حياتنا

صقعة الجو تعمق من معاناة الأشخاص بدون مجثم


بأعداد متفاوتة ، وبأعمار وأجناس مختلفة ، تعرف جهتنا "جهة الرباط سلا القنيطرة" عدد مهما من المشردين بدون مسكن ، وتتأثر هذه الفئة من شدة قسوة البرد الذي قد يزيد وضعها تأزما خاصة في هذه الفترة التي تعرف انخفاضا حادا في درجة الحرارة .



سارة البوفي : l'odj arabe

ويعتبر مطلب تخصيص مركز دائم للإيواء المتشردين أو الأشخاص بدون مأوى ،  مطلبا ملحا من أجل الحد من هذه الظاهرة التي تعاني منها جميع جهات المملكة ، وذلك للعناية بهذه الأشخاص المتواجدة في وضعية تشرد أو بدون مأوى في هذه الظرفية الاستثنائية ، وتوفير كل حاجياتهم الضرورية بشكل إنساني لائق ، ورعايتهم رعاية صحية وحمايتهم من خطر البرد القارس الذي قد يتسبب في وضع حد لحياتهم .


 
وفي بحث ميداني لهذه الظاهرة ، رصدت جريدة "l’odj arabe، مجموعة من الحالات التي لم تجد لحد الساعة من يراعي نفسيتها ووضعيتها الاجتماعية الصعبة ، غير أن مؤسسة محمد الخامس للتضامن نضمت ككل سنة في فصل الشتاء برنامج "عملية مواجهة موجة البرد القارس" ، ويتعلق الأمر بإجراء مخصص لمساعدة ودعم ضحايا البرد الشديد الذين يجدون أنفسهم محرومين  أبسط ضروريات الحياة ، وذلك  للحد من تزايد حدة خطورة الهشاشة الاجتماعية والمعاناة ، كما أن دعم هؤلاء السكان المتضررين يشكل تحديا كبيرا في إطار تكريس التضامن والتماسك الاجتماعي .

المشردون هم بالأساس أطفال في وضعية صعبة لا معيل لهم غير الشارع

وفي هذا الصدد ، أوضحت مختصة في المجال القانوني ، في تصريح ل"l’odj arabe"  أن المشردون هم بالأساس أطفال في وضعية صعبة لا معيل لهم غير الشارع الذي احتضنهم منذ ساعاتهم الأولى من الولادة ، وما وجدوا أمامهم غير هذا الشاهد الصامت "الشارع" بعد أن تخلت دور الرعاية عن تقديم يد العون ورعايتهم بالشكل الصحيح  بعد أن أصبحت هي الأخرى تفتقر للكفاءات ولشروط الرعاية والراحة .


 
وأكدت المتخصصة ، أنه رغم جهود وزارة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والنيابة العامة و جميع الفرق الميدانية وممثلي المصالح أللاممركزة لوزارة الصحة ، والتعاون الوطني والأمن ومراكز المواكبة وحماية الطفولة ، الذين اجتمعوا لوضع خطة عمل حماية الطفولة من الاستغلال في الشوارع ، وشكلوا خلية المساعدة الاجتماعية كتجربة نموذجية التي مكنت بعد مرور سنة من انطلاقها من معالجة مجموعة من مشردي الشوارع ،  إلا أن هذه الفئة لا زالت متضررة ووضعيتها صعبة لأنها تفتقر للدعم النفسي وللأطر التربوية التي تتوفر على الكفاءة العالية من أجل إخراج هذه الفئة من الظلمة إلى النور، ولا زال عدد دور الإيواء ضئيل مقارنة بالأشخاص الموجودين بالشوارع .
 

سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الأربعاء 25 يناير 2023
في نفس الركن