odj arabe
ثمة فرق كبير بين اليوم والأمس ، يقول عبد الرحمن خربوعي واحد من أصحاب هذه القوارب: «في الماضي وقبل بدء مشروع تعمير وتحديث ضفتي نهر أبو رقراق ، كان هناك رواج وحركة القوارب دؤوبة لا تكاد تتوقف ، واليوم بات التوقف قاعدة والتنقل بين الضفتين هو الاستثناء» .
قبل بداية المشروع كان مربحا ، حيث كان مدخول أصحابها يصل إلى 300 درهم في اليوم ( 3 دولارا) أما الآن فلا يكاد المبلغ يتعدى في أفضل الحالات 60 درهما (8 دولارات) يوميا.
المكان رحب ، يمتد البصر من البر إلى ماء المحيط ، في الوقت الذي نزلنا فيه إلى المكان ، كان يوجد عشرات الشبان والشابات ، من هؤلاء عشاق يجلسون قرب حافة النهر يتأملون مياهه والمحيط معا ، ومنهم من يتمشى دون اكتراث بالآخرين ، ومنهم أيضا من يخال أنه لا يتحرك قرب النهر أي شخص ويتصرف بحرية متناهية ، الجميع يعرف أن مصب نهر أبو رقراق هو ساحل المحيط الأطلسي ، وقليلون يعرفون أنه ينبع من مرتفعات الأطلس المتوسط وأن طوله يبلغ 240 كيلومترا .
مصب النهر تحيط به أجواء رومانسية ، يشوش عليها أحيانا ضجيج محركات الآلات الكبيرة التي يستعملها العمال في أشغال الحفر والبناء لتشييد عمارات وإقامات سياحية على ضفة النهر من جهة سلا ، قبل انطلاق أشغال مشروع تحديث ضفتي نهر أبو رقراق ، كانت الحياة تنساب بشكلها العادي ، يعبر مئات الأشخاص يوميا النهر لأسباب متباينة ، فيقصده عشاق أكلات السمك المشوي على الجمر ، أو المقلي في الزيت ، من يقدمون هذه الأكلات يسمونهم «القلاية» ، ركاب «الفلايك» كانوا أيضا من جمهور فريق كرة القدم في سلا ، الذي يعرف باسم «الجمعية السلاوية» هذا الفريق سبق له أن صنع أمجادا رياضية ، وجذب مشجعين حتى من الرباط العاصمة ، كانوا يقطعون النهر من أجل مشاهدة مباريات الفريق خاصة عندما يواجه فرقا منافسة من خارج العاصمة .
يقول أرباب هذه القوارب إن مشجعي باقي الفرق الزائرة كانوا يستمتعون هم الآخرون بقطع نهر أبو رقراق على متن هذه «الفلايك» التي لا يوجد مثل لها في باقي مدن المغرب إلا بين سلا والرباط ، المدينتان جمع بينهما التاريخ وجاورت بينهما الجغرافية ، ويفصل بينهما نهر أبو رقراق .
حاليا تغير الوضع تماما مع بدء أشغال المشروع السياحي على ضفتي النهر ، إذ تم هدم ومحو آثار المنازل القديمة ، تم جرف ملعب الفريق الرياضي وتحويله إلى «حي بطانة» ، ونقل باعة السمك المشوي بدورهم بعيدا من المكان .
إضافة إلى كل هذا ، تم أيضا تقليص المجال الذي ينبغي أن تتحرك فيه هذه القوارب التقليدية في مجرى النهر ، إذ ينص بند من بنود اتفاقية وقعها أصحاب القوارب مع السلطات التي تشرف على مشروع تحديث وتعمير ضفتي أبو رقراق بمنعهم من نقل أي شخص أو الاقتراب من الميناء الترفيهي لسلا (يعرف باسم بالمارينا) ، حيث ترسو اليخوت .
وميناء المارينا يمتد على مساحة ثمانية هكتارات ، 4 هكتارات منها مخصصة للمسطح المائي ، وهو يستقبل المراكب الترفيهية التي يتراوح علو جزئها المغمور بين مترين وأربعة أمتار ويصل طولها إلى 20 مترا ، وتحيط بهذا الميناء الترفيهي ، مرافق مختلفة تشمل مطاعم ومقاهي وأماكن للترفيه.
وهكذا تقلصت مساحة استغلال مجرى النهر أمام القوارب وفقد أصحاب القوارب كثيرين من الذين يستهويهم أكل السمك المشوي ، وجمهور فريق سلا لكرة القدم ، ولم يبق لهم سوى بعض العشاق .
هؤلاء يأتون بكثرة في عطلة نهاية الأسبوع ، وفي الفترات المسائية قبل الغروب ، عندما لا تتحرك هذه القوارب المزركشة بمختلف الألوان ، تبقى جاثمة ، وتتراءى للمشاهد سواء من جهة ضفة الرباط أو من فوق «جسر الحسن الأول» من جهة سلا ، أشبه ما تكون «بجثث» مرمية على الشاطئ أو تطفو على سطح النهر .
قبل فترة وجيزة عادت القوارب لتمارس نشاطها السابق ، بعد أن كانت توقفت من قبل في انتظار الانتهاء من أشغال تعميق مجرى النهر ، وهي أشغال دامت نحو ثلاث سنوات ، خلد فيها أرباب المراكب «للراحة» وقدم لهم تعويض عن كل قارب متوقف عن الحركة ، ما بين 1800 درهم (225 دولارا) و2500 درهم (312 دولارا) .
الآن يتفاءل بعض أصحاب القوارب بمستقبل أفضل بعد انتهاء أشغال بناء الإقامات السياحية وباقي المرافق التابعة للمشروع ، لتبدأ حياة جديدة ، ومرد هذا التفاؤل مبني على اتفاق بينهم والسلطات المحلية تنص بنوده على أن يسلموا في السنة المقبلة ، قواربهم الخشبية القديمة للسلطات ويتسلموا بدلا منها قوارب جديدة وحديثة ، لكن لا يعرف أصحاب هذه القوارب إذا كانت القوارب العصرية التي ستقطع المسافة بين الضفتين في دقائق معدودة ستعجب العشاق ، الذين كانت تستهويهم رحلة القوارب بالمجاديف .
قبل بداية المشروع كان مربحا ، حيث كان مدخول أصحابها يصل إلى 300 درهم في اليوم ( 3 دولارا) أما الآن فلا يكاد المبلغ يتعدى في أفضل الحالات 60 درهما (8 دولارات) يوميا.
المكان رحب ، يمتد البصر من البر إلى ماء المحيط ، في الوقت الذي نزلنا فيه إلى المكان ، كان يوجد عشرات الشبان والشابات ، من هؤلاء عشاق يجلسون قرب حافة النهر يتأملون مياهه والمحيط معا ، ومنهم من يتمشى دون اكتراث بالآخرين ، ومنهم أيضا من يخال أنه لا يتحرك قرب النهر أي شخص ويتصرف بحرية متناهية ، الجميع يعرف أن مصب نهر أبو رقراق هو ساحل المحيط الأطلسي ، وقليلون يعرفون أنه ينبع من مرتفعات الأطلس المتوسط وأن طوله يبلغ 240 كيلومترا .
مصب النهر تحيط به أجواء رومانسية ، يشوش عليها أحيانا ضجيج محركات الآلات الكبيرة التي يستعملها العمال في أشغال الحفر والبناء لتشييد عمارات وإقامات سياحية على ضفة النهر من جهة سلا ، قبل انطلاق أشغال مشروع تحديث ضفتي نهر أبو رقراق ، كانت الحياة تنساب بشكلها العادي ، يعبر مئات الأشخاص يوميا النهر لأسباب متباينة ، فيقصده عشاق أكلات السمك المشوي على الجمر ، أو المقلي في الزيت ، من يقدمون هذه الأكلات يسمونهم «القلاية» ، ركاب «الفلايك» كانوا أيضا من جمهور فريق كرة القدم في سلا ، الذي يعرف باسم «الجمعية السلاوية» هذا الفريق سبق له أن صنع أمجادا رياضية ، وجذب مشجعين حتى من الرباط العاصمة ، كانوا يقطعون النهر من أجل مشاهدة مباريات الفريق خاصة عندما يواجه فرقا منافسة من خارج العاصمة .
يقول أرباب هذه القوارب إن مشجعي باقي الفرق الزائرة كانوا يستمتعون هم الآخرون بقطع نهر أبو رقراق على متن هذه «الفلايك» التي لا يوجد مثل لها في باقي مدن المغرب إلا بين سلا والرباط ، المدينتان جمع بينهما التاريخ وجاورت بينهما الجغرافية ، ويفصل بينهما نهر أبو رقراق .
حاليا تغير الوضع تماما مع بدء أشغال المشروع السياحي على ضفتي النهر ، إذ تم هدم ومحو آثار المنازل القديمة ، تم جرف ملعب الفريق الرياضي وتحويله إلى «حي بطانة» ، ونقل باعة السمك المشوي بدورهم بعيدا من المكان .
إضافة إلى كل هذا ، تم أيضا تقليص المجال الذي ينبغي أن تتحرك فيه هذه القوارب التقليدية في مجرى النهر ، إذ ينص بند من بنود اتفاقية وقعها أصحاب القوارب مع السلطات التي تشرف على مشروع تحديث وتعمير ضفتي أبو رقراق بمنعهم من نقل أي شخص أو الاقتراب من الميناء الترفيهي لسلا (يعرف باسم بالمارينا) ، حيث ترسو اليخوت .
وميناء المارينا يمتد على مساحة ثمانية هكتارات ، 4 هكتارات منها مخصصة للمسطح المائي ، وهو يستقبل المراكب الترفيهية التي يتراوح علو جزئها المغمور بين مترين وأربعة أمتار ويصل طولها إلى 20 مترا ، وتحيط بهذا الميناء الترفيهي ، مرافق مختلفة تشمل مطاعم ومقاهي وأماكن للترفيه.
وهكذا تقلصت مساحة استغلال مجرى النهر أمام القوارب وفقد أصحاب القوارب كثيرين من الذين يستهويهم أكل السمك المشوي ، وجمهور فريق سلا لكرة القدم ، ولم يبق لهم سوى بعض العشاق .
هؤلاء يأتون بكثرة في عطلة نهاية الأسبوع ، وفي الفترات المسائية قبل الغروب ، عندما لا تتحرك هذه القوارب المزركشة بمختلف الألوان ، تبقى جاثمة ، وتتراءى للمشاهد سواء من جهة ضفة الرباط أو من فوق «جسر الحسن الأول» من جهة سلا ، أشبه ما تكون «بجثث» مرمية على الشاطئ أو تطفو على سطح النهر .
قبل فترة وجيزة عادت القوارب لتمارس نشاطها السابق ، بعد أن كانت توقفت من قبل في انتظار الانتهاء من أشغال تعميق مجرى النهر ، وهي أشغال دامت نحو ثلاث سنوات ، خلد فيها أرباب المراكب «للراحة» وقدم لهم تعويض عن كل قارب متوقف عن الحركة ، ما بين 1800 درهم (225 دولارا) و2500 درهم (312 دولارا) .
الآن يتفاءل بعض أصحاب القوارب بمستقبل أفضل بعد انتهاء أشغال بناء الإقامات السياحية وباقي المرافق التابعة للمشروع ، لتبدأ حياة جديدة ، ومرد هذا التفاؤل مبني على اتفاق بينهم والسلطات المحلية تنص بنوده على أن يسلموا في السنة المقبلة ، قواربهم الخشبية القديمة للسلطات ويتسلموا بدلا منها قوارب جديدة وحديثة ، لكن لا يعرف أصحاب هذه القوارب إذا كانت القوارب العصرية التي ستقطع المسافة بين الضفتين في دقائق معدودة ستعجب العشاق ، الذين كانت تستهويهم رحلة القوارب بالمجاديف .