حملة "شد ختك فدار" وما أثارته من جدل
في سياق آخر، ومع وقوع حادثة تحرش بشابة في شوارع طنجة، أُطلقت حملة بعنوان "شد ختك فدار"، والتي انتشرت بسرعة كبيرة عبر منصات التواصل الاجتماعي، هذه الحملة التي تركز على تشجيع الرجال على "حماية" نسائهم بمنعهن من الخروج، لم تمر دون انتقادات.
ففي الوقت الذي اعتبر فيه بعض المدافعين عن الحملة أنها تأتي في إطار المحافظة على النساء وحمايتهن من المخاطر، رأى آخرون أنها تجسد نوعاً من القمع الاجتماعي وتفرض وصاية على المرأة في الفضاء العام، العديد من النشطاء والحقوقيين انتقدوا هذه الحملة واعتبروها انتكاسة لحقوق المرأة، مشيرين إلى أنها تأتي في سياق اجتماعي يعاني من غياب الوعي بالمساواة بين الجنسين.
موقف المعارضين للحملة ورفض تقييد حرية النساء
عبر العديد من النساء والرجال عن رفضهم القاطع لفكرة منع النساء من دخول الملاعب أو أي فضاء عمومي آخر، حيث اعتبرت بعض الناشطات الحقوقيات أن هذا التفكير الفاسد هو ما جعلنا نتأخر في الكثير من المجالات، فبأي حق تُفرض على النساء قيود تمنعهن من المشاركة في الفضاءات العامة مثل الملاعب؟"
وعبرت الكثير من النساء عن رفضهن لهذه الحملة، ذلك أنها تعكس تمسكاً بعقلية محافظة تعيق تقدم المرأة ومشاركتها الفعالة في المجتمع، كما أكدت أن هذه الدعوات ليست سوى محاولات للحد من مكتسبات النساء في مجالات الحقوق والمساواة.
ردود فعل ساخرة تنتقد توجه الحملة
في ظل هذا الجدل المتزايد، جاءت ردود أفعال ساخرة تعبيراً عن رفض الحملة، العديد من المستخدمين اعتبروا أن التركيز على منع النساء من التواجد في المدرجات أو الفضاءات العامة غير منطقي، في حين توجد قضايا اجتماعية أكثر إلحاحاً. أحد النشطاء عبر عن رأيه بطريقة تهكمية على فيسبوك قائلاً: "قبل أن تمنعوا النساء من الملاعب، يجب منع التيك توك والروتين اليومي على يوتيوب، فهذا سيكون أكثر فائدة"، مشيراً بذلك إلى وجود أولويات أخرى أكثر أهمية لتحسين المجتمع بدلاً من تقييد حرية النساء.
تجدر الإشارة إلى أن الهجوم على تواجد النساء في الفضاءات العامة ليس حديثاً في المغرب. فقد سبق أن تعرضت النساء اللاتي يحضرن مباريات كرة القدم في الملاعب أو اللواتي يرتدن المقاهي لانتقادات لاذعة، بدعوى أن هذه الأماكن "ليست مناسبة" للنساء.
هذا الجدل يعكس صراعاً جوهريا حول دور المرأة ومكانتها في المجتمع المغربي، ففي الوقت الذي تسعى فيه بعض التيارات المحافظة لتقييد حركتها في الفضاءات العامة، يقف العديد من النشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان في مواجهة تلك التيارات، مطالبين بالمساواة الكاملة وحرية المرأة في التواجد في أي مكان تختاره