آخر الأخبار

غزة : مجلس الأمن الدولي يتبنى قرارا لصالح خطة وقف إطلاق النار


أقر مجلس الأمن الأمم المتحدة، يوم الاثنين الموافق 10 يونيو، ولأول مرة، قراراً تاريخياً يتضمن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في غزة. يُعد هذا القرار تحولاً مهمًا في المساعي الدولية لوقف النزاع المستمر لعقود، والذي أدى إلى أعداد كبيرة من الضحايا والدمار.



وتم اتخاذ هذا القرار نظراً لتحقيق توافق نادر في الآراء بين أعضاء مجلس الأمن، بما في ذلك الأعضاء الخمسة دائمون (الولايات المتحدة، روسيا، الصين، فرنسا، والمملكة المتحدة). يعكس هذا التوافق إدراكاً متزايداً من قبل المجتمع الدولي بضرورة اتخاذ خطوات حاسمة لوقف الأعمال العدائية وتمهيد الساحة لمفاوضات سلام مستدامة.

ويدعو القرار إلى وقف شامل وفوري لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس، مطالباً بإنهاء إطلاق الصواريخ من غزة والعمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع. كما ينص القرار على إنشاء آلية رصد دولية لضمان الالتزام بوقف إطلاق النار. بالإضافة إلى ذلك، يشدد القرار على الضرورة الملحة لتقديم المساعدة الإنسانية للسكان المدنيين المتأثرين بالنزاع، مما يسهل وصول المنظمات الإنسانية إلى المناطق الأكثر تضرراً.

العديد من الأطراف الدولية استقبلت القرار بتفاؤل. وقد وصف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، المبادرة بأنها "خطوة حاسمة نحو السلام". كما أكد على أهمية الاستمرار في الجهود الدبلوماسية لتحقيق حل الدولتين، باعتباره المسار الوحيد الذي يضمن تحقيق سلام حقيقي ومستدام.

ومن جانبهم تبنى القادة الإسرائيليون والفلسطينيون رد فعل متزنًا. وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي استعداده للتعاون مع المجتمع الدولي لضمان أمان بلاده وأعرب عن أمله في التزام حماس بوقف إطلاق النار. كذلك، أبدت قيادة حماس بوادر قبول للاتفاق داعية لرفع الحصار عن غزة وتأمين حقوق الشعب الفلسطيني.

ورغم أن هذا التطور يمثل قفزة كبيرة إلى الأمام، إلا أنّ العديد من التحديات ستظل بحاجة إلى تجاوب من كلا الطرفين للوصول إلى سلام مستدام. الشكوك المتبادلة بين الأطراف، والعوامل السياسية الداخلية، واختلاف المصالح الإقليمية تعرقل تنفيذ الاتفاق. ولكن، الإصرار الذي أبداه المجتمع الدولي ومراقبته الدقيقة للتطورات يأتيان كبصيص أمل.

تبني مجلس الأمن للأمم المتحدة لهذا القرار هو حدث جليل يمكنه أن يعبد الطريق لإنهاء الصراع بين إسرائيل وحماس في غزة. وعلى الرغم من وجود عقبات كثيرة، فإنه يُظهر أن التوافق الدوالي ممكن وأن السلام، ولو كان صعب المنال، إلا أنه ليس مستحيلًا. سيمثل الأشهر القادمة فترة حاسمة في تقييم فعاليته ومعرفة ما إذا كان بإمكانه حقًا تحقيق سلام دائم بين الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني.

سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الثلاثاء 11 يونيو/جوان 2024
في نفس الركن