وأعربت الوفي في كلمتها خلال الحفل عن امتنانها الكبير لهذا التكريم، مؤكدة أن الجائزة لا تمثل شرفًا شخصيًا فحسب، بل تشكل مسؤولية أكبر في ظل التحديات المتزايدة التي يواجهها العالم. وقالت: "هذا التقدير هو ليس مجرد لقب، بل هو عبء ثقيل يتطلب منا مضاعفة الجهود في زمن أصبحت فيه الحاجة إلى السلام والحوار أكثر إلحاحًا، وأصبحت التحديات أكبر وأسرع".
وأضافت أن العالم اليوم يعاني من انقسامات عميقة وتوترات سياسية واقتصادية تهدد الاستقرار العالمي، مشيدة بالعمل القيم لمنظمة الاتحاد النسائي للسلام العالمي في تعزيز قضايا المرأة والأسرة على مستوى العالم. كما أكدت أن المنظمة تمثل نموذجًا حيًا في مواجهة التعددية الثقافية، من خلال تعزيز الحوار الحضاري والتواصل بين الشعوب.
وفي سياق حديثها عن النموذج المغربي، سلطت الوفي الضوء على نجاح المغرب في دمج ثقافاته المتنوعة ليصبح نموذجًا يحتذى به في التعايش والتنوع. وأوضحت أن المملكة تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، نجحت في أن تكون جسرًا يربط بين مختلف الحضارات، حيث جمعت بين روح الإسلام السمح، والأصالة العربية، والانفتاح على الثقافات المتوسطية، لتقدم بذلك للعالم نموذجًا فريدًا في تعزيز السلام والتعايش بين الثقافات والأديان. وأضافت أنها تعتبر الدور الذي يلعبه المغرب في رعاية الحوار بين الأديان ودعم قضايا التنمية المستدامة والهجرة الإنسانية أمرًا بالغ الأهمية.
واختتمت الوفي كلمتها بالتأكيد على أن تحقيق السلام الدائم يتطلب من جميع الأطراف السعي الجاد نحو تعزيز العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة. وأكدت على ضرورة معالجة التفاوتات الاجتماعية والاقتصادية التي تؤثر سلبًا على الاستقرار، داعية إلى بذل المزيد من الجهود في مجال الحوار الثقافي والديني كسبيل لتحقيق الفهم المتبادل وتقوية أسس العيش المشترك بين الشعوب