مدخلات و مخرجات

عنوان: جو بايدن: هل تؤهله حالته لولاية ثانية أم يفضل التراجع؟


مع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقبلة، يواجه جو بايدن، البالغ من العمر 81 عاماً، تساؤلات عديدة حول قدرته على الاستمرار في الرئاسة. تتزايد الشكوك بخصوص حالته الصحية، الذهنية والجسدية، خصوصاً في ظل أدائه المختلط أمام خصمه دونالد ترامب. مؤخراً، ألمح بايدن إلى فكرة إعادة تقييم ترشيحه في حال ظهرت مشاكل طبية، مما أدى إلى إشعال النقاش داخل أوساط الحزب الديمقراطي.



خلال مقابلة مع BET تناولت موضوع الانسحاب، وضح بايدن أن وجود تشخيص طبي قد يدفعه إلى التفكير في التخلي عن السباق. يمثل هذا التصريح أول إشارة باحتمالية انسحابه من معترك الانتخابات الرئاسية.

شايف الأزمة تصاعداً إضافياً عندما أعلن عضو الكونجرس البارز عن كاليفورنيا، آدم شيف، علانية حاجته إلى تسليم الإدارة للجيل القادم. وقد أعرب شيف عن قلقه العميق بشأن قدرة بايدن على التفوق على ترامب في الانتخابات القادمة من نوفمبر، وقال: "رئاسة ترامب لفترة ثانية ستعرض ديمقراطيتنا لخطر بالغ، وأنا مكترث جداً بقدرة الرئيس على مواجهة دونالد ترامب في نوفمبر".

 
طلب هذا الانسحاب يأتي بعد محاولة الاغتيال التي استهدفت دونالد ترامب خلال إحدى التجمعات الجماهيرية، مما أثار توجيه انتقادات كبيرة إلى بايدن. وفى الوقت نفسه، جاء طلب آدم شيف ليزيد التوترات داخل الحزب الديمقراطي، حيث أقدم حوالي 20 عضوًا في مجلس النواب وعضو من مجلس الشيوخ على دعوة بايدن للتنحي.

استجابةً لهذه الدعوات، أعلن مسؤولو الحزب الديمقراطي عن خطط لتعجيل عملية ترشيح بايدن بواسطة تصويت افتراضي يُجرى في أوائل أغسطس، وذلك كإجراء استباقي قبل انعقاد المؤتمر الديمقراطي المحدد في شيكاغو بتاريخ 19 أغسطس. رغم معارضة بعض أعضاء الحزب لهذا النظام واعتباره محاولة لفرض ترشيح بايدن دون مناقشة بدائل أخرى، فإن الهدف هو ضَمان ترشيحه سريعاً قبل الموعد النهائي لتقديم الترشيحات في أوهايو في 7 أغسطس.
 
وتتركز التكهنات حول نائب الرئيس كامالا هاريس كأبرز مرشح يرجح أن يخلف بايدن إذا قرر الانسحاب. يقف الرئيس بايدن بحزم وثقة بدعم الديمقراطيين له، إلا أنه وفقاً لمسح حديث فإن حوالي ثلثي الناخبين الديمقراطيين يفضلون انسحابه من السباق.

ستكون الشهور القليلة القادمة شديدة التأثير على مستقبل بايدن السياسي وعلى نتائج الانتخابات الرئاسية. يتعين على الديمقراطيين التحرك بحذر لتفادي حدوث انقسامات داخلية بينما يعملون على تقديم مرشح قوي قادر على منافسة ترامب. من جهة أخرى، يتابع الناخبون بعناية ويراقبون بانتظار إجابات واضحة حيال الاتجاه الذي سيقوده حزبهم.

هذا السياق الملئ بعدم اليقين والتحديات يعكس الهشاشة الحالية للوضع السياسي الأمريكي، حيث يمكن لكل قرار وتصريح أن يكون له تأثير كبير على المسرح الانتخابي. يجب على بايدن مواجهة هذه التحديات المتعددة بمرونة استثنائية إذا كان يطمح لقيادة البلاد لفترة ولاية ثانية.

هذه الحالة المعقدة تثير العديد من التساؤلات الرئيسية: هل سيتمكن بايدن من الحفاظ على موقفه بالرغم من تزايد الضغوط المرتبطة بصحته وأدائه؟ هل سيتمكن الحزب الديمقراطي من تسوية خلافاته الداخلية واختيار مرشح قوي يمكنه هزيمة ترامب بنجاح؟ وهل سيرضى جميع أعضاء الحزب بالتصويت الافتراضي المدرج على جداولها؟

فإن الأشهر المقبلة ستكون حاسمة لمستقبل بايدن السياسي وتطورات الانتخابات الرئاسية المقبلة. يجب على الديمقراطيين أن يتخذوا قرارات ذكية لتجنب الانقسامات بداخل الحزب ولضمان ترتيب أوراقهم بصورة ناضجة وقوية للتوجه نحو الانتخابات.

سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الخميس 18 يوليو/جويلية 2024
في نفس الركن