موضوعنا اليوم يتحدث عن إحدى أندر الاضطرابات النفسية، يتخيل صاحبه أن كل من حوله هم في الحقيقة شخص واحد متنكر بشخصيات متعددة، إنها متلازمة فريجولي، سميت هذه المتلازمة تيمنا بالممثل الإيطالي الشهير ليوبولدو فريجولي المعروف بقدرته الفائقة على تغيير مظهره بسرعة كبيرة، ما يعكس طبيعة الوهم الذي يعاني منه المصابون بهذه المتلازمة، فما هي إذن أسبابها، أعراضها، وطرق تشخيصها وعلاجها؟
أسباب متلازمة فريجولي
تشير مجموعة من الدراسات العصبية إلى أن التلف في بعض مناطق الدماغ، وخاصة تلك المسؤولة عن التعرف على الوجوه والذاكرة، يمكن أن تؤدي إلى تطور متلازمة فريجولي، مثل هذا التلف قد يكون نتيجة إصابات في الدماغ، أورام، أو أمراض عصبية أخرى
كما أن هذه المتلازمة تظهر بشكل متزايد بين الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية أخرى مثل الفصام واضطراب ثنائي القطب، هذه الأمراض تساهم بشكل مباشر في تشويه الواقع وتفاقم الأوهام والهلاوس
وعلى الرغم من قلة الأبحاث في هذا المجال، يعتقد أن هناك دور فعال للعوامل الوراثية في زيادة احتمالية الإصابة بهذه المتلازمة، حيث يمكن أن يكون للأفراد الذين لديهم تاريخ عائلي مع الأمراض النفسية عرضة أكبر للإصابة بها
أعراض متلازمة فريجولي
تتميز متلازمة فريجولي بأعراض وهمية محددة، حيث يعتقد المصابون بها اعتقادا ثابتا وغير منطقي بأن الأشخاص المختلفين حولهم هم في الواقع شخص واحد متنكر بأشكال متعددة. تشمل الأعراض الرئيسية الوهم الثابت الذي يصعب تغييره حتى مع تقديم الأدلة المناقضة، والشعور بالقلق والخوف من المحيطين بهؤلاء الأشخاص المتنكرين. بالإضافة إلى ذلك، قد يظهر المصابون سلوكا عدائيا أو هجوميا تجاه من يعتقدون أنهم يتنكرون، مما يزيد من تعقيد التعامل معهم ويؤثر سلبًا على حياتهم اليومية وعلاقاتهم الاجتماعية
طرق العلاج
تعتمد طرق علاج متلازمة فريجولي على سيرورة من العلاجات الدوائية والنفسية والاجتماعية، أولا، يتم استخدام مضادات الذهان مثل ريسبيريدون وأولانزابين للحد من الأوهام والهلوسات المتكررة، بالإضافة إلى مضادات الاكتئاب مثل سيرترالين وفلوكستين لتحسين المزاج وتقليل القلق
من الناحية النفسية، يلعب العلاج السلوكي المعرفي دورا رئيسيا في مساعدة المرضى على تحدي وتغيير أفكارهم الوهمية، بينما يساعد العلاج النفسي الديناميكي على فهم ومعالجة الجذور العاطفية للمتلازمة÷ الدعم الاجتماعي هو الآخر لا يقل أهمية، حيث يشمل توعية أفراد الأسرة بحالة المريض وتقديم الدعم النفسي والعاطفي المستمر