صحتنا

لقاح الإنفلونزا: الوقاية الفعّالة لمواجهة خطر المضاعفات


يعتبر لقاح الإنفلونزا الوسيلة الأكثر فعالية لتقليل مضاعفات الإنفلونزا المحتملة، خصوصًا لدى الفئات الأكثر عرضة للخطر. في إطار الجهود المبذولة لنشر الوعي حول الإنفلونزا الموسمية، أطلقت الجمعية اللبنانية للأمراض الصدرية بالتعاون مع الجمعية اللبنانية لطب الأطفال وشركة أبوت حملة "الإنفلونزا مش نزلة برد". هذه الحملة، التي شهدت نجاحًا كبيرًا في العام الماضي، تهدف إلى تشجيع الأفراد على الوقاية من الإنفلونزا الموسمية من خلال التلقيح.



وفي المؤتمر الصحفي الذي أقيم للإعلان عن الحملة، تواجد مجموعة من الاختصاصيين والإعلاميين، وناقشوا أهمية تلقي اللقاح. تحدث الدكتور بيار بو خليل، رئيس الجمعية اللبنانية للأمراض الصدرية، والدكتورة منى علامة، رئيسة الجمعية اللبنانية لطب الأطفال، عن فوائد اللقاح وأهمية تلقيه.

حماية فعّالة ضد مضاعفات الإنفلونزا
يؤكد الدكتور بيار بو خليل أن فيروس الإنفلونزا يتحور بشكل مستمر كل عام، ولهذا السبب توصي منظمة الصحة العالمية بتلقي اللقاح سنويًا لضمان الحماية من السلالات الأكثر انتشارًا. اللقاح لا يمنع الإصابة بالفيروس بالكامل، ولكنه يخفف من حدة الأعراض ويقلل من احتمالية دخول المستشفى، خاصة للفئات الأكثر عرضة للخطر مثل الأطفال والمسنين فوق سن 65 عامًا.

الفئات المستهدفة وأهمية اللقاح للجميع
توضح الدكتورة منى علامة أن الأطفال، وخصوصًا الذين يرتادون دور الحضانة والمدارس، هم الأكثر عرضة للإصابة بالإنفلونزا، وقد يؤثر ذلك على الأسرة بأكملها. ورغم أن الإنفلونزا يمكن أن تصيب أي شخص بغض النظر عن العمر، فإن المنظمة العالمية للصحة توصي بتلقي اللقاح لجميع الفئات، خصوصًا المعرَّضة للخطر مثل الحوامل، والعاملين في مجال الرعاية الصحية، والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة مثل الربو وأمراض القلب والسكري. كما تنصح بتلقي اللقاح للمرضى الذين يعانون من ضعف المناعة.

لقاح كوفيد-19 لا يحل محل لقاح الإنفلونزا
فيما يتعلق بالاعتقاد الخاطئ بأن لقاح كوفيد-19 يمكن أن يوفر حماية من الإنفلونزا، يؤكد الدكتور بيار بو خليل أن كلا الفيروسين مختلفان تمامًا، وأن لقاحات كوفيد-19 لا توفر أي حماية ضد فيروسات الإنفلونزا. لذلك، من الضروري تلقي اللقاح السنوي للإنفلونزا كوسيلة فعالة للوقاية من مضاعفات هذا المرض.

أهمية التدابير الوقائية الإضافية
رغم أن الدكتور بو خليل لا يتوقع زيادة كبيرة في حالات الإصابة بالإنفلونزا هذا الموسم مقارنة بالسنوات السابقة، فإنه يؤكد على أهمية اتباع التدابير الوقائية، مثل غسل اليدين بانتظام وتغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس، وتجنب الاتصال الوثيق مع المرضى، لضمان حماية فعالة للجميع.

توافر اللقاح وآثاره الجانبية
توضح الدكتورة منى علامة أن لقاح الإنفلونزا متاح في الصيدليات والعيادات الطبية، ويُفضّل استشارة الطبيب للحصول على المعلومات اللازمة. فيما يخص الآثار الجانبية، فهي بسيطة جدًا وتختفي خلال يوم أو يومين، وتشمل ألمًا موضعيًا في مكان الحقن وبعض التورم أو الاحمرار، مما يشير إلى عمل اللقاح داخل الجسم لتعزيز المناعة.

الحملة الوطنية: هدفها توسيع الوعي
تشير الدكتورة منى علامة إلى أن انضمام الجمعية اللبنانية لطب الأطفال إلى الحملة هذا العام يأتي في إطار مسؤولية الأطباء لنشر الوعي والحفاظ على سلامة المجتمع. كلما زاد الوعي بأهمية اللقاح، انخفضت حالات الإصابة التي تتطور إلى مضاعفات.

التوقيت المثالي لتلقي اللقاح
يُنصح بتلقي لقاح الإنفلونزا خلال شهري سبتمبر وأكتوبر لضمان فعاليته، ولكن يمكن تلقيه في وقت لاحق أيضًا، حيث يمكن للفعالية أن تستمر حتى شهر مايو، وفقًا للدكتور بيار بو خليل.

لقاح الإنفلونزا يبقى أداة فعالة في الوقاية، لذا يوصى الجميع، خاصة الفئات الأكثر عرضة للخطر، بتلقيه في الوقت المناسب.

 

سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الجمعة 11 أكتوبر 2024
في نفس الركن