بقلم: هند الدبالي
تسعى فرنسا، من خلال هذه الخطوة، إلى توطيد شراكتها الاستراتيجية مع المغرب على مختلف المستويات، ليس فقط اقتصاديًا وثقافيًا، بل أيضًا سياسيًا، خصوصًا في ما يتعلق بالقضايا الإقليمية ذات الأولوية وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية. هذه الخطوة الفرنسية تعكس تحولًا في الموقف الرسمي نحو دعم أكثر وضوحًا لمقترح الحكم الذاتي، باعتباره الحل الواقعي والعملي للنزاع المفتعل حول الأقاليم الجنوبية.
في المقابل، عبرت الجزائر عن "إدانتها الشديدة" لهذه الزيارة عبر بيان رسمي صادر عن وزارة الخارجية، اعتبرته انتهاكًا لما تسميه "الشرعية الدولية"، وهو موقف يعكس الارتباك الدبلوماسي المتزايد للجزائر أمام الدعم الدولي المتنامي للمغرب. وأشارت الخارجية الجزائرية إلى أن هذه الخطوة "تعزز سياسة الأمر الواقع المغربي"، في محاولة للتشكيك في شرعية السيادة المغربية على الصحراء، رغم أن المبادرة المغربية تحظى بتأييد واسع من قبل دول كبرى مثل الولايات المتحدة وإسبانيا وفرنسا، فضلًا عن الغالبية العظمى من دول الاتحاد الأوروبي وإفريقيا.
من جانبه، اعتبر عبد الفتاح الفاتحي، مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الاستراتيجية، أن الموقف الجزائري يعكس "حالة من العزلة السياسية"، حيث لم تعترض الجزائر على زيارات وفود أمريكية سابقة إلى الداخلة والعيون، رغم أنها شهدت توقيع اتفاقيات توأمة مع مدن مغربية في الأقاليم الجنوبية. وأضاف الفاتحي أن الجزائر تواصل نهج سياسة "تصدير الأزمات الداخلية" عبر افتعال توترات دبلوماسية مع المغرب، مشيرًا إلى أن دعمها للحركات الانفصالية والتنظيمات الإرهابية في الساحل يعزز حالة عدم الاستقرار الإقليمي.
محمد سالم ولد بيه، الباحث في تاريخ المنطقة المغاربية، أكد أن هذه الزيارة الفرنسية تعكس تغيرًا واضحًا في الموقف الأوروبي، حيث باتت فرنسا تتبنى موقفًا أكثر انسجامًا مع التطورات السياسية والدبلوماسية الدولية. وأوضح أن الجزائر، من خلال هذا التصعيد، تحاول عرقلة المسار الدبلوماسي المغربي، لكنها تجد نفسها أكثر عزلة، خاصة مع تزايد عدد الدول الداعمة لمقترح الحكم الذاتي.
وفي ظل هذه المستجدات، يبدو أن الجزائر تجد نفسها أمام واقع جديد لم تعد فيه البيانات التصعيدية كافية لتغيير موازين القوى. فالمغرب يواصل ترسيخ سيادته على أقاليمه الجنوبية، مدعومًا بمبادرات دبلوماسية قوية ومشاريع تنموية تجعل من الصحراء نموذجًا للاستقرار والازدهار، بينما تبقى الجزائر عالقة في خطاب تقليدي يزداد ابتعادًا عن منطق الواقعية السياسية الذي يفرض نفسه بقوة على الساحة الدولية.
الكلمات المفتاحية: الصحراء المغربية، فرنسا، الجزائر، رشيدة داتي، الحكم الذاتي، العلاقات المغربية الفرنسية، الدبلوماسية، النزاع الإقليمي، الاستقرار الإقليمي، التعاون الثقافي.
في المقابل، عبرت الجزائر عن "إدانتها الشديدة" لهذه الزيارة عبر بيان رسمي صادر عن وزارة الخارجية، اعتبرته انتهاكًا لما تسميه "الشرعية الدولية"، وهو موقف يعكس الارتباك الدبلوماسي المتزايد للجزائر أمام الدعم الدولي المتنامي للمغرب. وأشارت الخارجية الجزائرية إلى أن هذه الخطوة "تعزز سياسة الأمر الواقع المغربي"، في محاولة للتشكيك في شرعية السيادة المغربية على الصحراء، رغم أن المبادرة المغربية تحظى بتأييد واسع من قبل دول كبرى مثل الولايات المتحدة وإسبانيا وفرنسا، فضلًا عن الغالبية العظمى من دول الاتحاد الأوروبي وإفريقيا.
من جانبه، اعتبر عبد الفتاح الفاتحي، مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الاستراتيجية، أن الموقف الجزائري يعكس "حالة من العزلة السياسية"، حيث لم تعترض الجزائر على زيارات وفود أمريكية سابقة إلى الداخلة والعيون، رغم أنها شهدت توقيع اتفاقيات توأمة مع مدن مغربية في الأقاليم الجنوبية. وأضاف الفاتحي أن الجزائر تواصل نهج سياسة "تصدير الأزمات الداخلية" عبر افتعال توترات دبلوماسية مع المغرب، مشيرًا إلى أن دعمها للحركات الانفصالية والتنظيمات الإرهابية في الساحل يعزز حالة عدم الاستقرار الإقليمي.
محمد سالم ولد بيه، الباحث في تاريخ المنطقة المغاربية، أكد أن هذه الزيارة الفرنسية تعكس تغيرًا واضحًا في الموقف الأوروبي، حيث باتت فرنسا تتبنى موقفًا أكثر انسجامًا مع التطورات السياسية والدبلوماسية الدولية. وأوضح أن الجزائر، من خلال هذا التصعيد، تحاول عرقلة المسار الدبلوماسي المغربي، لكنها تجد نفسها أكثر عزلة، خاصة مع تزايد عدد الدول الداعمة لمقترح الحكم الذاتي.
وفي ظل هذه المستجدات، يبدو أن الجزائر تجد نفسها أمام واقع جديد لم تعد فيه البيانات التصعيدية كافية لتغيير موازين القوى. فالمغرب يواصل ترسيخ سيادته على أقاليمه الجنوبية، مدعومًا بمبادرات دبلوماسية قوية ومشاريع تنموية تجعل من الصحراء نموذجًا للاستقرار والازدهار، بينما تبقى الجزائر عالقة في خطاب تقليدي يزداد ابتعادًا عن منطق الواقعية السياسية الذي يفرض نفسه بقوة على الساحة الدولية.
الكلمات المفتاحية: الصحراء المغربية، فرنسا، الجزائر، رشيدة داتي، الحكم الذاتي، العلاقات المغربية الفرنسية، الدبلوماسية، النزاع الإقليمي، الاستقرار الإقليمي، التعاون الثقافي.