نيوز وطنية و جهوية

شكيب بنموسى يقدم خارطة الطرق لمجموعة من الإصلاحات ستحسن من المنظومة التعليمية العمومية في أفق 2026


أكد شكيب بنموسى وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة ، على أن المدرسة العمومية لا زالت بعيدة عن ضمان اكتساب التعلمات الأساس ، ولا تحظى بثقة المواطنين ، وذلك راجع لمجموعة من الأسباب ، من بينها أن عددا كبيرا من التلاميذ لم يتمكنوا من التحكم في التعلمات الأساسية ، وذلك خلال ندوة صحافية عقدت عصر اليوم الخميس 10 نونبر الجاري بالرباط ، خصصت لتقديم خارطة الطريق التي رسمتها الوزارة حتى سنة 2026.



وعدد بنموسى خلال كلمته ، مجموعة من الأرقام الصادمة و الضئيلة التي حققها التعليم العمومي ، إذ كشفت التقييمات الوطنية مجموعة من المشاكل التي تعرفها المدرسة العمومية ، حيث أن نسبة التمكن من المقرر في مستوى السادس ابتدائي لم تتجاوز 30 في المائة ، كما أن هذه النسبة تراوحت بحوالي 10 في المائة بالنسبة لمستوى الثالثة إعدادي ، وتمكن 23 في المائة فقط من بين 25 ألف تلميذ من ضبط قراءة الحروف العربية ونص يتكون من 80 كلمة بشكل صحيح وسلس ، وتمكن 30 في المائة من مجموع هذه الفئة المختارة من قراءة نص فرنسي مكون من 15 كلمة ، ولم يتمكن من بين تلامذة القسم الخامس ابتدائي إلا 13 في المائة من قراءة نص بالفرنسية قراءة سيطة ، وذلك خلال عملية تقييم أجرتها الوزارة هذه السنة بعد فترة الجائحة ، كما أكد تقييم دولي لسنة 2018 ، أن المغرب حل في المرتبة 77 من أصل 79 دول في الرياضيات، والمرتبة 75 من بين 79 دولة في القراءة، وهو الأمر الذي لازال عليه المستوى حتى الآن.
 
وأضاف شكيب بنموسى ، أن المغرب سجل خلال السنوات الخمس الأخيرة معدلا مرتفعا في الهدر المدرسي ، بلغ العدد 300 ألف تلميذ وتلميذة ، حيث عرف التعليم الابتدائي نسبة هدر بلغت 23 في المائة ، فيما سجل مستوى الثانوي الإعدادي حصة الأسد بـ 53 في المائة ، و24 في المائة سجلت بالثانوي التأهيلي. 
 
وقال الوزير ، إن خارطة الطريق 2022-2026 ، تروم تصحيح الوضعية الحالية منظومة التعليم العمومي ، وإرجاع ثقة الأسر المغربية بالمدارس العمومية ، بتجويدها ، وتمكينها للجميع ، من خلال تنزيل مجموعة من الإصلاحات بشكل مغاير التي ستعرفها المنظومة التعليمية ، وتشمل 4 مكونات أساسية ، تتضمن ثلاثة أهداف استراتيجية ترتكز على تحديد عدد من الأولويات تساعد على تحقيق الالتقائية بين كل الفاعلين داخل منظومة التعليم ، و 12 التزاما موزعا على ثلاثة محاور أساسية، وثلاثة شروط من أجل النجاح . 
 
واستعرض بنموسى أبرز المتطلبات لتحقيق الأهداف الاستراتيجية في أفق سنة 2026 ، من خلال ضمان جودة التعلمات ، وتمكين التلاميذ من اكتساب المعارف والكفايات داخل المدرسة العمومية ، قصد تحقيق النجاح في الدراسة ، وحياتهم الاجتماعية، ومضاعفة عدد التلاميذ المتمكنين من التعلمات الأساسية من 30 في المائة إلى 60 في المائة ، وخلق فضاء التفتح والمواطنة وحب الاستطلاع ، بمضاعفة الرقم الحالي من 25 في المائة إلى الضعف ، وتحقيق إلزامية التعليم بالنسبة للتلاميذ الذين تتراوح أعمارهم بين 4 سنوات و16 سنة ، بجعلهم داخل المؤسسات التعليمية ، كيفما كانت ظروفهم ظروفهم الاجتماعية، من خلال مقاربات ناجعة تهدف إلى مواكبة التلميذ لاستكمال دراسته ، وتوفير أساتذة متمكنين وملتزمين لإيصال التعليم إلى الهدف المنشود ، وخلق التوازن وروح التعاون بالمؤسسات بإشراك فاعلين من داخل المؤسسة وخارجها مثل جمعيات المجتمع المدني وباقي الشركاء . 
 
وأكد الوزير ، أن وزارته سطرت مجموعة من الالتزامات لتنزيل الخارطة ، من شأنها أن تحقق تعليما أوليا مجانيا ، ومضبوطا ومعلمات من طرف الدولة ، ومواكبة التلاميذ وتدليل الصعوبات التي يواجهونها ، بالمدرسة وداخل الأقسام، والاشتغال على المقررات والكتب المدرسية ومراجعتها ، والعمل على مساعدة التلاميذ لاختيار مساراتهم ، وتقديم الدعم الاجتماعي من نقل وإيواء ، وغيره للحد من الهدر المدرسي
..
بخصوص التزامات الوزارة نحو الأساتذة ، قال بنموسى ، إن الخارطة تتضمن برنامج تكوين عملي لتحقيق بيداغوجية فعالة تساعدهم في التدريس الجيد ، وتوفير ظروف عمل ملائمة تتماشى مع تقنيات العصر ، باعتماد وسائل رقمية، لتطوير آليات التمدرس ، وتخفيف ضغط الاكتظاظ ، وتحسين النظام الأساسي لرجال ونساء التعليم، لتدبير مسار مهني ، والحرص على خلق مسار محفز ، للرفع من المردودية لدى التلاميذ .
 
وأوضح المتحدث ، أن الوزارة وضعت شروطا معينة لإنجاز هذا المشروع ، تتجلى في إعمال الحكامة، من خلال ضمان وتأمين الجودة للالتزامات ، باقتراحات وبنات تساعد على ذلك ، وجعل الفاعلين ينخرطون بشكل مباشر ، والحرص على الالتزام المشترك لمواكبة خارطة الطريق ، وتوفير موارد واعتمادات مالية ، والأخذ بعين الاعتبار تنزيلها على أرض الواقع .  


المصدر : المؤسسة الإعلامية الرسالة

سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الجمعة 11 نونبر 2022
في نفس الركن