صحتنا

متلازمة العمل المكتبي : تأثيرات الجلوس الطويل على صحتنا الجسدية


في عصر يتميز بالتكنولوجيا الحديثة، أصبح من الضروري أن نتأمل في نمط حياتنا العملي الذي يتطلب منا قضاء ساعات طويلة في مكاتبنا، مع التركيز على شاشات الكمبيوتر. هذه الحياة اليومية، التي تتسم بالجلوس لفترات طويلة وقلة الحركة، قد تؤدي إلى مشاكل صحية متعددة تُعرف مجتمعة باسم "متلازمة العمل المكتبي".



تتضمن متلازمة العمل المكتبي مجموعة من الأعراض المزعجة التي تتراوح من التعب العام والإنهاك إلى آلام الرقبة والظهر ومشاكل المفاصل والعضلات. تنشأ هذه الأعراض نتيجة عدة عوامل، أبرزها الجلوس لفترات طويلة دون حركة كافية، واستمرار استخدام الأجهزة التكنولوجية دون استراحة. يشكل هذا النمط من الحياة تحديًا كبيرًا، حيث يؤثر سلبًا على صحتنا البدنية والنفسية، مما ينعكس على إنتاجيتنا وجودة حياتنا.

بيئة العمل تلعب دورًا رئيسيًا في ظهور هذه المتلازمة. فعلى سبيل المثال، يمكن أن تؤدي ارتفاع الطاولة وسوء وضعية الكمبيوتر ولوحة المفاتيح إلى إجهاد الجسم. الجلوس بشكل غير صحيح، سواء بالانحناء أو التراخي، يؤدي إلى توتر مستمر في العضلات، مما يتسبب في ضعفها بمرور الوقت. هذا بالإضافة إلى المشاكل الأخرى مثل جفاف العين والصداع، والتي قد تنجم عن النظر الطويل إلى شاشات الكمبيوتر.

تتضمن المشاكل الصحية المرتبطة بمتلازمة العمل المكتبي عدة حالات، مثل متلازمة الألم الليفي العضلي، حيث يشعر المصاب بألم مستمر في العضلات، ومتلازمة النفق الرسغي، التي تتسبب في الشعور بالألم والخدر في اليد والمعصم. كما أن هناك حالات أخرى مثل التهاب الأوتار وآلام الظهر، والتي جميعها تنجم عن الوضعيات السيئة والتوتر العضلي المستمر.

لحسن الحظ، هناك خطوات بسيطة يمكن اتخاذها للحد من أعراض متلازمة العمل المكتبي. ينصح بممارسة التمارين الرياضية والتمدد بانتظام، بحيث يتم تخصيص وقت كل 30 دقيقة للقيام ببعض التمارين البسيطة. من الضروري أيضًا تحسين وضعية الجلوس باستخدام كراسي مريحة وضبط ارتفاع الشاشة لتقليل الإجهاد على الرقبة والكتفين.

أخذ استراحات منتظمة يعد من الأمور المهمة أيضًا، حيث يُفضل الوقوف والتحرك كل ساعة لتشجيع الدورة الدموية وتخفيف التوتر العضلي. يمكن أيضًا استخدام أدوات مكتبية مريحة مثل لوحات المفاتيح والفأرات المصممة خصيصًا لتقليل الإجهاد.

علاوة على ذلك، يجب الانتباه لنظام التغذية. اتباع نظام غذائي متوازن وشرب كميات كافية من الماء يساهم في الحفاظ على الطاقة والتركيز. كما أن زيارة المعالجين، سواء من خلال التدليك أو العلاج الطبيعي، يمكن أن تساعد في تحسين الدورة الدموية وتخفيف التوتر.

أخيرًا، تحسين الإضاءة في مكان العمل وإدارة الضغط النفسي من خلال تقنيات الاسترخاء وتنظيم الوقت، جميعها خطوات مهمة للحفاظ على صحتنا أثناء العمل. إذا استمرت الأعراض، ينبغي استشارة متخصصين لتقديم الدعم اللازم والعلاج المناسب

 

العمل المكتبي، الجلوس الطويل، الصحة الجسدية، الآلام، الضغط النفسي، الراحة، الحركة، وضعية الجلوس


عائشة بوسكين صحافية خريجة المعهد العالي للإعلام… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الأربعاء 23 أكتوبر 2024
في نفس الركن