آخر الأخبار

قضية "لاسامير": المغرب يقدم استئنافًا رسميًا أمام المركز الدولي لتسوية منازعات الاستثمار


قدمت الحكومة المغربية رسميًا استئنافًا أمام المركز الدولي لتسوية منازعات الاستثمار (CIRDI) في قضية شركة "لاسامير"، المصفاة النفطية الوحيدة في المغرب، والتي كانت قد أغلقت وتعرضت لأزمة قانونية وتجارية منذ عدة سنوات. يُعتبر هذا الاستئناف خطوة هامة في إطار النزاع القائم بين الدولة المغربية وبعض المستثمرين الأجانب حول إدارة واستمرارية مصفاة "لاسامير"، التي تعد من أكبر القضايا التجارية في البلاد.



خلفية القضية
تعود مشكلة "لاسامير" إلى عام 2015، حين أعلنت المصفاة إفلاسها بعد تراكم ديون ضخمة على الشركة، التي كانت تقدر بمليارات الدولارات. أدت هذه الأزمة إلى توقف نشاط الشركة، وفتح ملفات قضائية متعددة تتعلق بإدارتها وسداد ديونها للمستثمرين والمقرضين. المستثمرون الرئيسيون في الشركة، بمن فيهم مستثمرون أجانب، بدأوا بإجراءات قانونية ضد المغرب أمام المركز الدولي لتسوية منازعات الاستثمار، مطالبين بتعويضات مالية ضخمة نتيجة توقف النشاط وتراجع قيمة استثماراتهم.


المركز الدولي لتسوية منازعات الاستثمار (CIRDI)
المركز الدولي لتسوية منازعات الاستثمار (CIRDI) هو مؤسسة تابعة للبنك الدولي متخصصة في حل النزاعات المتعلقة بالاستثمارات الدولية بين الدول والشركات. وقد أصبحت هذه المؤسسة المحور الرئيسي للنزاع القائم بين المغرب والمستثمرين في "لاسامير"، حيث يسعى كل طرف إلى الدفاع عن مصالحه المالية والقانونية.


الموقف المغربي
المغرب، ومن خلال تقديم هذا الاستئناف، يسعى للدفاع عن حقوقه في إدارة الأزمة وفقًا للقوانين الوطنية والدولية المتعلقة بالاستثمار والتجارة. تهدف الحكومة إلى إقناع المركز الدولي لتسوية منازعات الاستثمار بوجهة نظرها حول الأسباب التي أدت إلى تدهور وضعية "لاسامير"، والمخاطر الاقتصادية والسياسية التي ترتبت على إغلاق المصفاة، والتي أثرت بشكل مباشر على القطاع النفطي والاقتصاد المغربي.


كما تعتبر الحكومة أن الحل يجب أن يكون شاملًا ويشمل إعادة تشغيل المصفاة بطريقة تخدم الاقتصاد الوطني وتساهم في تحسين الوضعية الطاقية للمملكة، خاصة في ظل التحديات العالمية المتعلقة بأسعار النفط وتذبذب إمداداته.


أهمية "لاسامير" للاقتصاد المغربي
كانت "لاسامير" تشكل حجر الزاوية في قطاع الطاقة المغربي لعدة عقود. قبل إغلاقها، كانت المصفاة المصدر الرئيسي لتكرير النفط وتلبية احتياجات البلاد من الوقود. أدى إغلاقها إلى زيادة اعتماد المغرب على استيراد المنتجات النفطية المكررة من الخارج، مما أثر على ميزان المدفوعات ورفع تكلفة الطاقة. لذا، فإن أي حل قد يتم التوصل إليه في قضية "لاسامير" سيكون له تأثير كبير على الاقتصاد المغربي وعلى توازن سوق الطاقة في البلاد.


التداعيات القانونية والاقتصادية
إذا ما تم قبول الاستئناف المغربي، قد تفتح الباب أمام إمكانية التوصل إلى تسوية تعيد تشغيل المصفاة من جديد، سواء تحت إدارة حكومية أو بالشراكة مع مستثمرين جدد. ومع ذلك، إذا حكم المركز لصالح المستثمرين، فقد تكون الدولة المغربية مجبرة على دفع تعويضات مالية كبيرة، مما سيشكل عبئًا إضافيًا على ميزانية الدولة التي تواجه تحديات اقتصادية متعددة.


وتعتبر قضية "لاسامير" واحدة من أهم النزاعات الاستثمارية في المغرب، وتبرز أهمية الاستثمارات الأجنبية والالتزام بالقوانين التجارية الدولية. الحكومة المغربية، من خلال تقديم استئناف أمام المركز الدولي لتسوية منازعات الاستثمار، تؤكد حرصها على حماية مصالح البلاد الاقتصادية مع احترام الالتزامات الدولية. الأشهر القادمة ستكون حاسمة في تحديد مستقبل المصفاة وتأثير ذلك على الاقتصاد المغربي.






 

سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الاثنين 9 شتنبر 2024
في نفس الركن