آخر الأخبار

منتجو الطماطم بالمغرب غاضبون بسبب انخفاض الإنتاج والجفاف وارتفاع الكُلفة


في منطقة سوس ماسة، التي تمثل حوالي 85 ٪ من إجمالي مساحة الطماطم في المغرب، يواجه المنتجون مجموعة من التحديات: انخفاض المساحات الصالحة للزراعة، وانخفاض الغلة وارتفاع تكاليف الإنتاج. مجموعة من الصعوبات التي تفاقمت بسبب فيروس « ToBRFV » الذي ينتشر بسرعة في المحاصيل، وتأخر سقوط الأمطار. التفاصيل.



بين تقلبات المناخ وانتشار فيروس « ToBRFV » الذي يصيب نباتات الطماطم ويسبب خسائر كبيرة، يكافح منتجو هذه المادة الأساسية في المطبخ المغربي من أجل الحفاظ على سلامة مزارعهم بمنطقة سوس ماسة.


وأشار مصطفى أوراغ، منتج محلي للطماطم، إلى أن الانخفاض في درجات الحرارة الذي لوحظ مؤخرا كان بمثابة ضربة قاسية للمزارعين. وذكر بأن « البرد لا يساعد على زراعة الطماطم التي تحتاج إلى درجات حرارة مرتفعة نسبيا لنموها ».


ونظرا لأن الطماطم حساسة جدا للبرد والصقيع، فإن درجات الحرارة الباردة، خاصة القريبة من الصفر أو أقل منه، يمكن أن تلحق الضرر بأنسجة النباتات، مما يسبب نخر الأوراق والزهور والفاكهة. ويمكن أن يؤدي انخفاض الحرارة أيضا إلى إبطاء نمو الزراعات، وتقليل الإزهار وتكوين الفاكهة فيها. بالإضافة إلى ذلك، تعتبر الطماطم أكثر عرضة للأمراض الفطرية في الظروف الباردة والرطبة، مما قد يؤدي إلى خسائر كبيرة في المحاصيل، كما يفسر هذا الخبير الفلاحي.


النتيجة: انخفض محصول الطماطم إلى 500 كيلوغرام للهكتار يوميا في المتوسط، مقارنة بالضعف في السابقة. وبالإضافة إلى التحديات المناخية، ينضاف ارتفاع تكاليف الإنتاج، بما في ذلك اليد العاملة والأسمدة والمياه وعلاجات الأمراض. « معادلة صعبة بالنسبة للمنتجين »، يتأسف مصطفى أوراغ.


فيروس « ToBRFV » يضرب بقوة المنتجين

إلى جانب تقلبات درجات الحرارة، هناك عامل آخر لا يمكن التنبؤ به يتسبب في خسائر المحاصيل لمزارعي الطماطم وهو فيروس « ToBRFV ». أعراض هذا الفيروس تتمثل في خشونة وتغير لون الطماطم. مما يجعل الطماطم غير قابلة للتسويق.


ويمكن أن يسبب أيضا أعراضا تصيب الأوراق، مثل البقع البنية والتشوهات. ينتشر الفيروس بشكل رئيسي عن طريق الاتصال المباشر بالنباتات المصابة، أو عن طريق أيدي العمال الفلاحيين أو عن طريق الأدوات الملوثة.


وبحسب هذا المنتج، فقد تبين أن الحل الفعال الوحيد لهذا التهديد هو اقتلاع النباتات المصابة. ولذلك، يمكن أن تختلف أحجام الخسارة بشكل كبير من أسبوع لآخر ومن مزارع إلى آخر.


ويشير أمين أمانة الله، وهو فاعل رئيسي آخر في المنطقة، أيضا إلى الصعوبات المرتبطة بالظروف المناخية القاسية، ويتحدث هذه المرة بدلا من الارتفاع في درجات الحرارة التي لوحظت في غشت الماضي والتي أثرت على إنتاج أكتوبر. وقال: « لقد أهلكت موجة الحر في شهر غشت جزءا كبيرا من محاصيلنا ». والأسعار، التي كانت منخفضة عادة في أكتوبر، ارتفعت هذا العام، مما يعكس ندرة المنتجات المتاحة.


وأوضح أن المزارع الجديدة ستمكن من زيادة حجم الإنتاج. وذكر قائلا: « بدأت عمليات الزراعة المتأخرة، التي بدأت في نونبر، تؤتي ثمارها، على الرغم من أن أحد التحديات الحالية، بالنسبة لبعض المنتجين، هو وزن الثمار. وأدت موجة الحر الاستثنائية التي شهدتها البلاد في غشت إلى فقدان العديد من النباتات، مما أدى إلى انخفاض الإنتاج في أكتوبر. وأريد أن أذكركم أن المنطقة سجلت درجة حرارة قياسية بلغت 50.4 درجة في شهر غشت، بالضبط في وقت زراعة الطماطم. وتسببت موجة الحر هذه في حرق النباتات، مما أدى إلى خسارة ما بين 22 إلى 25 % من المحاصيل، وكان لا بد من إعادة زراعتها ».


عادة، في أكتوبر، لا يتجاوز سعر صندوق من 30 كيلوغراما 30 إلى 40 درهما، وتبدأ الصادرات مع بداية نونبر، يتابع محاورنا. وأضاف قائلا: « ومع ذلك، لم يكن هناك ما يكفي من الإنتاج هذا العام لتلبية الطلب، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الخضروات في الأسواق المغربية. بالإضافة إلى ذلك، يشكل فيروس « ToBRFV » أيضا مشكلة كبيرة. ومازالت الأبحاث جارية لتطوير أصناف من الطماطم المستديرة الأكثر مقاومة لهذا الفيروس ».


وبحسب هذا المنتج، أصبحت أسعار الطماطم حاليا في متناول المستهلكين (بين 3 و6 دراهم للكيلوغرام الواحد في سوق الجملة بالدار البيضاء، ملاحظة المحرر). وختم بالقول: « يمكن تفسير هذا الأمر بكون الزراعة المتأخرة بدأت في إنتاج ثمارها، مما أدى إلى زيادة المعروض في السوق. بالإضافة إلى ذلك، اختار المصدرون المغاربة توجيه منتجاتهم إلى السوق المحلية بسبب زيادة الرسوم الجمركية على الحدود الموريتانية. وساهم هذا القرار أيضا في زيادة المعروض من الطماطم في السوق المغربية، مما أدى إلى انخفاض الأسعار وجعل المنتجات في متناول المستهلكين بشكل أكبر ».

سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الثلاثاء 16 يناير 2024
في نفس الركن