بقلم: الدكتورخالد فتحي
لامجال بطبيعة الحال للموازنة بين إسرائيل وحماس عسكريا ولوجبستكيا وتكنولوجيا ،ولكن الحرب خدعة أيضا ، و هي حين تكون ذات عمق حضاري لاتقاس بالاسلحة فقط .فالفلسطينيين لا يحاربون بالعتاد. وإنما يقتلون ويقتلون عن عقيدة و قناعة بأنهم على الحق ، وان الأرض أرضهم ،والسماء سماؤهم ،والبحر بحرهم ،والقدس قدسهم.وانطلاقا من انهم أحرار في أن يفعلون سلاح الشهادة الذي لا تملك تجاهه إسرائيل اي سلاح مضاد .
وقع في يوم واحد أن صنع الشعب الفلسطسني المعجزة، وان انهارت مرة واحدة كل السردية الإسرائيلية حول التفوق العسكري الاسرائلي الذي بدا مجرد أضغاث إعلام ومحض استيهامات استخبارات .
ثبث الآن أن إسرائيل قد لا تقوى أبدا على حرب غير نظامية ،بل إن مفاهيم المواجهة وقواعد الاشتباك تبدلت جذريا مع هذا القيام الفلسطيني. .
الواضح أنه است،اتيجيا انه لن ينفع إسرائيل بعد الآن أن يكون لها سلاح نووي تجاه شعب يعتبر ان كرامته استفزت للدرجة القصوى ،شعب لم يعد له مايخسره ،فوضع نصب عيننيه خيار الحرية ولا شيء غيرها .
لم يعد مجديا لإسرائيل أن تطور اسلحتها ضد شعب فرض عليها أسلوبه في القتال .فماسيسعفها فعلا هو ان تطور فهمها وتتحول في فكرها وايديلوجيتها وتقطع مع دوغمائيتها و أصوليتها .
إسرائيل في مأزق حقيقي،ومصيبتها أنه يحدث لها هذا الانكسار في لحظة عصيبة من تاريخها تعرف فيها انقساما داخليا حادا يهددها وجوديا .
المعادلة صارت غير المعادلة ، والشعب الفلسطيني قد كسر كل الحواجز النفسية، وجهز نفسه لفداء لاسقف له، لأنه يستمد إيمانه بقضيته من االبشارات القرآنية التي تعده كلها بالنصر المبين. هذا اليقين بالنصر القادم يمده بالعزيمة الفولاذية التي يلين أمامها كل مغتصب وكل معتد خصوصا مع انسداد مسار التسوية بينه وإسرائيل .
المعركة الحالية لا تجري فقط على الأرض، وإن كانت تجري لأ ول مرة داخل المستوطنات الإسرائيلية. هي تتم بالخصوص على المستوى النفسي والرمزي .
إسرائيل انهزمت أو في طريقها لأن تنهزم نفسيا ، تلكؤها في إيجاد حل لفلسطين جعل سرديتها تتحطم ساقطة من شاهق .
وها هي الآن أمام حقأئق جديدة .و لامناص لها من إنهاء الاحتلال، إذ يتعين عليها أن تفهم ، وبسرعة أنه لايوجد سلام مقابل لاشيء، ولذلك فإن المستقبل في حالة استمرار تعنتها لن يخبئ لها الأجمل .
عليها باختصار أن تعترف بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته وعاصمتها القدس .
ان الحرب الحقيقية التي ستواجهها إسرائيل ستبدأ بعد ان تضع عملية طوفان الأقصى أوزارها، وستدور بداخلها ،حين ستصبح وجها لوجه مع الأسئلة الحارقة والوجودية لمواطنينيها الذين فقدوا لغير رجعة شعورهم بالأمان. من المرجح جدا انهم قد ينفضون من حول المشروع الصهيوني ،و أن الكثيرين منهم سيسارعون إلى الهجرة من جديد، إذ سيبحثون عن مناطق أخرى في العالم تمنحهم الاستقرار ،و من المؤكد كذلك ان الباقين منهم سيطرحون بدورهم على كيانهم السؤال الاتي : إلى أين نحن سائرون؟. وقد يجبرونه اذا انحازوا للسيناريو الأفضل بالنسبة لهم على أن يرى أمن إسرائيل من خلال إنصاف الفلسطينيين ،فركود الملف الفلسطيني ليس أبدا في مصلحة بقاء إسرائيل .
تأثير هذه الحرب سيفعل فعله على المدى الطويل ،و سيجعل إسرائيل اذا لم تمارس نقدا ذاتيا لمسارها منذ 48 وحتى قبل 48، تتآكل حتما من الداخل ، وتتنازع أمرها فيما بينها، سيكون هناك بالتأكيد مابعد 7 أكتوبر 2023: اجتياح لغزة طلبا للثأر،رغبة في استئصال حماس ،اشتعال جبهات اخرى،حرب اقليمية او عالمية، نزوع الى الصواب وإقرار لحل الدولتين.كل الاحتمالات ممكنة .
من المحتمل أن الفلسطينين صاروا في موقع قوة ،فطوفان الأقصى زودهم بأوراق جديدة لصالحهم في سياق يرونه واعدا يتشكل فيه النظام الدولي الجديد لتحرير الاسرى وإجبار إسرائيل على التفاوض الجدي من أجل السلام،ومن المحتمل أيضا ان تشتغل آلة الاعلام الغربية الرهيبة وتحمل فلسطين جريرة البدء بالعنف او بالحرب ،وقد بدأنا نرى مقارنات يقيمها هذا الإعلام بين 7 أكتوبر و١١ سبتمبر.وهنا سيكون لورقة الاسرى دور كبير في تطور الأمور .
ومع ذلك ، فهذه الحرب ستشحذ الهمم في العالمين العربي والاسلامي،فالقدس جزء من عقيدة الإسلام. وقد تؤدي إلى انخراط عربي واسلامي متكامل ومختلف بشأن فلسطين .و لربما سترسم واقعا جيواستراتيجا جديدا في الشرق الأوسط وفي العالم الذي قد ينتبه أخيرا ان لا أحد يستبسل ويضحي ويستشهد بهذا الشكل، الا اذا كان مظلوما وصاحب قضية عادلة . .
وقع في يوم واحد أن صنع الشعب الفلسطسني المعجزة، وان انهارت مرة واحدة كل السردية الإسرائيلية حول التفوق العسكري الاسرائلي الذي بدا مجرد أضغاث إعلام ومحض استيهامات استخبارات .
ثبث الآن أن إسرائيل قد لا تقوى أبدا على حرب غير نظامية ،بل إن مفاهيم المواجهة وقواعد الاشتباك تبدلت جذريا مع هذا القيام الفلسطيني. .
الواضح أنه است،اتيجيا انه لن ينفع إسرائيل بعد الآن أن يكون لها سلاح نووي تجاه شعب يعتبر ان كرامته استفزت للدرجة القصوى ،شعب لم يعد له مايخسره ،فوضع نصب عيننيه خيار الحرية ولا شيء غيرها .
لم يعد مجديا لإسرائيل أن تطور اسلحتها ضد شعب فرض عليها أسلوبه في القتال .فماسيسعفها فعلا هو ان تطور فهمها وتتحول في فكرها وايديلوجيتها وتقطع مع دوغمائيتها و أصوليتها .
إسرائيل في مأزق حقيقي،ومصيبتها أنه يحدث لها هذا الانكسار في لحظة عصيبة من تاريخها تعرف فيها انقساما داخليا حادا يهددها وجوديا .
المعادلة صارت غير المعادلة ، والشعب الفلسطيني قد كسر كل الحواجز النفسية، وجهز نفسه لفداء لاسقف له، لأنه يستمد إيمانه بقضيته من االبشارات القرآنية التي تعده كلها بالنصر المبين. هذا اليقين بالنصر القادم يمده بالعزيمة الفولاذية التي يلين أمامها كل مغتصب وكل معتد خصوصا مع انسداد مسار التسوية بينه وإسرائيل .
المعركة الحالية لا تجري فقط على الأرض، وإن كانت تجري لأ ول مرة داخل المستوطنات الإسرائيلية. هي تتم بالخصوص على المستوى النفسي والرمزي .
إسرائيل انهزمت أو في طريقها لأن تنهزم نفسيا ، تلكؤها في إيجاد حل لفلسطين جعل سرديتها تتحطم ساقطة من شاهق .
وها هي الآن أمام حقأئق جديدة .و لامناص لها من إنهاء الاحتلال، إذ يتعين عليها أن تفهم ، وبسرعة أنه لايوجد سلام مقابل لاشيء، ولذلك فإن المستقبل في حالة استمرار تعنتها لن يخبئ لها الأجمل .
عليها باختصار أن تعترف بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته وعاصمتها القدس .
ان الحرب الحقيقية التي ستواجهها إسرائيل ستبدأ بعد ان تضع عملية طوفان الأقصى أوزارها، وستدور بداخلها ،حين ستصبح وجها لوجه مع الأسئلة الحارقة والوجودية لمواطنينيها الذين فقدوا لغير رجعة شعورهم بالأمان. من المرجح جدا انهم قد ينفضون من حول المشروع الصهيوني ،و أن الكثيرين منهم سيسارعون إلى الهجرة من جديد، إذ سيبحثون عن مناطق أخرى في العالم تمنحهم الاستقرار ،و من المؤكد كذلك ان الباقين منهم سيطرحون بدورهم على كيانهم السؤال الاتي : إلى أين نحن سائرون؟. وقد يجبرونه اذا انحازوا للسيناريو الأفضل بالنسبة لهم على أن يرى أمن إسرائيل من خلال إنصاف الفلسطينيين ،فركود الملف الفلسطيني ليس أبدا في مصلحة بقاء إسرائيل .
تأثير هذه الحرب سيفعل فعله على المدى الطويل ،و سيجعل إسرائيل اذا لم تمارس نقدا ذاتيا لمسارها منذ 48 وحتى قبل 48، تتآكل حتما من الداخل ، وتتنازع أمرها فيما بينها، سيكون هناك بالتأكيد مابعد 7 أكتوبر 2023: اجتياح لغزة طلبا للثأر،رغبة في استئصال حماس ،اشتعال جبهات اخرى،حرب اقليمية او عالمية، نزوع الى الصواب وإقرار لحل الدولتين.كل الاحتمالات ممكنة .
من المحتمل أن الفلسطينين صاروا في موقع قوة ،فطوفان الأقصى زودهم بأوراق جديدة لصالحهم في سياق يرونه واعدا يتشكل فيه النظام الدولي الجديد لتحرير الاسرى وإجبار إسرائيل على التفاوض الجدي من أجل السلام،ومن المحتمل أيضا ان تشتغل آلة الاعلام الغربية الرهيبة وتحمل فلسطين جريرة البدء بالعنف او بالحرب ،وقد بدأنا نرى مقارنات يقيمها هذا الإعلام بين 7 أكتوبر و١١ سبتمبر.وهنا سيكون لورقة الاسرى دور كبير في تطور الأمور .
ومع ذلك ، فهذه الحرب ستشحذ الهمم في العالمين العربي والاسلامي،فالقدس جزء من عقيدة الإسلام. وقد تؤدي إلى انخراط عربي واسلامي متكامل ومختلف بشأن فلسطين .و لربما سترسم واقعا جيواستراتيجا جديدا في الشرق الأوسط وفي العالم الذي قد ينتبه أخيرا ان لا أحد يستبسل ويضحي ويستشهد بهذا الشكل، الا اذا كان مظلوما وصاحب قضية عادلة . .