فن وفكر

سلاحُ المُسنِّين ضدَّ النسيان


الكلامُ نورٌ للعقلِ والروحِ،
يحيا بهِ القلبُ في وضوحِ.

هو دواءُ النسيانِ والسّقمِ،
والصمتُ دربٌ نحو العدمِ.



قصيدة كتبها عدنان بن شقرون / استمع لهذه القصيدة الموسيقية


لأولئك الذين ما زالوا يحبون القراءة: قصيدة عدنان بن شقرون


قوةُ الحديثِ عندَ الشيبِ تُحْيا
كَمْ مِنْهُمُ عانوا الصَّمتَ بَكْيا

يَتَّهمونَنا بِكثرةِ الكلامِ المُعادِ
لكنَّهُ سلاحٌ ضدَّ فِقدانِ الرشادِ

الذاكرةُ تُنارُ معَ كلِّ حروفٍ وجُملِ
تَربطُ بينَ الفكرِ واللِّسانِ في العَمَلِ

وإذا حَلَّ السُّكونُ وأَغْلَقَنا الأفواهَ
ضَاعَتْ الأفكارُ وتَبَعْثَرَتْ النَّواهِ

فالكلامُ يَجْلو النَّفسَ ويَحْمِيها
يُبْعِدُ عن الروحِ كُلَّ خوفٍ تَغْشَاها

فيه راحةُ القلبِ وطُمأنينَةُ الفِكرِ
دِرْعٌ يُصَدُّ بهِ القَلَقُ والشَّرُّ

والوجهُ إذا تحرَّك مع الكلماتِ
عادَ إليهِ نَضَارَةُ الأيَّامِ الغابِياتِ

تَجْلُو الصَّدْرَ وتجعلُ التنفُّسَ عَميقًا
وتُحارِبُ الوَهنَ والدوارَ طَليقًا

فمَا الحديثُ إلا طَريقٌ للحياةِ
يجْعلُ الجسمَ مُتَّصِلًا في الصِّحَّةِ والقوَّةِ

ويُطيلُ عُمْرَ القلبِ والرُّوحِ معًا
فيَتَحَطَّمُ معهُ كُلُّ خوفٍ دَفِينًا

إنَّ الحديثَ مِرْهَمٌ للنِّسيانِ،
بِهِ يُنْقَذُ العَقْلُ والبدنُ مِن الذَّوَبانِ

كُلُّ كلمةٍ تُقالُ تنعشُ الخلايا
وتعيدُ لنا ذِكْرَى الماضي عَذْبَةَ الهَدايا

ففي النُّطقِ بقاءُ الإنسانِ، وإنهُ
فيه مُقاومةٌ للموتِ وهروبٌ مِن الفَناءِ

إنَّها الكلماتُ لِلحياةِ مفتاحٌ عظيمٌ
ومَنْ عَقَدَ لسانَهُ عاشَ في نَدمٍ أليمٍ

فليكن الحديثُ سلاحَنا في الحياةِ،
نَحمي بهِ العقلَ مِن عَثَراتِ النهايةِ

ولنُحيي ذاكرتنا بالكلماتِ السَّاحرةِ،
تَربطُ الفِكرَ وتُحرِّرُ النفسَ الآمنةِ

فالحديثُ حياةٌ، لا تَفْنَ، لا تَزُولُ
يَحفَظُ الجسمَ، ويَبْقَى الروحُ فِي السُّهُولِ

نُقاوِمُ بهِ الزَّمانَ وكلَّ نِسْيانِ،
نحْفَظُ العقلَ والروحَ مِن كُلِّ بُطلانِ

هذا القصيد يتناول أهمية الكلام لدى كبار السن، حيث يُعتبر سلاحًا ضد النسيان وأمراض الشيخوخة مثل الزهايمر.

 يشير إلى أن الكلام ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو عامل يحافظ على الذاكرة ويُنشط العقل بربط الأفكار بالكلمات. يخفف الحديث من التوتر ويمنع الاضطرابات النفسية، كما أنه يُحرك عضلات الوجه ويحسن التنفس، مما يُسهم في مقاومة الدوار والصمم. يُبرز القصيد الفوائد الصحية للكلام، حيث يُعتبر تمرينًا للعقل والجسد، ويُطيل من عمر الروح ويمنع العقل من الانهيار. وفي ختام القصيدة، يتم التأكيد على أن الكلمات تمثل دواءً للنسيان ووسيلة للحفاظ على الحياة، حيث يصبح الحديث فعل مقاومة ضد الشيخوخة والفناء، ويُعيد النشاط والحيوية للعقل والجسم، مما يحول الكلام إلى ركيزة للحفاظ على الإنسانية ومواجهة تحديات الزمن

اكتشف المزيد من أعمال المؤلف الموسيقية





الثلاثاء 1 أكتوبر 2024
في نفس الركن