حياتنا

مشروع قانون جديد لتحديد السن القانوني الرقمي للأطفال في 16 سنة


اقترح فريق التقدم والاشتراكية في مجلس النواب مشروع قانون يحدد السن القانوني الرقمي في 16 سنة. ويهدف هذا المقترح إلى تعديل القانون رقم 09.08 الخاص بحماية البيانات الشخصية، الذي صدر قبل أكثر من 14 عاماً، لتعزيز الحماية الرقمية للأطفال والحد من المخاطر النفسية والجسدية التي قد تواجههم جراء الاستخدام المتزايد للإنترنت، مع توفير ضمانات ضد الجرائم الإلكترونية



وأُعلن خلال جلسة عمومية بمجلس النواب عن تلقي هذا المقترح، الذي يستهدف الحد من التهديدات التي تواجه الأطفال والمراهقين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تشكل مصدر قلق للجهات المعنية. وتبرز أهمية الحماية الخاصة لهذه الفئة، في ظل تنامي الانتهاكات الرقمية التي تطال حقوقها المعترف بها دولياً والمدعمة في التشريعات الوطنية.
 
وأوضح الفريق النيابي، في مذكرة المشروع، أن حقوق الأطفال الرقمية تُعد من أكثر المجالات المعرضة للاستغلال، مما يهدد خصوصيتهم ويعرضهم لمخاطر مثل العنف والاحتيال والاستغلال. ويأتي ذلك في ظل تسارع التطورات التكنولوجية وانتشار وسائل الإعلام والتواصل دون ضوابط صارمة.
 
وأشار المقترح إلى توصيات المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، التي وردت في تقريره حول البيئة الرقمية الآمنة للأطفال. وشدد التقرير على ضرورة تحديث القوانين الوطنية لتتماشى مع المعايير الدولية المتعلقة بحماية حقوق الطفل. ومن بين التوصيات المطروحة تحديد المسؤوليات القانونية للمؤسسات التكنولوجية ووضع إطار واضح لاستخدام الأطفال لشبكات التواصل الاجتماعي.
 
واستعرض الفريق النيابي تجارب دولية مشابهة في هذا المجال، حيث حددت ألمانيا وأيرلندا السن القانوني الرقمي في 16 سنة، بينما اختارت فرنسا وإيطاليا سن 15 سنة، وحددت إسبانيا وهولندا هذا السن في 13 سنة. أما أستراليا فاعتمدت 16 سنة، في حين اختارت الصين وكوريا الجنوبية 14 سنة، بينما حددته المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية في 13 سنة.
 
وبالرغم من التحديات المرتبطة بتحديد السن القانوني الرقمي، شدد المقترح على أهمية اتخاذ إجراءات تقييدية تفرض على المنصات الرقمية عدم السماح للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 16 سنة بالتسجيل دون موافقة الوالدين. ويُنظر إلى هذا الإجراء كخطوة ضرورية لمواكبة التحولات المجتمعية وتعزيز ثقافة الاستخدام الآمن للتكنولوجيا.
 
يركز المقترح أيضاً على حماية الأطفال من الاستغلال الرقمي، بما في ذلك التنمر الإلكتروني والتحرش والوصول إلى محتوى غير لائق. ويُلزم القانون المنصات الرقمية بالحصول على موافقة واضحة من أولياء الأمور قبل معالجة بيانات الأطفال، مما يسهم في تعزيز الوعي والمسؤولية الرقمية لدى الأجيال الصاعدة.
 
أكد الفريق النيابي على دور اللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي في هذا السياق، حيث تسعى اللجنة إلى توعية المجتمع بحماية الخصوصية الرقمية، وتقديم الاستشارات والمراقبة المستمرة لتطبيق القوانين. وسيتم عرض المقترح على اللجنة المختصة في البرلمان بانتظار مناقشته واعتماده من قبل الحكومة.
 


السن القانوني الرقمي، حماية البيانات الشخصية، الأطفال والإنترنت، الجرائم الإلكترونية


عائشة بوسكين صحافية خريجة المعهد العالي للإعلام… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الثلاثاء 24 دجنبر 2024
في نفس الركن