جزءاً من اضطراب الهلع (Panic Disorder)، وهو اضطراب يؤثر بشكل كبير على جودة الحياة اليومية، وفقاً لما توضحه أزنيف بولاطيان، اختصاصية في علم النفس الاجتماعي والبرمجة اللغوية العصبية في العلاج الإيحائي وعلاج خط الزمن.



ما هي نوبات الهلع؟
نوبة الهلع هي حالة مفاجئة ومكثفة من الخوف أو القلق الشديدين، تحدث غالباً دون سبب واضح. ترافقها مجموعة من الأعراض الجسدية والنفسية التي تجعل الشخص يشعر وكأنه في خطر حقيقي أو يواجه تهديداً كبيراً، رغم غياب التهديد الفعلي.

أعراض نوبات الهلع
تشمل الأعراض الشائعة لنوبات الهلع ما يلي:


ضيق التنفس أو فرط التنفس: قد يجد الشخص صعوبة في التنفس أو الشعور بأنه لا يستطيع أخذ نفس عميق، أو قد يتنفس بسرعة مفرطة.
تسارع ضربات القلب: يشعر البعض بخفقان شديد أو غير منتظم في القلب.
التعرق المفرط: يحدث تعرق غزير وغير طبيعي.
الارتعاش أو الاهتزاز: قد يشعر البعض باهتزاز أو ارتعاش في الجسم بشكل لا إرادي.
الدوخة أو الشعور بالدوار: يمكن أن يشعر الشخص بالدوار أو بفقدان التوازن.
الشعور بالاختناق: قد يبدو وكأن الشخص لا يستطيع التنفس بشكل طبيعي.
الشعور بعدم الواقعية أو الانفصال عن الذات: يشعر البعض كما لو أنهم منفصلون عن أجسادهم أو العالم من حولهم.
الخوف من فقدان السيطرة أو "الجنون": يشعر المصابون بخوف شديد من فقدان السيطرة على أنفسهم.
الخوف من الموت: في بعض الحالات، يعتقد الشخص أنه على وشك الموت أو أنه يعاني من نوبة قلبية.

أسباب نوبات الهلع
تختلف أسباب نوبات الهلع من شخص لآخر، لكن هناك عدة عوامل قد تسهم في ظهورها، منها:


العوامل الوراثية: قد يكون لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق تاريخ عائلي لهذه الحالات.
التوتر النفسي: التوتر المزمن أو الأحداث الكبيرة في الحياة، مثل فقدان الوظيفة أو وفاة شخص عزيز، يمكن أن تكون محفزات لنوبات الهلع.
الكيمياء الدماغية: التغيرات في مستويات النواقل العصبية في الدماغ تؤثر على مستويات القلق والخوف.
العوامل البيئية: التعرض لحوادث مرهقة أو مواقف مخيفة في الماضي يمكن أن يزيد من احتمالية حدوث نوبات الهلع.

كيفية إدارة نوبات الهلع
لحسن الحظ، هناك عدة استراتيجيات فعالة تساعد في إدارة نوبات الهلع وتقليل تأثيرها على الحياة اليومية:


التنفس العميق: التنفس البطيء والعميق يساعد في تهدئة الجسم وتقليل الأعراض الجسدية المرتبطة بالنوبة.
التأمل والاسترخاء: تقنيات مثل اليوغا والتأمل الذهني تسهم في تخفيف التوتر وتحسين القدرة على التعامل مع النوبات.
العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يُعتبر العلاج السلوكي المعرفي من أكثر العلاجات فعالية لنوبات الهلع، حيث يساعد في تغيير أنماط التفكير السلبية.
العلاج الدوائي: في بعض الحالات، قد يصف الطبيب أدوية مثل مضادات الاكتئاب أو مضادات القلق لتقليل تكرار النوبات.
تجنّب المنبهات: مثل الكافيين والنيكوتين، التي قد تزيد من خطر حدوث النوبات.
الدعم الاجتماعي: دعم الأصدقاء والعائلة يمكن أن يلعب دوراً كبيراً في التعامل مع نوبات الهلع.
التعرض التدريجي: يهدف إلى مواجهة المخاوف تدريجياً، مما يعزز من قدرة الشخص على التعامل مع النوبات في المستقبل.

كيف يمكن للأشخاص المحيطين دعم من يعاني من نوبات الهلع؟
إذا كنت تعرف شخصاً يعاني من نوبات الهلع، إليك بعض النصائح لدعمه:


ابق هادئاً: حاول الحفاظ على هدوئك لتطمئن الشخص المصاب.
ذكّره بالتنفس بعمق: تذكير الشخص بالتنفس بعمق يمكن أن يكون مفيداً.
تجنب الانتقاد: لا تقلل من مشاعر الشخص أو تجعله يشعر بالذنب.
قدّم الدعم بعد النوبة: بعد انتهاء النوبة، قد يحتاج الشخص للحديث عما حدث أو للاسترخاء.

وتعب نوبات الهلع تجربة مخيفة ومقلقة، لكن فهمها والتعرف إلى الطرق المناسبة لإدارتها يمكن أن يُساهم بشكل كبير في تحسين جودة الحياة. من الضروري البحث عن الدعم المناسب سواء من خلال العلاج النفسي أو الدعم الاجتماعي، وعدم التردد في طلب المساعدة عند الحاجة.

سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الثلاثاء 15 أكتوبر 2024
في نفس الركن