صحتنا

صرير الأسنان: أسبابه وأثره على الصحة وطرق العلاج الفعالة


صرير الأسنان، أو ما يُعرف طبيًا بـ"Bruxism"، هو مشكلة شائعة يعاني منها الكثيرون، ويحدث عادة أثناء النوم ليلاً. يتمثل صرير الأسنان في حركة لا إرادية للفكين، حيث يضغط الشخص بأسنانه بشكل متكرر وبقوة، مما قد يسبب العديد من المشكلات الصحية المؤلمة. وقد رصد أطباء الأسنان هذه المشكلة لدى نسبة كبيرة من المرضى، إذ تتفاوت حدة تأثيرها من شخص لآخر.



أسباب صرير الأسنان الليلي

صرح الدكتور سالم مبارك، الاختصاصي في جراحة وتجميل الأسنان، بأن السبب الرئيسي لصرير الأسنان هو التوتر النفسي والضغوطات التي تُحدث توترًا في عضلات الفك. وأضاف أن التغيرات الهرمونية، خاصة لدى النساء، تلعب دورًا كبيرًا في تفاقم هذه المشكلة، حيث تشير الإحصائيات إلى أن ما بين 80% و90% من النساء يعانين من صرير الأسنان لأسباب هرمونية في المقام الأول.

كيف يمكن اكتشاف الإصابة بصرير الأسنان؟

وفقًا للدكتور مبارك، فإن الأشخاص الذين يعانون من صرير الأسنان الليلي غالبًا ما يشعرون بالتعب عند الاستيقاظ من النوم، بالإضافة إلى آلام في الفك. هذا الألم ناجم عن الضغط المفرط على الأسنان خلال النوم، حيث يمكن أن تصل قوة ضغط الفك إلى ما يقرب من 200 كيلوغرام، مما يسبب إرهاقًا للجسم ويؤثر سلبًا على الصحة العامة.

أضرار صرير الأسنان المزمن

من الآثار الضارة لصرير الأسنان المستمر هو إتلاف الأسنان بشكل تدريجي. فمع مرور الوقت، تتآكل طبقة المينا الصلبة التي تحمي الأسنان، مما يؤدي إلى زيادة الحساسية تجاه الأطعمة والمشروبات الباردة، ويجعل الأسنان أكثر عرضة للتسوس. كما يمكن أن يؤدي الصرير المزمن إلى تراجع اللثة وحدوث فراغات بين الأسنان، مما يؤدي بدوره إلى فقدان الأسنان مع الوقت.

أما التأثير الأكثر وضوحًا فهو على شكل الوجه، حيث يمكن أن يؤدي إلى تقصير الطول العمودي للوجه، فيظهر الشخص بملامح تبدو أكبر سنًا. ويُلاحظ هذا التأثير غالبًا لدى كبار السن نتيجة فقدان الطول الطبيعي للوجه.

صرير الأسنان لدى الأطفال والمراهقين

يعاني الأطفال والمراهقون من صرير الأسنان لعدة أسباب، أبرزها التوتر الناتج عن قضاء ساعات طويلة أمام شاشات الهواتف الذكية والتلفاز، خاصة قبل النوم. هذا الإجهاد البصري ينتقل إلى الدماغ، ويؤدي إلى تشنج عضلات الفك أثناء النوم.

طرق الوقاية والعلاج

فيما يتعلق بالعلاج، أوضح الدكتور سالم مبارك أن استخدام قالب الأسنان (Gouttière) كان الطريقة التقليدية للحماية من صرير الأسنان، حيث يعمل هذا القالب على منع احتكاك الأسنان ببعضها أثناء النوم. إلا أن الطب الحديث قدم حلولاً جديدة، مثل حقن البوتوكس في عضلات الفك، والتي تساعد على استرخاء العضلات ومنع الصرير.

في المراحل المتقدمة من صرير الأسنان، عندما يتسبب في أضرار جسيمة للأسنان، يكون العلاج أكثر تعقيدًا. يستشهد الدكتور مبارك بحالة شاب في العشرينيات من عمره، حيث أدى الصرير الحاد إلى تلف طبقة المينا بالكامل، مما استلزم ترميم الأسنان والأضراس بتقنيات متقدمة. تم تغليف الأسنان بطبقة من الزيركون لإعادة الشكل الطبيعي للأسنان والوجه، مما أعاد للشاب مظهره الشاب وأصلح الأضرار الناتجة عن صرير الأسنان.

ويجب معالجة صرير الأسنان في مراحله المبكرة لتجنب المشكلات الصحية الخطيرة التي قد تنتج عنه. الحلول العلاجية تشمل التعامل مع التوتر النفسي، استخدام قوالب الأسنان الوقائية، أو اللجوء إلى حقن البوتوكس في الحالات الأكثر حدة.

سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الجمعة 11 أكتوبر 2024
في نفس الركن