صحتنا

منع طفلك من البكاء قد يؤثر سلباً على نموه النفسي: نصائح للتعامل الصحيح


بكاء الطفل ليس دائماً نتيجة للألم الجسدي، فقد يكون تعبيراً عن الحزن أو الإحباط. الأطفال، وبسبب عدم نضجهم العاطفي الكامل، قد يجدون صعوبة في التعبير عن مشاعرهم بالكلمات، مما يجعل البكاء وسيلتهم الأساسية للتواصل. ومع ذلك، فإن محاولة منع الطفل من البكاء قد تؤثر سلباً على نموه النفسي والعاطفي. في هذا المقال، نستعرض الآثار السلبية لمنع الطفل من البكاء ونقدم نصائح للتعامل الصحيح مع هذه المشاعر.



تأثير منع الطفل من البكاء على صحته النفسية
الشعور بالإهمال وعدم الاهتمام

يميل بعض الآباء إلى تجاهل الطفل أو توبيخه عندما يبكي، باعتقادهم أن البكاء هو علامة ضعف. هذا السلوك قد يرسل للطفل رسالة مفادها أن مشاعره غير مهمة أو غير مرحب بها، مما يؤدي إلى شعوره بالإهمال وعدم تقدير مشاعره.

التقليل من ثقة الطفل بنفسه
عندما يمنع الطفل من التعبير عن مشاعره، قد يفقد ثقته بنفسه بمرور الوقت ويصبح خائفاً من مواجهة الآخرين. كما يمكن أن يتجنب طلب المساعدة عندما يكون في حاجة إليها، خوفاً من أن يُنظر إليه على أنه ضعيف أو عاجز.

الشعور بالخجل من المشاعر
منع الطفل من البكاء قد يجعله يشعر أن ما يشعر به خطأ، مما يؤدي إلى شعوره بالحرج والخجل. على المدى البعيد، يمكن أن يصبح الطفل معتاداً على كتم مشاعره والتظاهر بأنه بخير، حتى عندما يكون في حالة نفسية سيئة.

فقدان القدرة على التعاطف
عندما يعتاد الطفل على كبت مشاعره وعدم التعبير عنها، يصبح من الصعب عليه التعاطف مع الآخرين وفهم مشاعرهم، مما قد يؤثر على قدرته على تكوين علاقات صحية في المستقبل.

زيادة القلق والتوتر
البكاء وسيلة طبيعية للتعبير عن المشاعر وتخفيف التوتر. عندما يشعر الطفل بأن هذه الوسيلة مقيدة أو غير مقبولة، قد يعاني من القلق والتوتر، مما يؤثر على صحته النفسية بشكل سلبي.

لماذا يجب السماح للطفل بالبكاء؟
للبكاء فوائد عديدة للجسم، فعندما يبكي الطفل، يفرز الجسم هرمونات التوتر مثل الكورتيزول، وذرف الدموع يساعد في تخليص الجسم من هذه الهرمونات، مما يقلل من مستويات التوتر. بالمقابل، كبح البكاء يمكن أن يؤدي إلى ضيق في التنفس وزيادة معدل ضربات القلب وضغط الدم، نتيجة لتراكم هرمونات التوتر.

نصائح للتعامل مع بكاء الطفل
الاستجابة الفورية:
عندما يبكي الطفل، من المهم محاولة فهم السبب الحقيقي وراء بكائه. هل هو جائع؟ هل يشعر بالإرهاق أو التوتر؟ يجب التعامل مع الأسباب المحتملة بشكل سريع وفعال.

الاستماع والتفاعل: يجب على الأهل الاستماع للطفل عندما يبكي وسؤاله عن السبب بطريقة هادئة وحازمة في نفس الوقت. هذا يعطي الطفل شعوراً بأن هناك من يهتم لمشاعره ويمنحه الأمان للتعبير عنها بحرية.

التطمين والاحتضان: يمكن للأهل طمأنة الطفل بأن البكاء أمر طبيعي، ومحاولة احتضانه وفرك رأسه بلطف حتى يشعر بالراحة. هذا يعزز من شعور الطفل بالأمان ويساعده على الاسترخاء.

كما يجب على الأهل تفهم أن البكاء جزء طبيعي من تطور الطفل النفسي والعاطفي. بدلاً من محاولة منعه، من الأفضل التعامل معه بحساسية ودعم الطفل حتى ينمو بشخصية صحية وقادرة على التعبير عن مشاعرها بشكل صحيح.

سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الأربعاء 16 أكتوبر 2024
في نفس الركن