فن وفكر

كتاب جديد يستعرض أثر النظرية الواقعية في فهم العلاقات الدولية


صدر حديثاً عن دار أكورا كتاب جديد للباحث عبيد الحليمي بعنوان "النظرية الواقعية في حقل العلاقات الدولية: دراسة لمتغيّرات السياسة العالمية من منظور واقعية ميرشايمر الهجومية". يقدّم الكتاب دراسة معمّقة لأحد التيارات الفكرية المهمة في العلاقات الدولية، مركزاً على دور النظرية الواقعية الهجومية، كما طرحها المفكر الأمريكي جون ميرشايمر، في تحليل وتفسير سلوك الدول في السياسة العالمية.



قيمة النظرية في دراسة العلاقات الدولية
تبرز أهمية هذا الكتاب في نقله مجال العلاقات الدولية من الطابع العملي المرتبط بالاتفاقيات والشراكات والمعاهدات، إلى مجال التفكير النظري في طبيعة العلاقات والأسس التي تقوم عليها. فالكتاب يشير إلى أن النظرية توفر إطاراً معرفياً يمكن الباحثين من فهم الأسس التي تبنى عليها العلاقات بين الدول، مستندة إلى معطيات إنسانية واجتماعية، مثل الجغرافيا، التاريخ، القوانين، والحدود. ويؤكد الكاتب أن النظرية تشكل ركيزة أساسية لأي حديث علمي حول العلاقات الدولية، كونها تساهم في رفع مستوى الإنتاج المعرفي وتأطير عمليات التحليل السياسي.


أهمية التنظير في حقل العلاقات الدولية
في تقديم الكتاب، يشير الحليمي إلى أن التنظير في العلاقات الدولية يمثل أحد أهم المجالات المرتبطة بعلم السياسة الدولي. ويوضح أن النقاشات والحوارات حول النظريات تكتسي أهمية خاصة في عملية صناعة القرار السياسي الخارجي لدى جميع الدول. فالنظرية تتيح للعلماء والمفكرين فهماً أعمق للظواهر والأحداث الدولية، مما يساعدهم على بناء نظريات قابلة للتطبيق من قبل صناع القرار والقادة السياسيين.


الواقعية: مدرسة مهيمنة في العلاقات الدولية
يؤكد الكتاب أن النظرية الواقعية الكبرى، بمختلف تياراتها الجزئية، تظل إحدى النظريات العلمية والفكرية المهيمنة في حقل العلاقات الدولية اليوم. ويُعزى ذلك إلى نجاحها في تفسير السلوك الدولي وتقديم الحلول المناسبة للقضايا العالمية. فحسب الحليمي، استطاعت هذه المدرسة تحقيق انتشار واسع على المستوى العلمي، لكونها توفر أدوات تحليلية فعّالة لصناع القرار في تبني سياسات خارجية مدروسة. ويُبرز المؤلف كيف أن معظم دول العالم تستند بدرجات متفاوتة إلى هذه النظرية في بناء سياساتها الخارجية، ما يرسّخ مكانتها كإطار معرفي أساسي في فهم العلاقات الدولية وتطويرها.


نظرة شاملة لتفسير السياسة الدولية
يعكس الكتاب رؤية عميقة ومتكاملة لأهمية التنظير في حقل العلاقات الدولية، مسلطاً الضوء على قدرة النظرية الواقعية على تفسير التفاعلات بين الدول واستيعاب التغيرات في الساحة الدولية. وبهذا، يسعى الكتاب إلى تقديم قراءة جديدة لفهم السياسة الدولية من منظور واقعية ميرشايمر الهجومية، وتقديمه كمرجع معرفي يساعد الباحثين وصناع القرار على تحليل القضايا الدولية بشكل أكثر شمولية وواقعية.

يعد هذا الإصدار إضافة قيمة للمكتبة الفكرية والسياسية، كونه يسهم في إثراء النقاشات حول أهمية النظرية في دراسة العلاقات الدولية، ويسلط الضوء على قدرتها في تقديم رؤى استراتيجية لصناع القرار السياسي.

سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الخميس 24 أكتوبر 2024
في نفس الركن