آخر الأخبار

حوار: الانتخابات الأمريكية وتداعياتها على العلاقات المغربية وقضية الصحراء


تثير الانتخابات الرئاسية الأمريكية، تساؤلات عديدة حول تأثيرها فيما يخص مستقبل العلاقات بين الرباط وواشنطن، وهنا نتحدث عن الاعتراف الأميركي في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب بسيادة المغرب على الصحراء.
للحديث بتفصيل عن الموضوع، حاورنا بموقع لوديجي عائشة الدويهي: "رئيسة مرصد جنيف الدولي لحقوق الانسان بجنيف IOPDHR-GENEVA-NGO.



س: إلى أي حد قد تؤثر نتائج الإنتخابات الرئاسية الأميركية على العلاقات المغربية الأمريكية وقضية الصحراء المغربية؟.

ج: تلعب الانتخابات الرئاسية الأمريكية دوراً محورياً في صياغة السياسات الخارجية للولايات المتحدة، والتي تنعكس بشكل مباشر أو غير مباشر على العديد من القضايا الإقليمية والدولية. 

ومن بين القضايا التي يتطلع إليها المغرب باهتمام بالغ، نجد مسألة الصحراء المغربية، التي تعد من القضايا الوطنية الكبرى، والتي يطمح المغرب لحلها بشكل عادل ودائم تحت السيادة المغربية.
 
منذ اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المغرب على الصحراء خلال عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، شهدت العلاقات المغربية-الأمريكية تطوراً غير مسبوق على مختلف الأصعدة، سواء السياسية، الاقتصادية، أو الأمنية. ويُعتبر هذا الاعتراف الرئاسي التاريخي بمثابة تتويج للدور المحوري الذي يلعبه المغرب كحليف استراتيجي للولايات المتحدة في المنطقة، سواء في محاربة الإرهاب أو في دعم الاستقرار الإقليمي، وأيضاً كفاعل رئيسي على مستوى القارة الأفريقية.
 
س: الى اي مدى تتغير السياسات الامريكية بتغير الادارة؟.

ج: السياسات الأمريكية قد تكون مرنة ومتناوبة حسب التوجهات الحزبية والإدارية في واشنطن، مما يعني أن كل إدارة جديدة قد تحمل معها تغيرات في نمط العلاقات الدبلوماسية أو السياسية، ولكن القرارات الكبرى للخارجية الأمريكية وخصوصا في الملفات الحساسة كالملف الصحراء المغربية تبقى ثابتة لإنها تبنى بشكل براغماتي يصب في مصلحة أمريكا بالدرجة الأولى ولا تتعلق في شيء بذلك التناوب بين الديمقراطيين والجمهوريين؛
 
ومع انتخاب إدارة أمريكية جديدة، يتطلع المغرب إلى مواصلة الشراكة الراسخة التي تجمع البلدين، مع التأكيد على ثقته بأن السياسات الأمريكية في الملفات الحساسة كقضية الصحراء المغربية لن تتأثر بتغير الإدارات، إذ أن هذا الموقف يُبنى على أسس براغماتية تصب في مصلحة الولايات المتحدة أولاً، ويتماشى مع رؤيتها الاستراتيجية في المنطقة. ونعتقد أن دعم الإدارة الأمريكية المستمر للموقف المغربي سيسهم في تعزيز مسار الحل السلمي والعادل، بما يخدم الاستقرار في المنطقة.
 
س: إلى أي حد من مصلحة أمريكا الحفاظ على علاقتها وموقفها فيما يخص مغربية الصحراء؟.

ج: فالمملكة المغربية ستنتظر توضيحاً وتجسيدا مكملا للرؤية الأمريكية حول موقفها من الصحراء المغربية، انطلاقا من التقدير الكبير للولايات المتحدة الأمريكية للشراكة مع المغرب والذي يتأكد من خلال إصرار أمريكا كعضو دائم وحامل للقلم في صياغة قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بقضية الصحراء المغربية المنتصرة والداعمة للموقف المغربي:
 
من جهة، وفي الجانب الاقتصادي، يبرز المغرب كبوابة رئيسية لأفريقيا، ويشكل شريكاً أساسياً للولايات المتحدة في تعزيز التعاون الاقتصادي مع الدول الأفريقية، خاصة في مجالات حيوية مثل الزراعة، الطاقة المتجددة، والبنية التحتية. ويُمثل المغرب بذلك نقطة ارتكاز للاستثمارات الأمريكية في القارة، ما يُوفر للولايات المتحدة فرصاً مهمة لتقوية وجودها الاقتصادي في هذه المنطقة.
 
س: ومن الجانب المغربي، في نظرك كيف عليه الحفاظ على استمرارية العلاقات لين البلدين؟.

ج: من جانب آخر، إن المغرب يظل ملتزماً بالعمل مع أي إدارة أمريكية جديدة على تحقيق المصالح المشتركة، مع التأكيد على ثوابته الوطنية وسيادته الترابية. وعلى الولايات المتحدة، بقيادتها الجديدة، أن تدرك أن المغرب يُعتبر حليفاً استراتيجياً موثوقاً، وأن دعمه في قضية الصحراء يعزز شراكتها مع دولة فاعلة ومستقرة في منطقة تشهد تحولات وتحديات مستمرة.
 
تتطلب المرحلة المقبلة استمرارية الحوار والتنسيق مع الإدارة الأمريكية القادمة لضمان التوازن والاستقرار في المنطقة، وتثبيت موقف قوي وموحد تجاه قضية الصحراء المغربية، دعماً للسلم والأمن الإقليميين.

حاورتها: أمل الهواري:
 




الثلاثاء 5 نونبر 2024
في نفس الركن