يحدث الآن

عمل المرأة خارج بيتها استثناء منضبط بقواعد ولا يمكن اعتباره قاعدة عامة للنساء


سلطت الدراسة التي أنجزتها المندوبية السامية للتخطيط حول تقاسم الأعمال المنزلية بين الزوجين الضوء على واقع ربات البيوت اللائي يعملن في المنازل المغربية ، وتؤكد هذه الدراسة أن النساء أكثر مواكبة للأطفال ، ويخصصن وقتاً أكثر لهم بالمقارنة مع الرجا ل، بنسبة انخراط تبلغ قيمته 27 في المائة و20 في المائة على التوالي .

بذلك ، تقضي النساء 4 ساعات و17 دقيقة كمتوسط يومي في الأعمال المنزلية خارج البيت وداخله ، مقابل 38 دقيقة للرجال ؛ ما يعني أن المرأة تقضي أكثر من سدس وقتها اليومي في الأعمال المنزلية ، 6 مرات أكثر من الرجل .



سارة البوفي : l'odj arabe

فعمل المرأة خارج بيتها استثناء منضبط بقواعد وضوابط الشريعة الإسلامية ولا يمكن اعتباره قاعدة عامة للنساء في كل الأحوال ، ويبقى الأصل دائما هو الأساس مهما قيل عن جدوى عمل المرأة خارج بيتها ، ومهما قيل عن تغير شكل الحياة ، ومهما قيل عن متطلبات المدنية الحديثة والتنمية والتقدم ، فالتوزيع الأجدى والأمثل للأدوار الاجتماعية بين الرجل والمرأة تكون دائرة نشاط الرجل فيه خارج بيته ، بينما تكون دائرة نشاط المرأة داخل بيتها كربة بيت قائمة على رعايته .
 
 وتوزيع الأدوار وفق هذه الأُطر لا يمكن بحال اعتباره من باب التمييز بين الجنسين ، بل هو نتاج النظرة الواقعية العادلة التي تراعي القدرات والإمكانات والمواهب والملكات والفروق الفطرية والطبيعية بين الرجل والمرأة ، ومن ثم وضع كل منهما في المهام التي تناسبه على الوجه الأكمل ، بغية الوصول إلى أعلى نسبة انجاز  بالمعنى الشامل  للفرد والأسرة والمجتمع ، وبدون التسبب في إحداث أي خلل يؤثر على نظام الأسرة والمجتمع وتربية النشء .

 
 والترويج بخلاف ذلك ، خلط للأوراق وقلب للحقائق ومجازفة بالمجتمعات الإنسانية تنذر بعواقب وخيمة ، وما حدث من مظاهر الخلل والانحلال والتفسخ الذي أصاب الأسر في المجتمعات الغربية لخير شاهد على ذلك .


وإذا كان احترام التخصصات قد ثبت علمياً وعملياً أنه من أهم عوامل النجاح ؛ فإننا وفي ظل النظرة الواعية لانشغال الأم بمهمة ربة البيت يمكن أن نصطلح علي تسميتها بـأنها ” أم متخصصة ” غير مشغولة بوظيفة أو مهمة غير هذه المهمة السامية ، إنه التخصص الذي يُمَكّنها من ممارسة فطرتها وتفريغ طاقتها المُؤَهَلة لمنح طفلها حاجاته الطبيعية من الحب والحنان والرعاية الكاملة ، وتنشئته وتربيته على القيم والمبادئ والسلوكيات السوية ، وكل هذا أساسي في المراحل الأولى من مراحل تكوين شخصيته ، لينشأ نشأة طبيعية متوازنة تنطلق لاحقاً لتؤدي دورها الإيجابي في الحياة .

سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الخميس 8 دجنبر 2022
في نفس الركن