وبفضل تقنيات تسلسل الحمض النووي الحديثة، تمكن الباحثون من تحديد فيروس جديد غير معروف سابقًا، وهو قريب من الفيروسات المعروفة بأنها تسبب أمراضًا خطيرة مثل حمى القرم والكونغو النزفية. يُصنف هذا الفيروس المكتشف ضمن جنس الفيروسات الأورتونيروية (Nairoviridae).
وبمجرد توسيع نطاق الدراسة، تمكن الباحثون من رصد 17 حالة إصابة جديدة بالفيروس بين مرضى آخرين في شمال شرق الصين الذين عانوا من حمى بعد تعرضهم للدغات قراد. هذه النتائج تشير إلى انتشار الفيروس في المنطقة، مما يعكس الحاجة إلى مراقبة دقيقة وتدابير صحية عاجلة.
أجرت الدراسة أيضًا بحثًا بيئيًا لتحديد مصدر الفيروس. وقد اكتشف الباحثون أن بعض الحيوانات، مثل الأغنام والخنازير والخيول، تحمل هذا الفيروس، مما يعني أنها قد تكون خزانات له. هذا الاكتشاف يعزز المخاوف من احتمال انتشار الفيروس إلى مناطق أخرى.
وتزداد صعوبة تشخيص الأمراض المنقولة عبر القراد بسبب الأعراض غير المحددة التي تشمل الحمى والتعب، وغالبًا ما تمر لدغات القراد دون أن يلاحظها الشخص. هذا الأمر يزيد من تعقيد المسألة، حيث يصعب الربط بين القراد والأمراض التي قد تسببها.
إن التحديات التي تواجهها السلطات الصحية تتطلب استجابة سريعة وفعالة، خاصة مع تزايد اكتشاف الأمراض الجديدة. تقنيات التسلسل الجيني الحديثة قد تلعب دورًا كبيرًا في الكشف المبكر عن هذه الأمراض وتفادي تفشيها