كتاب الرأي

ما الفساد؟!!!


إن محاربة الفساد في بلادنا تتطلب ما يلي من إجراءات لا مناص منها:
- أولا : التعريف الأكاديمي الشامل و الكامل و المانع للفساد لغة و اصطلاحا ، و الحد من فضفاضيته و تداخله بالحابل و النابل مع موضوعات أو مجالات أخرى شبيهة و غير شبيهة ، و تشذيبه من الحشو بكل شيء و لا شيء .
- ثانيا : العمل على تعداد البحث الجامعي في موضوعات الفساد و مجالاته الثقافية و الاجتماعية و المالية و الاقتصادية و السياسية و الإدارية ، آلى آخره...
- ثالثا : الارتقاء بالبحث الجامعي في موضوعات الفساد و مجالاته إلى تحديد مفهوم علمي أكاديمي يوحد النظرة و التصور و الجهاز المفاهيمي لغويا و فكريا و قانونيا و تشريعيا ، ... للفساد ، على المستوى المحلي أو الجهوي و القاري و الدولي .



علي تونسي

  فعموما قد يعرف  الفساد بكونه أي عمل خارج عما هو متعاقد عليه مجتمعيا عرفا أو قانونا في مرحلة معينة و منطقة  معينة بأنه عمل تنقصه الشفافية و الوضوح و يكتنفه  الغموض و الشبهة و قد يعمل بقصد و نية مسبقة أو بدونهما على اختلال التوازن و الاستقرار المجتمعي و فقدان الثقة و فك وحدة القيم الاجتماعية و الأخلاقية و ضرب مبدأ المساواة و دولة الحق و القانون ، قياسا على المثل الصيني القائل بأن تحريك جناح فراشة هنا قد يتطور إلى  عاصفة هوجاء في مكان ما هناك ، أو إلقاء حجر صغير في بركة ماء قد يحدث تسونامي لبعض الكائنات...


 كما تفيدنا الملاحظة الأنثروبولوجية بأن كثير من سلوكات مجتمع ما في حقبة زمنية معينة  كانت سلوكات عادية و متقلبة من طرف الجميع أصبحت ، مع مرور الوقت و مع الزيادة في مستوى الفكر و المعرفة و العلم و الوعي المدني و السياسي ، سلوكات موسومة بالفساد لكونها أصبحت معيقة للتنمية و التطور و الرقي .


و بالتالي  فكل سلوك متخلف يخالف دينامية التطور يعتبر فسادا ينبغي بل يجب محاربته ، فأول ما تتطلبه إذن محاربة الفساد هو محاربة فضفاضيته بتحديده تعريفا لغة و اصطلاحا  كما سبق لنا قوله أعلاه...

سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الثلاثاء 20 دجنبر 2022
في نفس الركن