تقرير المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي سلط الضوء على مجموعة من التحديات الهيكلية التي يعاني منها القطاع، موضحًا أن الاكتظاظ في الجامعات العمومية يعد من بين العقبات الكبرى التي تواجه المخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار.
وعلى الرغم من ذلك، فإن التعليم العالي العمومي شهد تراجعًا في أعداد الطلبة المسجلين، حيث بلغت نسبة الانخفاض 0.9% في الموسم الجامعي 2024-2023، مقارنة بـ 3.24% في السنة السابقة.
التقرير أشار أيضًا إلى التفاوت الكبير في معدل التأطير البيداغوجي، حيث يبلغ عدد الطلبة لكل أستاذ باحث في الجامعات العمومية 69 طالبًا، بينما تنخفض هذه النسبة إلى 10 طلاب فقط في القطاع الخاص، هذا التفاوت قد يساهم في ارتفاع نسبة الانقطاع الجامعي، التي تقدر بـ 49.4%.
وفيما يتعلق بالبحث العلمي، تمتلك الجامعات العمومية 722 مختبرًا للأبحاث تستقبل حوالي 43,970 باحثًا في الدكتوراه، مع تسجيل انخفاض طفيف بلغ 2.7% مقارنة بالموسم السابق.
أما بالنسبة للطلبة في وضعية إعاقة، فقد بلغ عددهم 3,782 في الموسم الجامعي 2023-2024، مع توزيع شبه متساوٍ بين الجنسين، حيث تشكل النساء 49.8% من هذا العدد، ويستقبل 92% من هؤلاء الطلبة مؤسسات التعليم العالي ذات الولوج المفتوح، بينما يقتصر تواجدهم في المؤسسات ذات الولوج المحدود على 8% فقط.
وتظهر هذه المعطيات أن التعليم العالي بالمغرب يحتاج إلى إعادة تقييم شاملة، تتضمن تحسين الظروف المعيشية والأكاديمية للطلبة، وتوفير موارد إضافية لتخفيف الضغط على الجامعات العمومية، وتعزيز التفاعل بين المؤسسات التعليمية المختلفة لضمان تحقيق جودة التعليم والرفع من مستوى الابتكار في البحث العلمي