فن وفكر

حيرة في ظلال الوضوح والصراحة


أُحاوِلُ أَنْ أَكُونَ جَلِيًّا فِي الحَياةِ،
وَأَدْرِي أَنِّي لَسْتُ بِالصِّدْقِ كَافِيًا.

أَرْنُو إِلَى الحَقِيقَةِ بِعَيْنٍ حَذِرَةٍ،
وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ فِي الطَّرِيقِ وَافِيًا.



قصيدة كتبها عدنان بن شقرون / استمع لهذه القصيدة الموسيقية


قصيدة كتبها عدنان بن شقرون

لَا أَدَّعِي أَنِّي أَعْلَمُ كُلَّ حِيلَةٍ،
وَلَكِنِّي أَجْتَهِدُ لِأَفْهَمَ مَا يُخْفِي.

أَسْعَى فِي دَرْبِ الوُضُوحِ، مُتَرَدِّدًا،
وَأَخْشَى أَنْ تَكُونَ الرُّؤْيَا كَذِبَةً.

أُحاوِلُ التَّمَيِيزَ بَيْنَ الحَقِّ وَالخَيَالِ،
وَأَدْرِي أَنِّي أَخْفِقُ فِي كُلِّ مَسْعًى.

فَالصِّدْقُ أَمَامَ الوَاقِعِ لَيْسَ سَهْلًا،
وَكَمْ مِنْ مَرَّةٍ خَدَعَتْنِي نَفْسِي.

أَنَا لَسْتُ ذَلِكَ النَّقِيُّ الَّذِي يَتَمَنَّى،
بَلْ أَحْتَاجُ إِلَى الوُضُوحِ كُلَّ يَوْمٍ.

وَأَعْلَمُ أَنَّ المَسِيرَةَ صَعْبَةٌ،
وَأَنَّ الحَقَّ يُخْتَبَرُ فِي كُلِّ كَلِمَةٍ.

أَسِيرُ فِي ظِلِّ السِّيَاسَةِ، أُحَاوِلُ،
وَأَعْلَمُ أَنِّي لَسْتُ بِالْكَمَالِ جَاهِزًا.

وَأُدْرِكُ أَنَّ الرُّؤْيَا لَا تَتَجَلَّى،
إِلَّا بَعْدَ أَنْ أَفْقَهَ كَيْفَ أَتَجَرَّدُ.

لَا أُخْفِي شُكُوكِي فِي نَفْسِي وَنَاسِي،
فَأَنَا أَحْتَاجُ إِلَى صِدْقٍ أَكْثَرَ.

وَفِي بَيْنَ السَّطُورِ أَبْحَثُ عَنْ جَوَابٍ،
لَكِنْ كَمَا أَنَّ الصِّدْقَ لَيْسَ بَدِيهَةً.

لَسْتُ أَبْدُو كَمَا أَرْغَبُ فِي أَعْمَاقِي،
فَالصِّدْقُ يَتَطَلَّبُ شَجَاعَةً وَنَقَاءً.

وَفِي كُلِّ طَرِيقٍ أَخْتَارُ وَأَخْطَأُ،
لَكِنِّي أَحْتَفِظُ بِالأَمَلِ فِي نَفْسِي.

لَا أَتَظَاهَرُ بِمَا لَسْتُ أُؤْمِنُ بِهِ،
وَلَكِنِّي أَتَكَلَّمُ بِعُيُونٍ قَلِقَةٍ.

وَأَرْفُضُ الوُعُودَ الزَّائِفَةَ الَّتِي،
تَغْرِسُ فِي القُلُوبِ زُرُوعًا خَائِبَةً.

لَسْتُ أَدَّعِي الحِكْمَةَ فِي كُلِّ مَوْقِفٍ،
فَالحَقِيقَةُ تُخْتَبَرُ فِي النِّهَايَةِ.

وَأَحْتَاجُ إِلَى زَادِ الصِّدْقِ لِكَي،
أَسِيرَ فِي دَرْبِ الرُّؤْيَا الوَاضِحَةِ.

أَحْتَفِظُ بِنَفْسِي فِي صَمْتٍ وَتَفَكُّرٍ،
وَأَسْتَشْعِرُ النَّقْصَ فِي كُلِّ خَطْوَةٍ.

وَفِي قَلْبِي تُخَاصِمُ الرُّؤْيَا صِدْقَهَا،
وَأَنَا أُحَاوِلُ وَلَكِنْ بِصُعُوبَةٍ.

لَا أَطْمَحُ إِلَى الكَمَالِ، بَلْ أُرِيدُ،
فَقَطْ أَنْ أَكُونَ نَحْوَ الحَقِّ قَرِيبًا.

وَأَسْعَى فِي كُلِّ يَوْمٍ بِخُطًى،
لَعَلِّي أَجِدُ فِي نَفْسِي مَا أَسْعَى.

فَالطَّرِيقُ طَوِيلٌ وَأَنَا مُتَحَيِّرٌ،
بَيْنَ رَغْبَةِ الوُضُوحِ وَخَوْفِ الصِّدْقِ.

وَأَعْتَرِفُ أَنِّي أَحْتَاجُ إِلَى المَزِيدِ،
مِنَ الإِخْلَاصِ لِنَفْسِي فِي كُلِّ وُقُوفٍ.

هذا القصيد يستكشف الرحلة الداخلية لشخصٍ يسعى إلى الوضوح والصدق في عالمٍ سياسيٍّ معقد

 يعترف الكاتب بعدم الكمال، ويدرك نقص صدقه وشكوكه. يتنقل بين الرغبة في الحقيقة والواقع المليء بالأوهام. كل مقطع يعكس صراعًا بين الحاجة إلى الأمانة والخوف من عدم كفاية الصدق. يدعو النص إلى التواضع والاعتراف بأن الحقيقة والثبات هما طريقان صعبان لكن ضروريان للبقاء وفيًّا للنفس في عالم مليء بالوعود الكاذبة والتنازلات. إنها رحلة شخصية نحو مزيدٍ من الشفافية ودعوة لعدم الانخداع بالكلمات الفارغة والأوهام البراقة.

اكتشف المزيد من أعمال المؤلف الموسيقية بعد هذه القصائد


عدنان بن شقرون: على الرغم من معرفتي بأن مهارتي في اللغة العربية قد تحتاج لتحسين، إلا أنني عاقد العزم على كتابة القصائد بالعربية، ووضع ألحان لها، ومشاركتها معك





الأربعاء 28 أغسطس/أوت 2024
في نفس الركن