وحضر حفل التدشين عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم سفير فرنسا بالمغرب كريستوف لوكورتيي، ووالي جهة طنجة-تطوان-الحسيمة يونس التازي، ورئيس مجلس الجهة عمر مورو، إضافة إلى عامل إقليم الفحص أنجرة عبد الخالق المرزوقي، وممثلين عن القنصليات العامة بطنجة، مما يعكس أهمية الحدث في إطار العلاقات الثنائية بين البلدين.
البناية الجديدة، التي كانت سابقًا مقر إقامة القناصل العامين لفرنسا حتى عام 2021، تخضع لعملية تأهيل شاملة تهدف إلى الحفاظ على طابعها المعماري التاريخي وتعزيز هيكلها الداخلي. كما شملت الجهود ترميم الأثاث العتيق الفريد من نوعه، مما يضفي على الموقع طابعًا ثقافيًا استثنائيًا.
وفي كلمة بالمناسبة، أشار السفير الفرنسي كريستوف لوكورتيي إلى أن قرار إعادة تنظيم المصالح الفرنسية بطنجة ينسجم مع التطور الاقتصادي الكبير الذي تشهده الجهة، وخصوصًا مدينة طنجة، منذ مطلع الألفية الجديدة. وأضاف أن هذه الخطوة تعزز وجود فرنسا الثقافي والتربوي بالمدينة من خلال مشاريع جارية لتوسيع المؤسسات التعليمية الفرنسية ورفع طاقتها الاستيعابية.
كما أوضح السفير أن جالية فرنسية كبيرة، تُقدر بحوالي 4 آلاف شخص، تقيم بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة، مشيرًا إلى أن نصفهم تقريبًا يحملون الجنسية المغربية، وأن معدلات النمو السكاني للجالية الفرنسية في الجهة تصل إلى 5% سنويًا، وهي من بين الأعلى في المغرب. هذا النمو دفع إلى تطوير الخدمات المقدمة لهذه الجالية وتكييفها مع احتياجات العصر.
المقر الجديد للقنصلية سيشكل نقلة نوعية ليس فقط على مستوى تقديم الخدمات القنصلية، بل أيضًا في فتح آفاق جديدة للتعاون الثقافي والفني بين المغرب وفرنسا. وسيتم، بحلول صيف 2025، الانتهاء من دمج مصالح القنصلية مع المعهد الفرنسي، بما في ذلك المكتبة الوسائطية وإنشاء فرع لمؤسسة "Campus France"، مما يجعل الموقع مركزًا ثقافيًا وتعليميًا متعدد الوظائف يخدم الجالية الفرنسية وسكان طنجة على حد سواء.
وتعد هذه الخطوة إعلانا عن مرحلة جديدة من التعاون بين المغرب وفرنسا، تضع نصب أعينها تعزيز الروابط الثقافية والإنسانية بين البلدين، وتفتح الباب أمام مزيد من الانفتاح على سكان طنجة والسياح، مما يضيف إلى زخم المدينة كمركز حضاري يعكس التنوع والحداثة.