وقد أشار التقرير إلى أن السنوات الخمس الأخيرة تشكل أطول فترة جفاف متتالية شهدها المغرب في تاريخه المعاصر، مع متوسط عجز في التساقطات المطرية بلغ 35%.
و يعاني المغرب من نقص حاد في الأمطار خلال السنوات الأخيرة، ووفقاً للمديرية، تعتبر السنة الفلاحية 2022-2023 (من 1 سبتمبر إلى 31 غشت) واحدة من أسوأ الفترات بالنسبة للزراعة، حيث بلغ متوسط التساقطات المطرية المسجلة 134 ملم، مما يشكل عجزاً بنسبة 29% مقارنة بالمعدل السنوي المعتاد، وقد أثر هذا الجفاف بشكل خاص على مراحل حرجة من دورة زراعة الحبوب، مما زاد من تحديات القطاع الزراعي.
إلى جانب الجفاف، شهد المغرب خلال عام 2023 عدة ظواهر مناخية قصوى، فقد تعرضت البلاد لأربع موجات حر طويلة الأمد امتدت على مدار 27 يوماً في أشهر يونيو ويوليوز وغشت.
وخلال هذه الموجات، تم تسجيل درجات حرارة قياسية، من بينها رقم وطني جديد بلغ 50.4 درجة مئوية في أكادير، بالإضافة إلى ذلك، عانت البلاد من موجة حر غير معتادة في فصل الربيع، حيث سجلت درجة حرارة قصوى بلغت 41.8 درجة مئوية في سيدي سليمان خلال شهر أبريل.
و شهدت البلاد أيضاً موجة برد شديدة استمرت حوالي 20 يوماً بين أواخر يناير وأوائل فبراير، وقد أثرت هذه الموجة الباردة على عدة مناطق بدرجات متفاوتة، حيث سجلت درجة حرارة دنيا بلغت ناقص 12.9 درجة مئوية في إفران،كما شهدت بعض المناطق، مثل إقليم ورزازات، تساقطاً كثيفاً للثلوج في فبراير، حيث بلغ ارتفاع الثلوج في بعض المناطق، مثل تيديلي، مترين.
ويُظهر هذا التقرير صورة مقلقة عن تغير المناخ وتأثيراته المتزايدة على المغرب، ففترات الجفاف المستمرة والظواهر المناخية الاستثنائية تشكل تهديداً ليس فقط للقطاع الزراعي، بل تمتد لتشمل الاقتصاد الوطني برمته، و من المتوقع أن تزداد التحديات المستقبلية مع تفاقم آثار تغير المناخ، مما يستدعي استراتيجيات جديدة للتكيف مع هذه التحولات البيئية والتخفيف من تداعياتها.