المجلة الأسبوعية لويكاند

صدور العدد الخامس عشر للمجلة الأسبوعية لويكاند


مجلة أسبوعية تلخص أهم ماجاء في لوديجي عربي




تقرؤون في هذا العدد : الكوميديا و الاضواء وسط الاكتئاب مع نبيل بلحريش

الاكتئاب حالة يمر بها الكثير من الأشخاص في مرحلة ما من مراحل الحياة. لكل طريقته في الشفاء والخروج من هذه الحالة المنهكة للروح. في آخر حلقة من حلقات بودكاست "نص نص" تبين أن نبيل بلحريش ابن مدينة القنيطرة والذي اشتغل على الإخراج لفترة والذي يعزف أيضا بمهارة، اختار الخروج من ظلمة الاكتئاب الذي حاصره بعدما لم تتيسر له الأمور التي رغب بها في فترة الكورونا بإنارة الأضواء حوله واعتماد الكوميديا سبيلا وأسلوبا يشكل الرضا الداخلي ويكون شفاء ويوصل من خلاله رسائل للجمهور.

نبيل كان من رواد ثورة اليوتيوب المغربي في بداياته رفقة خالد الشريف و سيمو سدراتي و أسماء أخرى عديدة.  لذا فيمكننا القول أنه لم يتوجه إلى صناعة المحتوى لأول مرة في فترة الإكتئاب بل هي عودة بعد انقطاع حدث لضرورة الإنشغال و العمل على أشياء أخرى. حين لم تتم الأمور كما يجب، عاد إلى القنيطرة  ثم توجه إلى التجارة الإلكترونية. شعر بعدها بالضغط يتزايد و التوتر المستمر و أنه يعيش حالة إكتئاب حقيقية. ولينطلق مجددا ويترك قاع التعب النفسي وراءه اختار العودة لصناعة المحتوى و بالذات الكوميدي ليلج بذلك تخصصا جديدا عليه و يصبح واحدا من صناع المحتوى القليلين الذي يتحدثون بعفوية ويقومون بدمج الكوميديا بالفكرة ذات المعنى بأسلوب إنتقالي.كما أنه  يحسب له كونه كثير الحديث  عن الذكاء الاصطناعي مما يجعله مواكبا  للثورة المعلوماتية الحالية التي تجعل منه ضرورة وتسهيلا. وهكذا كانت عودة نبيل عودة محمودة أصر على أن يكون بعدها على قرب دائم من جمهوره على مختلف المنصات. 

الإكتئاب حالة عاطفية شائعة تسبب الشعور بالحزن الشديد وفقدان الإهتمام اتجاه الأشياء التي كانت لتثير الانتباه في الحالة العادية. قد يكون الأمر متعلقا بحالة نفسية فقط وربما يكون متعلقا بنقص مادة كيميائية معينة في الدماغ.  حتى الآن نحن لا نملك ثقافة تقبل الإكتئاب و الإقرار بوجوده و محاولة السعي لتجاوزه. بل ربما في أحيان كثيرة نتعامل مجتمعيا مع الأمر و كأنه غير حقيقي أو مجرد مبالغة. الأمر الذي يدفع الإنسان لخوض تجربة التشافي و المحاولة لوحده مجربا طرقا مختلفة قد يؤدي بعضها إلى نتيجة ملموسة و البعض الآخرإلى طريق مسدود. 

الكوميديا أمر يبعث السعادة في نفس الإنسان. في كثير من الأحيان يلجأ الشخص الحزين إلى مشاهدة ما هو كوميدي فيبتهج ويبتسم بعدما قضى اليوم مقطب الجبين. مشاهدة الكوميديا شيء و صنعها شيء آخر. محاولة تجاوز نقطة المعاناة  الذاتية إلى نقطة السعي لإيصال الفكرة ورسم الابتسامة عند الغير وربما تخفيف الضغط النفسي يعود على الفاعل بإيجابية. 

صنع الكوميديا مصدر للتعبير عن المشاعر بطريقة إبداعية ومرحة مما قد يخلق تجربة إيجابية لدى الشخص. و ملاحظة البسمة و السعادة على وجه الجمهور تعزز الشعور بالإنجاز و التقدير، مما يحسن الحالة العامة.

معرفة أن صانع المحتوى الكوميدي من الممكن أنه قد اختار الكوميديا وهو في حالة من الإكتئاب يجعلنا نتوقف عن الحكم على الأشخاص لمجرد أنهم مرحون ووضع تصورات لحياة مثالية. و أيضا الاخذ بعين الاعتبار أنهم جزء منا نشبههم ويشبهوننا ولا داع لأن نغوص في انتقادهم بشكل جارح لمجرد أنهم مرحون غالبا.

الوسائل للتجاوز عديدة وكل يختار ما يناسبه. الجميل في النهاية أن في كثير من الأحيان يخرج من رحم المعاناة أو الألم و الحزن إبداع جميل يبقى راسخا في الذاكرة و أثر لا ينمحي
من على القلب و أفكار تصل وتستقر دون استئذان لأن العقل يستقبل و يتقبل ما يأتيه بمرح بسهولة أكثر. 

بقلم إيمان شريفي

قم بتنزيل نسخة لويكاند لهذا الأسبوع





الاثنين 27 ماي 2024
في نفس الركن