صحتنا

ميثاق إفريقي للحد من المخاطر الصحية وتعزيز التضامن والتعاون في خدمة الأمن الصحي


أوصى المشاركون في المناظرة الإفريقية الأولى للحد من المخاطر الصحية ، التي نظمت تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، في ختام أشغالها ، أمس الجمعة، بمراكش ، بوضع ميثاق إفريقي للحد من المخاطر الصحية ، يقوم على رؤية متعددة الأطراف ، ويشكل خطوة أساسية للتحول السيادي للنظم الصحية في بيئة إفريقية تعزز التضامن والتعاون في خدمة الأمن الصحي لجميع المواطنين الأفارقة .



ودعا المشاركون في هذه المناظرة ، التي جمعت، على مدى ثلاثة أيام، أكثر من 800 مشارك رفيع المستوى ، من إفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا وآسيا والقارتين الأمريكيتين ، بمن فيهم المسؤولين الحكوميين والممارسين الصحيين ، إلى تعزيز النظم الصحية في القارة الإفريقية ، باستخدام نهج الحد من الضرر .


وبحسب ما جاء في إعلان مراكش ، الذي توج أشغال هذا اللقاء الكبير للعاملين في القطاع الصحي بإفريقيا والعالم ، فقد أوصى المشاركون ، أيضا ، بتحسين الظروف المعيشية اليومية لجميع المواطنين ، من خلال تحسين البيئة التي يولد فيها الأفراد وينمون ويعيشون ويتقدمون في السن ، وذلك بفضل التحويل العميق للنظم الصحية والاستراتيجيات الأخلاقية للحد من المخاطر والابتكارات في الحد من المخاطر الصحية المعروفة .


ودعوا كذلك ، إلى تطوير سياسات الرعاية الصحية في إفريقيا ، التي تركز على التغطية الصحية الشاملة للمرضى والمواطنين ، وتحترم المساواة في الحصول على الرعاية الصحية الجيدة كحق أساسي من حقوق الإنسان ، مشددين على تعزيز آليات الحماية الاجتماعية وضمان الوصول إلى الخدمات الصحية الأساسية الجيدة والميسورة التكلفة ، بما في ذلك الأدوية الصيدلانية والأدوية التقليدية والطبيعية .


وشدد المشاركون في توصياتهم على ضرورة تقديم استراتيجيات الرد على وباء “ كوفيد- 19 ” واستخلاص الدروس التي ستكون بمثابة أمثلة على تنفيذ نظام رعاية صحية فعال وتعاوني ومرن في إفريقيا .


وسجلوا الحاجة ، في هذا الصدد ، إلى الإسراع في تنفيذ رؤية واستراتيجية الرعاية الصحية الأولية وتطوير التطبيب عن بعد واستخدام الصحة الرقمية للوصول إلى السكان المعزولين والفئات الهشة ، مع تحسين الوصول إلى رعاية صحية نفسية وعقلية جيدة ، بما يتماشى مع تطوير المعرفة والعلاجات والاحتياجات الخاصة للمرضى ، خاصة منها المتعلقة بأعمارهم وحالتهم الاجتماعية والاقتصادية وبيئتهم ونقاط ضعفهم .


كما أوصوا ، من جهة أخرى ، بالاعتراف بالإدمان ، باستعمال مواده أو لا ، على أنها أمراض مؤهلة للحصول على رعاية قابلة لاسترداد تكلفتها من خلال التغطية الصحية ، مشددين على ضرورة تشجيع التثقيف حول أسلوب حياة أكثر صحة يقوم على النشاط البدني والأكل الصحي وخيارات أسلوب الحياة الأقل خطورة ، مع زيادة تمويل قطاع الصحة باستخدام آليات تمويل مبتكرة ومستدامة ، بما في ذلك الشراكات بين القطاعين العام والخاص ، وزيادة تخصيص الموارد المحلية والتشجيع على التضامن العالمي .
 

وشددوا، كذلك ، على الترويج للقنب الهندي الطبي ، على أساس أنه علاج جديد خاضع للرقابة ، لعلاج أمراض معينة ووضع مبادئ توجيهية أخلاقية لتنظيم استعماله كإجراء للحد من المخاطر .
 

وأوصوا بالاعتراف بأن الصحة الرقمية تتيح الفرصة لتطوير وتعزيز النظم الصحية الإفريقية عن طريق إزالة الحواجز مثل التكلفة أو إمكانية الوصول أو عدم كفاية جودة الرعاية ، مع توسيع نطاق الخدمات المقدمة ، بما في ذلك المناطق التي تكون فيها البنيات التحتية والأطقم الصحية والطبية نادرة أو غير موجودة ، داعين إلى عقد مناظرة سنوية لضمان استمرار الجهود وتسريعها من أجل تحسين التغطية الصحية الشاملة لجميع سكان القارة الإفريقية .

المصدر : جريدة نقاش 21


سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الاثنين 21 نونبر 2022
في نفس الركن