حياتنا

حين يورق التراث الأمازيغي على امتداد عشرين لوحة




اختارت جمعية ورشة للتربية والثقافة والفن، أن تدشن أنشطتها للموسم الحالي، بمعرض تشكيلي للفنان «علي بورجة»، تحتضنه حاليا صالة العرض بالمركب التربوي الحسن الثاني للشباب، بابن امسيك بالدار البيضاء، ويستمر إلى متم شهر أكتوبر 2022. يتكون المعرض من عشرين لوحة، اشتغل مبدعها في جلها على تيمة «التراث الأمازيغي»، التي تبرز بداية من خلال الألـوان الرئيسة، المشكلة لهذا الإبـداع، كالأحمر والأصفر والأزرق ثم الأبيض، إضافة إلى ألوان أخرى ثانوية مستخرجة من الرئيسية، كلها وظفت بطراز فني مع استحضار مخيلة «علي بورجة»، لبعض الآلات الموسيقية، التي كان يستعملها الفنان الأمازيغي ً، أثناء ترديد أغانيه، ومنها التي لم نعد نراها قديما تستعمل اليوم. ليست الآلات الموسيقية بمفردها، التي جاءت متضمنة

في لوحات المعرض، بل تنشط الذاكرة وتستمتع العين كذلك، لتكتشف مجددا، بعض المواد والوسائل والآلات العريقة التي لم يكن في زمن مضى، أي بيت تقليدي يخلو منها، لاستعمالات عدة. عادت الحياة لهذه الوسائل الغارقة في القدم، عبر لوحات فنية رائعة، لهذا الفنان ذي الأصول الأمازيغية، من منطقة «طاطا» بالتحديد، ورغم الولادة والعيش في كازا بلانكا، فتراب أسلافه وأجداده يسكنه، وعندما يزوره إلهام أو شيطان الإبداع، يحس عقله ووجدانه، برغبة أو دون رغبة منه، يسافران به إلى مرتع تلك الأصول، التي ينهل منها مادته الأولية، واعتمادا على طريقة حديثة في  على ثلاثة رسم مجموعة من اللوحات، اعتمادا ألـوان فقط، لا يغيرها، ولا يضيف إليها أي لون آخر. هو أيضا مثل غيره من الفنانين، له مشاريع مؤجلة ولوحات غير مكتملة، تجدها في مرسمه تدير وجهها للحائط، لشهور أو أعوام، إلى أن يحين موعد الواحدة منها، لتكتمل ملامحها. ولأن حلم «علي بورجة»، أن تحلق لوحاته خارج الحدود، فقد أرسل البعض منها إلى «القيصر الثقافية» و «سحر الألوان»، وهما مجلتان أردنيتان، تعنيان بالفن والأدب.

رحبت ً بهذه الإبداعات، وتم تزيين المجلتان معا أغلفة العديد من أعدادهما. وتجدر الإشارة إلى أنه قبل إسدال الستار على المعرض، سيشرف «علي بورجة» على ورشــة «مـن الحكاية إلـى اللوحة»، لفائدة مجموعة مـن الأطـفـال واليافعين، الذين يستهويهم هذا الفن، إذ سيبدعون بتأطير وتوجيه منه، رسومات ولوحات مستوحاة من حكاية «التاعس والناعس»، التي سيستمعون إليها، بحكي مسرحي، مشخص من قبيل الفنان الشاب «أيوب هباز». تندرج هذه الورشة، ضمن مشروع تشتغل عليه جمعية ورشة للتربية والثقافة والفن، بمعية الفنان «علي بورجة»، ومن المتوقع أن يتوج، بأيام ثقافية وفنية، خلال شهر دجنبر القادم، لفائدة أطفال وشباب، من منطقتي سباتة وابــن امسيك، وسيكون شعار هذه التظاهرة «جمالية التشكيل في الأدب، ما بين الظاهر والباطن».التعبير بالريشة والصباغة، يبدع لوحات تمزج الأصيل بالمعاصر. ً من خاصيات هذا المبدع المجد كذلك، تجريبه مثلا 

 

 

 


عبد الحق السلموتي - العلم





الثلاثاء 18 أكتوبر 2022
في نفس الركن