و قد قامت الأنظمة الديموقراطية في أوروبا على أنقاض الإقطاع و تحكم الكنيسة، بعد حربين عالميتين دمرتا الأوطان و المجتمعات آناسا و ترابا، فأزاحت هياكل السلطة العتيقة و الديكتاتوريات و فسحت المجال لقيام دولة القانون و المؤسسات و حقوق الإنسان و المساواة و سعت، عن طريق نقد سلطة الإلهيات، إلى ترسيخ سلطة القانون الوضعي الصرف، و تحرير الفكر الإنساني و الفلسفي من تسلط و تحكم اللاهوت لقرون طويلة ...
و بدعمها لحرية التعبير تخلصا من جمود الخطاب الديني الكنيسي الذي ظهرت أخطاؤه و انهارت مسلماته أمام الفورة الفكرية المتحررة لعصر النهضة الثقافية و عصر فلسفة الأنوار حيث وجد العالم الغربي نفسه ش بعد انهيار خطاب الكنيسة و نظام الحكم الفيودالي بدون خطاب جامع شامل، فأعتمد الدعوة إلى حرية التعبير و الديموقراطية، تحت شعار دعه يمر دعه يعمل، ساعيا بذلك إلى حصول تراكم فكري في كل المجالات قد يسمح بتأسيس خطاب بديل و نمط حكم يقوم على الديمقراطية النيابية و تجديد النخب السياسية. و فعلا حدث زخم و حماس و تنافس منقطع النظير أدى إلى ثورة ثقافية فكرية و علمية مطردة و فورة تكنولوجية تطبيقية أدت إلى تطور سريع و تراكم الاختراعات و الابتكارات في كل مجالات الحياة ( الصناعية و الفلاحية و العمرانية و الاقتصادية و الاجتماعية و الطبية و الفنية و الأدبية، ...) .
فشكلت الديمقراطية مرحلة متطورة مدهشة و مبهرة في سلم تاريخ الأنظمة السياسية التي طبعت تاريخ الإنسانية في مجال الحكم و السلطة، مرحلة تحرر المجتمعات من آفة التحكم و التسلط الدكتاتوري بمباركة الكنيسة للقرون الوسطى المظلمة. غير أن نتائج الحربين العالميتين و ما ترتب عنهما من فوبيا صراع القوميات و الخوف من غزو محتمل من طرف الجار أو غيره أدى إلى تسابق و تنافس في التسلح و زخم الإنتاج الحربي و تطوير الأسلحة الفتاكة الشرسة لحماية الحدود الوطنية و تقوية قدرات الرد العسكري الحربي على أي تهديد مفترض .
مما جعل الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية تعتمد سياسة توسع مجالها الحيوي بعيدا عن جيرانها في أقصى الأراضي الشاسعة فيما وراء البحار بمختلف القارات لضمان أمنها القومي و الجغرافي و استجلاب المواد الأولية و المعادن و اليد العاملة الرخيصة من مستعمرات مجالها الحيوي لاستغلالها في أوراش البناء و الصناعات المتعددة و النشاط الفلاحي، ... فاستعمرت و استعبدت باسم رسالة الحداثة و مهمة التحديث ( تقليدا غير حقيقي لملاحم الفتح الإسلامي التي قامت على رسالة القرآن و الشريعة الإسلامية لتحرير الآنام من ظلمات الجهل و الكفر و الطغيان ) قامت الدول الأوروبية باستعمار و استعباد و نهب بلادنا كثيرة في كل من إفريقيا و آسيا و أمريكا الجنوبية و الشرق الأوسط و أقامت فيها أنظمة ديكتاتورية تخدم استمراريتها و تصون مصالحها الاستعمارية و العنصرية. لتحقيق مستوى الرفاهة لشمال العالم على حساب جنوبه بتفقير و تبئيس شعوب المستعمرات و التضيق الممنهج على حرياتهم العامة و تكريس تخلفهم و جهلهم و اقتتالهم و استنزاف خيراتهم و تهجير أدمغتهم...
. فكانت حصيلة البحث عن خطاب بديل أن انقسم العالم إلى خطابين مختلفين متظادين ( الشيوعية ضد الليبرالية )، فانقسم العالم تبعا لذلك إلى قطبين متصارعين إيديولوجيا (غربي بقيادة دولة الولايات المتحدة الأمريكية و آخر شرقي بقيادة دولة الاتحاد السوفياتي) فخلفت الحرب العالمية الثانية حربا باردة بين القطبين سادت العالم لفترة طويلة يطبعها التوجس و الحذر المتبادل و الخوف من اندلاع شرارة حرب نووية لا تبقي و لا تذر...
فتم بذلك الدخول في العصر المخابراتي حيث تم فتح المجال واسعا للأجهزة المخابراتبة عصب الحياة السياسية للدول بالتغلغل في هياكل سلطاتها الداخلية و مؤسساتها الخارجية و الدبلوماسية و في معظم مختبرات البحث العلمى و العسكري و الصناعي و العلمي و المجالات التجارية و الخدماتية، ... الأمر الذي أدى إلى تراجع ملحوظ في تنزيل مبادئ الثورة الديموقراطية و قيمها الحقوقية و الإنسانية، فظلت مجرد شعارات باهتة و خطاب يستعمل فقط لتلميع الواجهات الانتخابية الدعائية و تبييض ممارسات السلطة الخفية/العفنة الضالعة في إخضاع الشعوب و تكميم أفواهها بتغلغلها في كل الوسائل المتاحة ( إعلام، إشهار، تعليم، بيروقراطية إدارية و شرطة و قضاء، ... ) تحت يافطة التحرر الزائف و الانفتاح الوهمي مع تكريس قيم المجتمع الاستهلاكي الرأسمالي و ما يترتب عنه من تفسخ للقيم الأخلاقية و انحلال للعلاقات الاجتماعية،... لفائدة ترسيخ القيم المادية و المالية على وجه الخصوص. و من تمة صارت الديموقراطية لا تعكس ذلك النمط المثالي في ممارسة الحكم و السلطة الذي يحمي كرامة إلمواطنين و حقوقهم، كما أنها لا تبدو سوى مرحلة متطورة و ليست نهائية في سلم أنماط الأنظمة السساسية التي عرفها و سيعرفها التاريخ الإنساني، خصوصا في المرحلة الآنية التي يشهد فيها العالم تغيرات عميقة بعد القرار التاريخي ( قرار الشفافية السياسية و الإعلامية مع التغيير الاقتصادي و الإجتماعي / الكلاسنوست و البروسترويكا لميخائيل كورباتشوف ) الذي أدى إلى سقوط جذار برلين سنة 1987 و بعده تفكك الأتحاد السفياتي سنة 1991 و الذي أدى بدوره إلى:
1 - نهاية الحرب الباردة
2 - توقف العداء الأيديولوجي و العسكري المزمن الذي دام طويلا بين حلف الناتو و حلف وارسو
3 - نهاية دولة الأتحاد السوفياتي و اختفائها من الخريطة السياسية العالمية
4 - تحرر و استقلال دول التي كانت تابعة للاتحاد السوفياتي
5 - نهاية وجود حلف وارسو
6 - تحول العالم إلى القطبية الواحدة تحت قيادة الولايات المتحدة الأمريكية
7 - ظهور التحالفات الآقليمية بتوسع السوق الأوروبية و تحولها إلى الأتحاد الأوروبي بإلغاء الحدود البينية و توحيد العملة ( الأورو ) و تحرير مرور الإنسان و البضائع داخل الاتحاد .
إلا أنه من أكبر التغيرات المقبل فيما تشهده الساحة السياسية و الاقتصادية العالمية إلى جانب تطور الصناعات الإلكترونية و سرعة الاتصالات الهاتفية صوتا و صورة قد تتمثل في انتقال العالم إلى ما يمكن أن نطلق عليه تسمية عصر الانفجار المعلوماتي و الفورة الإلكترونية و المواصلات السريعة، نشهد ما يلي:
1 - ميول الشعوب و الدول الإفريقية لتحرر من ربق مواثيق و شروط استقلالياتها الممنوحة التي انهكتها اقتصاديا و أخرتها سياسيا و فاقمت فقرها و جوعها و مرضها و اقتتالها من جهة و من جهة أخرى الوعي المطرد لشبابها بالهجرة إلى شمال العالم الانتفاع من خيرات بلدانهم المنهوبة من طرف الدول الأوروبية الاستعمارية و استرجاعها ما إمكان...
2- ظهور ممؤشرات صراع اقتصادي قوي بين الصين و أمريكا و إرهاصات نشوء قطبية جديدة تهدد بانكسار هيمنة القطبية الواحدة الأمريكية الحالية و عملة الدولار، خصوصا مع توسع الحلف الاقتصادي العالمي الجديد ( BRICS ) المتكون حاليا من خمسة اقتصاديات متنامية بقوة هي: ( البرازيل و روسيا و الهند و الصين و جنوب إفريقيا ) .
3 - استمرار الفوبيا العالمية من الإسلام .
4- الإمعان و الإصرار الدولي في صهينة الصراع العربي اليهودي المزمن في منطقة غنية بالنفط و مؤهلات تنمية شاملة عالمية .
. ختاما مازال العالم في انتظار نظام عالمي و نمط حكم سياسي جديد يتحقق معه في إطار التعدالية الاقتصادية و الاجتماعية و الإنسية العالمية العدل و المساواة والسلام الشمولي...
شعر:
ذرّات الـنـاس و الـنـحاس
نسائم الغزو تمهلََت أَطوارا
حاكت جحافل الجراد.. و التتارا
تآمرت سوءاً..
أنقاماً..
و أوْزارا
مالت عواصفُها زوبعت ديارا
نسائم الشمال في أرْض الورود
أضرمت شهابا في التين و الزيتون
عاتت نَهبا في التراث و خرابا
و في وعود الهوى حلما سرابا
طافت رفارِفُ الـشمال هَباهِبا
إجتاحتْ مَواطِنَ الحب غِلابا
إحتلتْ قوما.. كتاباً.. و تُرابا
مرّغَتْ في الوهْم قلوبا.. و شعوبا
.
هاهي الأشواق رويدا تفاقمت ْ
حنينا.. حـديـدا.. و حجر
ذرّات الـثرى.. أصول الجنوب
كات رحلتْ غصبا صوب اللضباب
ركمات.. ركامات.. و ناطحات سحاب
من أرض الغربة ذرات..
و آهات تُنادي خلايا بشر
شَوق يدعو حراشيفَ الجنوب
و راكب الموج ضد التيار يسافر
و أسراب الحنين قسرا تُهاجر
رَدُّ الجنوب لِهبوب الشمال
رحلة الشوق.. و الغبن.. و الحلول
من آت يعانق ماضي الأُصول
من جنوبيٍّ يعانق جنوبي الشمال
هجرة ماض و حاضر عليل
هجرة الغبن إلى غد جميل
غُـصتُ هذا المكر الجميل أزْمانا
رأيت الموج حراكا دوائرا
يبادل أدواراً .. و أماكن
و أحداثا قادت الإنسانَ قهرا
فصاغ وهما طغيانا.. و لم يدر
كَما تجري اللواقح و لا تدري
بقلم: علي تونسي
و بدعمها لحرية التعبير تخلصا من جمود الخطاب الديني الكنيسي الذي ظهرت أخطاؤه و انهارت مسلماته أمام الفورة الفكرية المتحررة لعصر النهضة الثقافية و عصر فلسفة الأنوار حيث وجد العالم الغربي نفسه ش بعد انهيار خطاب الكنيسة و نظام الحكم الفيودالي بدون خطاب جامع شامل، فأعتمد الدعوة إلى حرية التعبير و الديموقراطية، تحت شعار دعه يمر دعه يعمل، ساعيا بذلك إلى حصول تراكم فكري في كل المجالات قد يسمح بتأسيس خطاب بديل و نمط حكم يقوم على الديمقراطية النيابية و تجديد النخب السياسية. و فعلا حدث زخم و حماس و تنافس منقطع النظير أدى إلى ثورة ثقافية فكرية و علمية مطردة و فورة تكنولوجية تطبيقية أدت إلى تطور سريع و تراكم الاختراعات و الابتكارات في كل مجالات الحياة ( الصناعية و الفلاحية و العمرانية و الاقتصادية و الاجتماعية و الطبية و الفنية و الأدبية، ...) .
فشكلت الديمقراطية مرحلة متطورة مدهشة و مبهرة في سلم تاريخ الأنظمة السياسية التي طبعت تاريخ الإنسانية في مجال الحكم و السلطة، مرحلة تحرر المجتمعات من آفة التحكم و التسلط الدكتاتوري بمباركة الكنيسة للقرون الوسطى المظلمة. غير أن نتائج الحربين العالميتين و ما ترتب عنهما من فوبيا صراع القوميات و الخوف من غزو محتمل من طرف الجار أو غيره أدى إلى تسابق و تنافس في التسلح و زخم الإنتاج الحربي و تطوير الأسلحة الفتاكة الشرسة لحماية الحدود الوطنية و تقوية قدرات الرد العسكري الحربي على أي تهديد مفترض .
مما جعل الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية تعتمد سياسة توسع مجالها الحيوي بعيدا عن جيرانها في أقصى الأراضي الشاسعة فيما وراء البحار بمختلف القارات لضمان أمنها القومي و الجغرافي و استجلاب المواد الأولية و المعادن و اليد العاملة الرخيصة من مستعمرات مجالها الحيوي لاستغلالها في أوراش البناء و الصناعات المتعددة و النشاط الفلاحي، ... فاستعمرت و استعبدت باسم رسالة الحداثة و مهمة التحديث ( تقليدا غير حقيقي لملاحم الفتح الإسلامي التي قامت على رسالة القرآن و الشريعة الإسلامية لتحرير الآنام من ظلمات الجهل و الكفر و الطغيان ) قامت الدول الأوروبية باستعمار و استعباد و نهب بلادنا كثيرة في كل من إفريقيا و آسيا و أمريكا الجنوبية و الشرق الأوسط و أقامت فيها أنظمة ديكتاتورية تخدم استمراريتها و تصون مصالحها الاستعمارية و العنصرية. لتحقيق مستوى الرفاهة لشمال العالم على حساب جنوبه بتفقير و تبئيس شعوب المستعمرات و التضيق الممنهج على حرياتهم العامة و تكريس تخلفهم و جهلهم و اقتتالهم و استنزاف خيراتهم و تهجير أدمغتهم...
. فكانت حصيلة البحث عن خطاب بديل أن انقسم العالم إلى خطابين مختلفين متظادين ( الشيوعية ضد الليبرالية )، فانقسم العالم تبعا لذلك إلى قطبين متصارعين إيديولوجيا (غربي بقيادة دولة الولايات المتحدة الأمريكية و آخر شرقي بقيادة دولة الاتحاد السوفياتي) فخلفت الحرب العالمية الثانية حربا باردة بين القطبين سادت العالم لفترة طويلة يطبعها التوجس و الحذر المتبادل و الخوف من اندلاع شرارة حرب نووية لا تبقي و لا تذر...
فتم بذلك الدخول في العصر المخابراتي حيث تم فتح المجال واسعا للأجهزة المخابراتبة عصب الحياة السياسية للدول بالتغلغل في هياكل سلطاتها الداخلية و مؤسساتها الخارجية و الدبلوماسية و في معظم مختبرات البحث العلمى و العسكري و الصناعي و العلمي و المجالات التجارية و الخدماتية، ... الأمر الذي أدى إلى تراجع ملحوظ في تنزيل مبادئ الثورة الديموقراطية و قيمها الحقوقية و الإنسانية، فظلت مجرد شعارات باهتة و خطاب يستعمل فقط لتلميع الواجهات الانتخابية الدعائية و تبييض ممارسات السلطة الخفية/العفنة الضالعة في إخضاع الشعوب و تكميم أفواهها بتغلغلها في كل الوسائل المتاحة ( إعلام، إشهار، تعليم، بيروقراطية إدارية و شرطة و قضاء، ... ) تحت يافطة التحرر الزائف و الانفتاح الوهمي مع تكريس قيم المجتمع الاستهلاكي الرأسمالي و ما يترتب عنه من تفسخ للقيم الأخلاقية و انحلال للعلاقات الاجتماعية،... لفائدة ترسيخ القيم المادية و المالية على وجه الخصوص. و من تمة صارت الديموقراطية لا تعكس ذلك النمط المثالي في ممارسة الحكم و السلطة الذي يحمي كرامة إلمواطنين و حقوقهم، كما أنها لا تبدو سوى مرحلة متطورة و ليست نهائية في سلم أنماط الأنظمة السساسية التي عرفها و سيعرفها التاريخ الإنساني، خصوصا في المرحلة الآنية التي يشهد فيها العالم تغيرات عميقة بعد القرار التاريخي ( قرار الشفافية السياسية و الإعلامية مع التغيير الاقتصادي و الإجتماعي / الكلاسنوست و البروسترويكا لميخائيل كورباتشوف ) الذي أدى إلى سقوط جذار برلين سنة 1987 و بعده تفكك الأتحاد السفياتي سنة 1991 و الذي أدى بدوره إلى:
1 - نهاية الحرب الباردة
2 - توقف العداء الأيديولوجي و العسكري المزمن الذي دام طويلا بين حلف الناتو و حلف وارسو
3 - نهاية دولة الأتحاد السوفياتي و اختفائها من الخريطة السياسية العالمية
4 - تحرر و استقلال دول التي كانت تابعة للاتحاد السوفياتي
5 - نهاية وجود حلف وارسو
6 - تحول العالم إلى القطبية الواحدة تحت قيادة الولايات المتحدة الأمريكية
7 - ظهور التحالفات الآقليمية بتوسع السوق الأوروبية و تحولها إلى الأتحاد الأوروبي بإلغاء الحدود البينية و توحيد العملة ( الأورو ) و تحرير مرور الإنسان و البضائع داخل الاتحاد .
إلا أنه من أكبر التغيرات المقبل فيما تشهده الساحة السياسية و الاقتصادية العالمية إلى جانب تطور الصناعات الإلكترونية و سرعة الاتصالات الهاتفية صوتا و صورة قد تتمثل في انتقال العالم إلى ما يمكن أن نطلق عليه تسمية عصر الانفجار المعلوماتي و الفورة الإلكترونية و المواصلات السريعة، نشهد ما يلي:
1 - ميول الشعوب و الدول الإفريقية لتحرر من ربق مواثيق و شروط استقلالياتها الممنوحة التي انهكتها اقتصاديا و أخرتها سياسيا و فاقمت فقرها و جوعها و مرضها و اقتتالها من جهة و من جهة أخرى الوعي المطرد لشبابها بالهجرة إلى شمال العالم الانتفاع من خيرات بلدانهم المنهوبة من طرف الدول الأوروبية الاستعمارية و استرجاعها ما إمكان...
2- ظهور ممؤشرات صراع اقتصادي قوي بين الصين و أمريكا و إرهاصات نشوء قطبية جديدة تهدد بانكسار هيمنة القطبية الواحدة الأمريكية الحالية و عملة الدولار، خصوصا مع توسع الحلف الاقتصادي العالمي الجديد ( BRICS ) المتكون حاليا من خمسة اقتصاديات متنامية بقوة هي: ( البرازيل و روسيا و الهند و الصين و جنوب إفريقيا ) .
3 - استمرار الفوبيا العالمية من الإسلام .
4- الإمعان و الإصرار الدولي في صهينة الصراع العربي اليهودي المزمن في منطقة غنية بالنفط و مؤهلات تنمية شاملة عالمية .
. ختاما مازال العالم في انتظار نظام عالمي و نمط حكم سياسي جديد يتحقق معه في إطار التعدالية الاقتصادية و الاجتماعية و الإنسية العالمية العدل و المساواة والسلام الشمولي...
شعر:
ذرّات الـنـاس و الـنـحاس
نسائم الغزو تمهلََت أَطوارا
حاكت جحافل الجراد.. و التتارا
تآمرت سوءاً..
أنقاماً..
و أوْزارا
مالت عواصفُها زوبعت ديارا
نسائم الشمال في أرْض الورود
أضرمت شهابا في التين و الزيتون
عاتت نَهبا في التراث و خرابا
و في وعود الهوى حلما سرابا
طافت رفارِفُ الـشمال هَباهِبا
إجتاحتْ مَواطِنَ الحب غِلابا
إحتلتْ قوما.. كتاباً.. و تُرابا
مرّغَتْ في الوهْم قلوبا.. و شعوبا
.
هاهي الأشواق رويدا تفاقمت ْ
حنينا.. حـديـدا.. و حجر
ذرّات الـثرى.. أصول الجنوب
كات رحلتْ غصبا صوب اللضباب
ركمات.. ركامات.. و ناطحات سحاب
من أرض الغربة ذرات..
و آهات تُنادي خلايا بشر
شَوق يدعو حراشيفَ الجنوب
و راكب الموج ضد التيار يسافر
و أسراب الحنين قسرا تُهاجر
رَدُّ الجنوب لِهبوب الشمال
رحلة الشوق.. و الغبن.. و الحلول
من آت يعانق ماضي الأُصول
من جنوبيٍّ يعانق جنوبي الشمال
هجرة ماض و حاضر عليل
هجرة الغبن إلى غد جميل
غُـصتُ هذا المكر الجميل أزْمانا
رأيت الموج حراكا دوائرا
يبادل أدواراً .. و أماكن
و أحداثا قادت الإنسانَ قهرا
فصاغ وهما طغيانا.. و لم يدر
كَما تجري اللواقح و لا تدري
بقلم: علي تونسي