ايوب دلال
وفي هذا السياق ، يقول عادل غزالي ، مختص في علم الاجتماع ، بأن “انتحار السجناء في المؤسسات السجنية بالمغرب ، يعود إلى مجموعة من الأمراض النفسية ، أبرزها مرض الاكتئاب الذي يرمي السجين في عزلة وحزن عميق يجعله يعيش في دائرة مغلقة ، تجعله يقدم على الانتحار، كنوع من الهروب من المعاناة النفسية والاجتماعية التي يعيشها” .
وأكد عادل غزالي ، في اتصال هاتفي ، لـ”نقاش 21″ بأن “السجن ليس فضاء لإعادة التربية أو إعادة التأهيل ، وإنما هو نوع من العقوبات السالبة للحرية ، والفضاء فيها ليس بالفضاء المريح ولا يستجيب لحاجيات الإنسان اليومية ، بالإضافة إلى الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي يعيشها السجين ، لأن مجموعة من الأسباب الاجتماعية هي التي دفعته بشكل مباشر لارتكاب الجريمة التي على إثرها وضع في السجن، كالهشاشة والفقر والاضطراب الأسري والعنف” .
وأضاف المتحدث نفسه ، بأن “المؤسسات السجنية يجب أن تطلع على المواكبة النفسية للسجناء ، بالإضافة إلى إعادة التأهيل والإدماج” ، مبرزا أن “بعض القضايا التي يكون فيها غياب الأفق والمراقبة والمواكبة ، تجعل السجين يدخل في اكتئاب ، وينغلق عن نفسه وينسى الفرح والتفكير في المستقبل ، لأن دائما هناك نوع من الأمل يتحلى به الإنسان ، وحتى إذا كان في السجن على المستوى السيكولوجي ، يغدي به الأمنيات التي يريد تحقيقها بعد انقضاء مدة العقوبة السجنية ، وخاصة إذا كانت معروفة” .
وأوضح المختص النفسي، على أن “السجناء المحكومين بعقوبات طويلة، كالإعدام والمؤبد هم الفئة الأكثر عرضة على الإقدام على فعل الانتحار، وخاصة إذا كانوا يعيشون على وقع التخلي الأسري، أي لا تقوم الأسرة بزيارتهم ، وخاصة السجناء المتابعون في مجموعة من القضايا الخطيرة ، مثل الإرهاب”.
وأشار المختص في علم الاجتماع، إلى أن “غياب الدعم الاجتماعي والأسري وغياب أفق ما بعد العقوبة السجنية ، بالإضافة إلى انقطاع علاقات التواصل سواء داخل المؤسسة السجنية أو مع الوسط الخارجي ، تخلف نوع من ازدراء والكآبة التي يصبح السجين يعيشها ، علاوة على ثقل العقوبة السجنية المحكوم بها” .
وأبرز عادل الغزالي ، بأنه “ليس هناك لحد الأن دراسة تبرز العوامل الرئيسية وراء إقدام السجناء على فعل الانتحار ، مؤكدا على أنه أقيمت دراسات في الأوانة الأخيرة على العاملين في المؤسسات السجنية ولم تشمل السجناء ، مشيرا على أن هذه الدراسة أفادت على أن العاملين يعيشون ظروفا قاسية على المستوى السيكولوجي ، وخاصة على مستوى ضغط العمل الذي يصل إلى مستوى الاستنزاف المهني” .
المصدر : جريدة نقاش21