آخر الأخبار

قصور بدون نياشين


يتوفر المغرب عبر جل ربوعه على تراث معماري غني ومتنوع ، يتمثل في القصور والقصبات والمناطق التاريخية ذات الحمولة المعمارية الأثرية ، ومن بين هذه المناطق التاريخية والأكثر أهمية في بلادنا منطقة تافيلالت الواقعة على ضفاف مجرى واد زيز وغريس وتودغى وجزء من مناطق وادي كير بالجنوب الشرقي للمملكة .



فـللتراث المعماري بتافيلالت خصوصياته الحضارية والثقافية التي رصعت صدر واحاتها ، حيث تتميز  القصور بهذه المنطقة الشبه الصحراوية بوجودها ضمن واحات بأودية زيز وغريس ودادس ودرعة ،  وتشكل هاته القصور ، المسماة بالأمازيغية “إيغرم” ، والتي هي عبارة عن مساكن محصنة، تراثا حضاريا وثقافيا فريدا .

 

وتمتد واحة تافيلالت على سفوح التلال الجنوبية الشرقية للمملكة على مساحة جغرافية كبيرة تقدر بنحو 200 كيلومتر مربع، انطلاقا من منبع وادي زيز بجبل عياشي ، وصولا إلى الريصاني، مرورا بالرشيدية وأرفود .

 

وتعتبر القصور والقصبات من أهم عناصر التراث الثقافي لتافيلالت، وهي منطقة تتميز بهذا النوع من السكن الجماعي المحصن. وتتميز القصبة ، مقارنة بالقصر ، بحسب انتمائها لشخص واحد أو عائلة .


ويتميز القصر الفيلالي بخصائص معمارية تتجلى بشكل خاص في وجود أربعة جدران وأبراج وباب واحد كان يُفتح في الصباح ويُغلق ليلا لحماية سكانه من الأخطار الخارجية ، وتعكس هذه البنية قيم التضامن والتعاون والتعايش الذي يميز هذه الفضاءات .
 

 

كما يعكس الطابع المعماري ونمط العيش المشترك بالقصر عادات وتقاليد سكانه ، وكذا العلاقات الاجتماعية داخله ، والتي تأخذ أبعادا غالبا ما تجسد قيم العمل الجماعي والتعاوني في كل الأنشطة اليومية .
 

 

وتجسد القصور علاقات قوية بين سكانها والتي تتجلى أيضا في التنظيف الجماعي للأسقف وقنوات تصريف مياه الأمطار. ويتم تنفيذ هذه المهمة بشكل جماعي في أواخر الخريف وأوائل فصل الشتاء .
 

وإذا كانت بعض القصور بتافيلالت لا تزال مأهولة بالسكان ، حيث تستمر من خلالها القيم والعادات والتقاليد ، فإن معظم القصور بالجهة تركتها الساكنة مفضلة الشقق العصرية .
 

جدير بالإشارة أن قصور تافيلالت تعد الأقدم بهذه الواحات ، حيث أن هذه القصور هي إرث من المدينة القديمة والتاريخية سجلماسة ، والتي اختفت قبيل عهد السعديين. ويتجاوز عددها 360 بالجماعة الترابية الريصاني وحدها دون تلك التي تتواجد بباقي الجماعات الترابية بإقليم الرشيدية .

المصدر : مجلة فرح


سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الخميس 2 مارس 2023
في نفس الركن