الموضوع:
. فهل يمكن القيام - على الضفاف الجنوتية الغربية لحوض البحر الأبيض المتوسط - بإنشاء و تقعيد و تأسيس سوق مغاربية مشتركة على أقل تقدير في المستقبل القريب و بعدها اتحاد مغاربي و بعدها اتحاد مغاربي على غرار السوق الأروبية المشتركة التي سرعان ما أدت نجاحاتها إلى تأسيس اتحاد أوروبي في صورته الحالية.
. فمع وحدة اللغة و الدين و العادات و القيم التي تجمع الشعوب المغاربية فإن وضع التفرقة العدائية الحالي غير طبيعي، فقد نتج عن مخلفات الاستعمار و تأثيراته، لكن الطبيعة - في إطار ما بني على باطل فهو باطل - لا بد أن تعود الأوضاع إلى أصلها الوحدوي طال الزمن أم قصر.
. أما إن كان هناك ذكر للأمازيغ باعتبارهم من سكان المعرب القدامى فإن ما ترتب عنه من أديولوجية العداء و فرق تسد إنما هو بدعة استعمارية لا وجود لها قي التاريخ.
. في إنتظار حارق لإنهاء الأجواء المشحونة بالعداء المجاني فإن الشعوب المغاربية تثوق إلى تأسيس اتحاد المغرب الكبير بأقطارها الخمس ( موريطانيا و ليبيا و تونس و الجزائر و المغرب ) ليس أقل و لا أكثر.
. و معذرة لمن قال رادا على تعليقي سابقا لمقال يصب في نفس موضوعنا بإحدى الصفحات بالفيسبوك: بأنني نسيت علم الجمهورية الإسلامية الصحراوية، فجاء ردي على رده كاتالي: فأنا لست مطالبا بأن أشغل نفسي بشيء لا وجود له الا في مخيلة أصحابه.
فما يسمونه بالجمهورية الإسلامية الصحراوية هو وهم فقط و لا وجود لها البتة ضمن الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، فقط تبقى مجرد احتجاز لمجموعة تعاني الويلات في تيندوف الجزائرية حاليا تحت الحكم العسكري الجزائري. و التي يستخدمها كأداة ضغط على المنتظم الدولي و يعتمدها كوسيلة ديبلوماسية عساه يحقق وهم أطماعه التوسعية لبلوغ مياه المحيط الأطلسي من جهة و عساه يستمر في مضايقة المغرب لضمان سكوته عن المطالبة باسترجاع أراضي صحرائه الشرقية الشاسعة ( تقدر مساحتها الإجمالية بمليون و خمس مائة ألف كلم مربع ) و التي منحتها فرنسا الاستعمارية للجزائر باعتبارها إفليما فرنسيا قبل استقلالها الملغوم انتقاما من المغرب.
. و عليه فإن النظام الجزائري الحالي يبيعكم الوهم فقط لا غير. أما المغرب فإنه فاتح لكم أبواب الرجوع للعيش بين أهاليكم في سلام و رقي و تنمية شاملة في إطار مقترح الحكم الذاتي الذي يقره المنتظم الدولي الا الجزائر مع بعضة دول لا يتعدى عددها في مجملها رقم الأربعة، بل منهم من هم في طريق إعادة النظر في مواقفهم و حساباتهم في اتجاه دعم مجهودات الأمم المتحدة لإيجاد حل سياسي متوافق عليه في إطار حكم ذاتي للصحراء تحت السيادة المغربية.
. و يبدو أنه من الأسباب القوية لاستمرار عرقلة الوحدة المغاربية تكمن فيما ترتب و ما زال يترتب من تبعات عن الاتفاقيات النشؤوة و شروط المفاوضات لإنهاء الاستعمار من طرف فرنسا و منحها استقلالا ( عن الاستعمار العسكري الباهض الثمن ) لأقطار تونس و المغرب و الجزائر و وموريطانيا، كما منحت إيطاليا نفس الاستقلال للقطر الليبي.
. غير أن هذا الاستقلال عن الاستعمار ( العسكري ) فقد أبقى هذه الأقطار الخمس و غيرها من الأقطار عبر العالم تحت الاستعمار السياسي و الاقتصادي و الثقافي، و بذلك تحولت هذه الأقطار إلى مجرد أسواق تحت تصرف استعمار الأمس الذي حافظ على جملة مصالحه و عملائه لمدة قرن من الزمن ( قابلة طبعا للتجديد بشكل أو بآخر حسب الظروف لأسباب و ضغوطات متعددة ).
. و من تمة فقد ترك الاستعمار نتيجة مخططه الجهنمي مشاكل الحدود بين هذه الأقطار قنبلة موقوتة لا نسمح بما تنطوي عليه من قلاقل و مشاكل بينية بقيام اتحاد مغاربي، أو غيره من الاتحادات الشبيهة، ما يترتب عن ذلك استحالة تبادل السلع بينها مباشرة إلا عن طريق بيعها بثمن بخس للشركات الأجنبية التي تعيد بيعها بأثمنة مضاعفة عشرات المرات الى بقية الأقطار المحتاجة إليها كالمنتوجات الفلاحية و المعدنية و الصناعية و الخدماتية،... و حتى تستمر الأنظمة الاستعمارية الإمبيريالية المتوحشة عن طريق شركاتها العابرة للقارات و المتعددة الجنسيات في نهب الثروات الاستراتيجية لهذه الأقطار بلا حسيب و لا رقيب... ليتبقى منها الفتات و الجوع و الصراع الأيديولوجي العرقي المزيف ملهاة مخذرة لشعوب المستعمرات العسكرية القديمة مغاربية كانت أو إفريقية أو شرق أوسطية أةو آسيوية أو أمريكية لاتنية،... كلها على سواء.
. غير أنه من المؤكد أن هذا الوضع النشز لن يستمر طويلا خصوصا مع انطلاق أول شرارات احتراقه و زواله في بعض الدول الإفريقية و التي انخرطت في خطة التعاون المغربية ( رابح رابح ) التي حققت و ما زالت نجاحات مبهرة على جميع الأصعدة الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية...
. ولكم في الختام شعر و محاورة كالتالي:
أولا: الشعر
. << رؤية >>
كلواعج الثار..
كالأسرار
شعوبٌ تبلْوَرت في الأغوار
كسباتٍ لمقدم الإعــصــار
كالأجيال..
كــثــورة الأشــعــار
رأيت الحب دمعــة باسمــة
كانبِجاس نورٍ.. كفجرٍ دلوع
في أحداقِ ربيعٍ.. و ربــوع
رأيت الحب رفيق جموع
سواعدهم كرداد البحر
و هتافا غفـيراً كالهدير.
و أخيرا: << محاورة >>
الهدهد: ما دعاك إلى مغادرة الغابة مهاجرا؟
الفيل: لقد أصدر الحكام أمرا باعتقال أرنب
الهدهد: لكنك سيدي فيل و ليس أرنبا !
الفيل: أعلم.. أعلم سيدي، لكن الحكام كلفوا الحمار بتنفيذ الأمر.
من دخائر التراث.
بتصرف
بقلم علي تونسي
. فهل يمكن القيام - على الضفاف الجنوتية الغربية لحوض البحر الأبيض المتوسط - بإنشاء و تقعيد و تأسيس سوق مغاربية مشتركة على أقل تقدير في المستقبل القريب و بعدها اتحاد مغاربي و بعدها اتحاد مغاربي على غرار السوق الأروبية المشتركة التي سرعان ما أدت نجاحاتها إلى تأسيس اتحاد أوروبي في صورته الحالية.
. فمع وحدة اللغة و الدين و العادات و القيم التي تجمع الشعوب المغاربية فإن وضع التفرقة العدائية الحالي غير طبيعي، فقد نتج عن مخلفات الاستعمار و تأثيراته، لكن الطبيعة - في إطار ما بني على باطل فهو باطل - لا بد أن تعود الأوضاع إلى أصلها الوحدوي طال الزمن أم قصر.
. أما إن كان هناك ذكر للأمازيغ باعتبارهم من سكان المعرب القدامى فإن ما ترتب عنه من أديولوجية العداء و فرق تسد إنما هو بدعة استعمارية لا وجود لها قي التاريخ.
. في إنتظار حارق لإنهاء الأجواء المشحونة بالعداء المجاني فإن الشعوب المغاربية تثوق إلى تأسيس اتحاد المغرب الكبير بأقطارها الخمس ( موريطانيا و ليبيا و تونس و الجزائر و المغرب ) ليس أقل و لا أكثر.
. و معذرة لمن قال رادا على تعليقي سابقا لمقال يصب في نفس موضوعنا بإحدى الصفحات بالفيسبوك: بأنني نسيت علم الجمهورية الإسلامية الصحراوية، فجاء ردي على رده كاتالي: فأنا لست مطالبا بأن أشغل نفسي بشيء لا وجود له الا في مخيلة أصحابه.
فما يسمونه بالجمهورية الإسلامية الصحراوية هو وهم فقط و لا وجود لها البتة ضمن الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، فقط تبقى مجرد احتجاز لمجموعة تعاني الويلات في تيندوف الجزائرية حاليا تحت الحكم العسكري الجزائري. و التي يستخدمها كأداة ضغط على المنتظم الدولي و يعتمدها كوسيلة ديبلوماسية عساه يحقق وهم أطماعه التوسعية لبلوغ مياه المحيط الأطلسي من جهة و عساه يستمر في مضايقة المغرب لضمان سكوته عن المطالبة باسترجاع أراضي صحرائه الشرقية الشاسعة ( تقدر مساحتها الإجمالية بمليون و خمس مائة ألف كلم مربع ) و التي منحتها فرنسا الاستعمارية للجزائر باعتبارها إفليما فرنسيا قبل استقلالها الملغوم انتقاما من المغرب.
. و عليه فإن النظام الجزائري الحالي يبيعكم الوهم فقط لا غير. أما المغرب فإنه فاتح لكم أبواب الرجوع للعيش بين أهاليكم في سلام و رقي و تنمية شاملة في إطار مقترح الحكم الذاتي الذي يقره المنتظم الدولي الا الجزائر مع بعضة دول لا يتعدى عددها في مجملها رقم الأربعة، بل منهم من هم في طريق إعادة النظر في مواقفهم و حساباتهم في اتجاه دعم مجهودات الأمم المتحدة لإيجاد حل سياسي متوافق عليه في إطار حكم ذاتي للصحراء تحت السيادة المغربية.
. و يبدو أنه من الأسباب القوية لاستمرار عرقلة الوحدة المغاربية تكمن فيما ترتب و ما زال يترتب من تبعات عن الاتفاقيات النشؤوة و شروط المفاوضات لإنهاء الاستعمار من طرف فرنسا و منحها استقلالا ( عن الاستعمار العسكري الباهض الثمن ) لأقطار تونس و المغرب و الجزائر و وموريطانيا، كما منحت إيطاليا نفس الاستقلال للقطر الليبي.
. غير أن هذا الاستقلال عن الاستعمار ( العسكري ) فقد أبقى هذه الأقطار الخمس و غيرها من الأقطار عبر العالم تحت الاستعمار السياسي و الاقتصادي و الثقافي، و بذلك تحولت هذه الأقطار إلى مجرد أسواق تحت تصرف استعمار الأمس الذي حافظ على جملة مصالحه و عملائه لمدة قرن من الزمن ( قابلة طبعا للتجديد بشكل أو بآخر حسب الظروف لأسباب و ضغوطات متعددة ).
. و من تمة فقد ترك الاستعمار نتيجة مخططه الجهنمي مشاكل الحدود بين هذه الأقطار قنبلة موقوتة لا نسمح بما تنطوي عليه من قلاقل و مشاكل بينية بقيام اتحاد مغاربي، أو غيره من الاتحادات الشبيهة، ما يترتب عن ذلك استحالة تبادل السلع بينها مباشرة إلا عن طريق بيعها بثمن بخس للشركات الأجنبية التي تعيد بيعها بأثمنة مضاعفة عشرات المرات الى بقية الأقطار المحتاجة إليها كالمنتوجات الفلاحية و المعدنية و الصناعية و الخدماتية،... و حتى تستمر الأنظمة الاستعمارية الإمبيريالية المتوحشة عن طريق شركاتها العابرة للقارات و المتعددة الجنسيات في نهب الثروات الاستراتيجية لهذه الأقطار بلا حسيب و لا رقيب... ليتبقى منها الفتات و الجوع و الصراع الأيديولوجي العرقي المزيف ملهاة مخذرة لشعوب المستعمرات العسكرية القديمة مغاربية كانت أو إفريقية أو شرق أوسطية أةو آسيوية أو أمريكية لاتنية،... كلها على سواء.
. غير أنه من المؤكد أن هذا الوضع النشز لن يستمر طويلا خصوصا مع انطلاق أول شرارات احتراقه و زواله في بعض الدول الإفريقية و التي انخرطت في خطة التعاون المغربية ( رابح رابح ) التي حققت و ما زالت نجاحات مبهرة على جميع الأصعدة الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية...
. ولكم في الختام شعر و محاورة كالتالي:
أولا: الشعر
. << رؤية >>
كلواعج الثار..
كالأسرار
شعوبٌ تبلْوَرت في الأغوار
كسباتٍ لمقدم الإعــصــار
كالأجيال..
كــثــورة الأشــعــار
رأيت الحب دمعــة باسمــة
كانبِجاس نورٍ.. كفجرٍ دلوع
في أحداقِ ربيعٍ.. و ربــوع
رأيت الحب رفيق جموع
سواعدهم كرداد البحر
و هتافا غفـيراً كالهدير.
و أخيرا: << محاورة >>
الهدهد: ما دعاك إلى مغادرة الغابة مهاجرا؟
الفيل: لقد أصدر الحكام أمرا باعتقال أرنب
الهدهد: لكنك سيدي فيل و ليس أرنبا !
الفيل: أعلم.. أعلم سيدي، لكن الحكام كلفوا الحمار بتنفيذ الأمر.
من دخائر التراث.
بتصرف
بقلم علي تونسي