آخر الأخبار

كان 2025 : البنية التحتية وحفل الافتتاح، فرصة المغرب لإبهار العالم


​بعد الإعلان الرسمي عن اختيار المغرب لاستضافة كأس أمم إفريقيا 2025، أصبحت المملكة أمام فرصة ذهبية لإثبات قدرتها على تنظيم حدث رياضي قاري بمستوى عالمي. استضافة بطولة بهذا الحجم تتطلب جاهزية شاملة تشمل الملاعب، البنية التحتية، وسائل النقل، واللوجستيات. ومع أن المغرب يمتلك خبرة طويلة في تنظيم الفعاليات الرياضية الكبرى، فإن بعض المؤشرات الأخيرة، مثل حفل قرعة البطولة الذي أقيم يوم الاثنين 27 يناير ولم يكن في المستوى المطلوب، تثير تساؤلات حول مدى جاهزية المملكة لتقديم نسخة استثنائية من البطولة، خاصة فيما يتعلق بحفل الافتتاح المقرر في 21 ديسمبر 2024.



المغرب واستضافة الكان 2025 : هل نحن مستعدون لتحدي القارة؟

المغرب يمتلك مجموعة من الملاعب ذات المستوى العالمي التي تؤهله لاستضافة البطولة. ملعب محمد الخامس في الدار البيضاء وملعب مولاي عبد الله في الرباط يعتبران من بين أبرز المنشآت الرياضية في إفريقيا، وقد شهدا تحسينات كبيرة خلال السنوات الأخيرة. كما أن ملاعب طنجة الكبير، أدرار في أكادير، وملعب مراكش الكبير تتميز بتصاميم حديثة وبنية تحتية قوية. ومع ذلك، فإن التحدي الأكبر يكمن في ضمان جاهزية هذه الملاعب قبل انطلاق البطولة، حيث يجب أن تشمل التحسينات توفير مرافق حديثة للجماهير والصحفيين، مثل مناطق الإعلاميين، شاشات عملاقة، وخدمات متطورة لتحسين تجربة الحضور. كما أن تجهيز الملاعب لاستيعاب تقنية الـVAR وضمان جودة أرضية الملاعب سيكونان من الأولويات.

على مستوى البنية التحتية ووسائل النقل، شهد المغرب تطورًا ملحوظًا خلال العقد الأخير، وهو ما يجعله في موقع قوي لدعم نجاح البطولة. القطار فائق السرعة "البراق"، الذي يربط طنجة بالدار البيضاء، وشبكة الطرق السريعة المتطورة، إضافة إلى المطارات الدولية التي تلبي المعايير العالمية، تشكل قاعدة صلبة لتنقل الوفود والجماهير بين المدن المستضيفة. ومع ذلك، فإن التحدي الأكبر يكمن في تحسين وسائل النقل المحلية، مثل الحافلات والمترو، لضمان سهولة تنقل الجماهير داخل المدن. كما يجب وضع خطط نقل مخصصة تربط بين المطارات والفنادق والملاعب، مع التركيز على توفير تجربة مريحة وآمنة للجميع.

اللوجستيات تمثل العمود الفقري لأي بطولة ناجحة، ويجب أن تكون محور اهتمام القائمين على التنظيم. توفير الإقامة المناسبة للفرق والجماهير، وضمان الأمن داخل الملاعب وخارجها، واستخدام أحدث التقنيات في بيع التذاكر وإدارة الجماهير، كلها عوامل أساسية لضمان نجاح الكان 2025. أي خلل في هذه الجوانب قد يؤثر سلبًا على سمعة التنظيم ويضع المغرب في موقف حرج أمام العالم.

أما بالنسبة لحفل الافتتاح، فهو يمثل الواجهة الأولى التي ستقدم المغرب للعالم خلال البطولة. ومع أن حفل قرعة البطولة الأخير أظهر بعض القصور في التنظيم، فإن هذا لا يعني أن المغرب غير قادر على تقديم حفل افتتاح بمستوى عالمي. لضمان نجاح هذا الحدث، يجب التركيز على الإعداد الفني المميز الذي يعكس التراث المغربي الغني، واستخدام أحدث تقنيات الإضاءة والصوت لإبهار الحاضرين والمشاهدين عبر الشاشات. التعاون مع شركات عالمية متخصصة في تنظيم الفعاليات الكبرى سيكون خطوة ضرورية لضمان تقديم صورة مشرقة عن المغرب.

في المجمل، يمتلك المغرب كل المقومات التي تؤهله لتنظيم نسخة استثنائية من كأس أمم إفريقيا 2025. الملاعب الحديثة، البنية التحتية المتطورة، ووسائل النقل الفعالة كلها عوامل تصب في صالح المملكة. لكن النجاح الحقيقي يعتمد على التنفيذ الفعلي لهذه الخطط، وعلى معالجة أي قصور قد يبرز خلال الفترة التحضيرية. حفل الافتتاح، على وجه الخصوص، يمثل فرصة ذهبية لإظهار قدرة المغرب على تقديم حدث رياضي عالمي بمستوى يليق بمكانته القارية والدولية. ومع اقتراب موعد البطولة، يبقى التحدي الأكبر هو تحقيق التوازن بين الطموحات الكبيرة والتنفيذ المحكم، لضمان تقديم نسخة تبقى في ذاكرة الجماهير لسنوات طويلة.

بقلم مامون أشرقي

المغرب، كأس أمم إفريقيا، الكان 2025، حفل الافتتاح، البنية التحتية، الملاعب المغربية، النقل في المغرب، تنظيم البطولات، الرياضة الإفريقية، حفل قرعة الكان





الجمعة 31 يناير 2025
في نفس الركن