وتشمل هذه الخسائر الاقتصادية، التي تصل إلى نحو 2 مليار درهم، تكاليف الرعاية الصحية وإصلاح الأضرار المادية، بالإضافة إلى التأثيرات الاجتماعية والبشرية الكبيرة، ففي وقت تعاني الأسر المتضررة من فقدان أرواح لا يمكن تعويضهم، يعاني الاقتصاد الوطني من انخفاض الإنتاجية نتيجة غياب المصابين عن سوق العمل لفترات طويلة
وخلال ندوة نظمت على هامش معرض السيارات المستعملة في الدار البيضاء، قدم محمد شيبوب رئيس قسم التواصل الرقمي في NARSA، مجموعة من البيانات التي تهم حوادث السير في المغرب
وفي مداخلته، أشار شيبوب إلى الأسباب الرئيسية الكامنة وراء حوادث السير والمتمثلة في السرعة الزائدة، عدم احترام قانون السير، والسلوكيات المتهورة لبعض السائقين، كل هذه العوامل غالباً ما تكون نتيجة للإهمال لكنها تتسبب في آلاف المآسي سنويًا
وعلى الرغم من أن المغرب شهد تحسنًا ملحوظًا في مكافحة هذه الظاهرة، حيث تم تسجيل انخفاض بنسبة 13٪ في عدد الوفيات المرتبطة بحوادث السير بين 2010 و2021، إلا أن الوضع قد تدهور في السنوات الأخيرة، احتل المغرب المرتبة 136 من بين 178 دولة في مجال السلامة الطرقية عام 2009، لكنه ارتقى إلى المرتبة 110 في 2018، ومع ذلك، سجلت سنة2023 عددًا قياسيًا من الوفيات بلغ 3819 حالة، مما يبرز الحاجة الماسة إلى تدخل فوري
ويعود السبب في تزايد الحوادث، خاصة المميتة منها، إلى الانتشار الكبير للدراجات النارية والدراجات الهوائية. ووفقًا لتصريحات شيبوب، "في البلدان النامية، تزداد شعبية استخدام الدراجات النارية والدراجات بسبب تكلفتها المنخفضة واستهلاكها الضعيف للوقود"، بالإضافة إلى ذلك، يلجأ المستخدمون إلى هذا النوع من النقل لتفادي الازدحام المروري، وهو مشكلة متكررة في المدن الكبرى بالمغرب.
من بين ضحايا حوادث الطرق، يشكل مستخدمو الدراجات النارية 40٪، بينما يشكل راكبو الدراجات الهوائية 7.5٪، والمشاة 26٪. هذه الأرقام تعكس ضعف الفئات الأكثر تعرضًا للحوادث، خاصة في المناطق الحضرية، حيث يتحمل المشاة العبء الأكبر
ومنذ إنشائها في عام 2020، تلعب NARSA دورًا محوريًا في تنسيق الجهود بين الجهات الفاعلة العامة والخاصة لتعزيز السلامة الطرقية في المغرب. ومع ذلك، لا تلبي النتائج سقف التوقعات، على سبيل المثال، أعلنت المديرية العامة للأمن الوطني مؤخرًا عن حصيلة مأساوية للأسبوع الأول من أكتوبر: 25 قتيلًا ونحو 3000 مصاب في 2193 حادثة وقعت في المناطق الحضرية.
هذا الوضع يطرح تساؤلات حول فعالية استراتيجيات السلامة الطرقية الحالية، فبفضل استراتيجيتها الوطنية الأولى (2004-2013)، تمكن المغرب من إنقاذ حوالي 9210 أرواح وتقليل الإصابات الخطيرة بشكل كبير. ومع ذلك، مقارنة بالدول المتقدمة، لا تزال مؤشرات السلامة الطرقية في المغرب، وخاصة عدد الوفيات لكل 100 ألف نسمة، غير كافية
من الجدير بالذكر أن معرض "أوتو أوكازيون" في الدار البيضاء، هو حدث مهم في سوق السيارات المستعملة في المغرب، تنظمه مجلة "أوتونيوز" بدعم من وزارة الصناعة والتجارة، ويقام المعرض في الفترة الممتدة بين 10 إلى 15 أكتوبر، ويهدف المعرض، الذي يشارك فيه حوالي 20 عارضًا على مساحة 10,000 متر مربع، إلى تعزيز قطاع السيارات المستعملة الذي يشهد نموًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة