متلازمة "بيتر بان"، التي تُنسب غالباً إلى الأفراد الذين يرفضون النمو وتحمل مسؤوليات الحياة البالغة، يمكن أن تمتد أيضاً إلى الدول التي تتصرف بشكل غير ناضج وغير مسؤول على الساحة الدولية.
تخيلوا دولة نسميها "حجرة"
هذه الدولة الشاسعة، التي تجاور إمبراطورية شريفة، ترفض أن تتطور نحو حالة من النضج السياسي والاجتماعي.
مثل طفل عنيد، ترفض "حجرة" قبول قواعد اللعبة، مفضلةً العيش في وهم العظمة، التي تغذيها قصص خيالية مضضللة من الماضي.
جارتها "باسمة"، دولة هادئة، خصبة، ومحترمة لحكمتها. "قائمة" تصبح الهدف لـ"حجرة".
لماذا ؟
مثل مراهق يسعى إلى فرض شخصيته، تُظهر "حجرة" حسداً تجاه النجاحات السلمية لـ"باسمة"، معتقدة أن هدوء وتنمية باسمة هو استفزاز.
في نوبة من الغرور والحسد، تستمر "حجرة" في استفزاز "باسمة"، ليس من حاجة، بل من رغبة غير سليمة في الهيمنة، وإثبات قوتها.
تحاول "باسمة"، المخلصة لمبادئها، التفاوض والتفاهم، لكن "حجرة"، مثل الطفل الذي لا يتحمل أدنى معارضة، ترفض الاستماع.
يراقب العالم بقلق هذا "الكبير الزائف" غير الناضج، الذي يعجز عن مواجهة خوفه من التفاهة، فيخاطر بتدمير كل ما لا يستطيع فهمه.
"حجرة" ليست إلا "بيتر بان" عصرنا هذا، مرعوب من الواقع، يلجأ إلى القوة الغاشمة لتجنب مواجهة ضعفه.
تجسد هذه القصة المأساوية كيف أن متلازمة بيتر بان، عند تطبيقها على مستوى الدولة، يمكن أن تؤدي إلى أعمال عدوانية غير عقلانية، تسبب الدمار والفوضى، بينما تكشف عن عجز عميق عن التطور نحو النضج والمسؤولية.
مقتطف من آخر مقالة لمنا هاشم، التي ألهمتني لكتابة النص أعلاه.
"بيتر بان هو هذا الشخصية الخيالية الشهيرة، التي تخيلها الكاتب الاسكتلندي جيمس ماثيو باري في بداية القرن العشرين، وصُور في الأصل ككائن مظلم وغامض، ضار وحقود، بعيداً عن صورة الفتى المرح الذي رسمته استوديوهات والت ديزني.
"الصبي الصغير الذي لم يكن يريد أن يكبر" يقبع في عالم خيالي يرغب في البقاء فيه طفلاً إلى الأبد؛ حيث أن الانتقال إلى مرحلة البلوغ يفرض أن يصبح مسؤولاً عن أفعاله، ويواجه العالم الحقيقي، ويتجه نحو المستقبل…"
تم تطوير متلازمة بيتر بان من قبل عالم النفس الأمريكي دان كيلي بناءً على أسطورة الشخصية التي تحمل نفس الاسم.
أي تشابه مع واقع هو واقع حقيقي.
تخيلوا دولة نسميها "حجرة"
هذه الدولة الشاسعة، التي تجاور إمبراطورية شريفة، ترفض أن تتطور نحو حالة من النضج السياسي والاجتماعي.
مثل طفل عنيد، ترفض "حجرة" قبول قواعد اللعبة، مفضلةً العيش في وهم العظمة، التي تغذيها قصص خيالية مضضللة من الماضي.
جارتها "باسمة"، دولة هادئة، خصبة، ومحترمة لحكمتها. "قائمة" تصبح الهدف لـ"حجرة".
لماذا ؟
مثل مراهق يسعى إلى فرض شخصيته، تُظهر "حجرة" حسداً تجاه النجاحات السلمية لـ"باسمة"، معتقدة أن هدوء وتنمية باسمة هو استفزاز.
في نوبة من الغرور والحسد، تستمر "حجرة" في استفزاز "باسمة"، ليس من حاجة، بل من رغبة غير سليمة في الهيمنة، وإثبات قوتها.
تحاول "باسمة"، المخلصة لمبادئها، التفاوض والتفاهم، لكن "حجرة"، مثل الطفل الذي لا يتحمل أدنى معارضة، ترفض الاستماع.
يراقب العالم بقلق هذا "الكبير الزائف" غير الناضج، الذي يعجز عن مواجهة خوفه من التفاهة، فيخاطر بتدمير كل ما لا يستطيع فهمه.
"حجرة" ليست إلا "بيتر بان" عصرنا هذا، مرعوب من الواقع، يلجأ إلى القوة الغاشمة لتجنب مواجهة ضعفه.
تجسد هذه القصة المأساوية كيف أن متلازمة بيتر بان، عند تطبيقها على مستوى الدولة، يمكن أن تؤدي إلى أعمال عدوانية غير عقلانية، تسبب الدمار والفوضى، بينما تكشف عن عجز عميق عن التطور نحو النضج والمسؤولية.
مقتطف من آخر مقالة لمنا هاشم، التي ألهمتني لكتابة النص أعلاه.
"بيتر بان هو هذا الشخصية الخيالية الشهيرة، التي تخيلها الكاتب الاسكتلندي جيمس ماثيو باري في بداية القرن العشرين، وصُور في الأصل ككائن مظلم وغامض، ضار وحقود، بعيداً عن صورة الفتى المرح الذي رسمته استوديوهات والت ديزني.
"الصبي الصغير الذي لم يكن يريد أن يكبر" يقبع في عالم خيالي يرغب في البقاء فيه طفلاً إلى الأبد؛ حيث أن الانتقال إلى مرحلة البلوغ يفرض أن يصبح مسؤولاً عن أفعاله، ويواجه العالم الحقيقي، ويتجه نحو المستقبل…"
تم تطوير متلازمة بيتر بان من قبل عالم النفس الأمريكي دان كيلي بناءً على أسطورة الشخصية التي تحمل نفس الاسم.
أي تشابه مع واقع هو واقع حقيقي.