حياتنا

حكاية حزينة لقرية مغربية معزولة مسحها الزلزال من الخريطة


قع العديد من البلدان العربية في نطاق الخطر الزلزالي، وقد أشارت بعض الدراسات إلى أن أكثر من 30 في المئة من سكان الدول العربية يعيشون في مناطق خطر زلزالي متوسط أو مرتفع .



“لا شك أنها ندمت على ترك بنتيها تقضيان الليل في بيت جدهما”، هكذا صاح عبد الرحمن وهو يرى أمّا مكلومة فقدت فلذتي كبدها وأفرادا من أسرتها في زلزال إقليم الحوز (جنوبي مراكش) .


الأم أصبح فؤادها فارغا بعد الكارثة، تبدو حائرة تائهة لا تحس بأحد، ولا تأبه لسؤال أحد لفجيعتها الكبرى، غير أن قصتها لا تكاد تختلف كثيرا عن قصص سكان قرية تنزيرت، التي استيقظ من بقي حيا من سكانها صبيحة التاسع من الشهر الجاري وقد اكتشفوا أن الزلزال مسح القرية من الخريطة .


تبعد تنزيرت نحو 80 كيلومترا إلى جنوب مدينة مراكش، وتقع في حضن جبل حجري مرعب، وتقابلها جبال رهيبة من سلسلة جبال الأطلس، وبين الجبال منحدرات خطرة يتخللها واد جاف، وقطع فلاحية متناثرة، ولا يكاد يلتفت أحد لتنزيرت لوجودها في هذه المنطقة الخطرة المعزولة .


وكلما ابتعدت عن مراكش، واقتربت من المدن والقرى المؤدية إلى المناطق التي تقع في مركز الزلزال المدمر -وبينها إسني وماريغا- تضيق الطريق وتصبح أكثر وعورة وخطورة لوجودها بين جبال شاهقة .


وتسبب الزلزال في انهيار حجارتها وقطع الطريق، وتواصل أجهزة وزارة التجهيز والسلطات المحلية العمل ليل نهار لإبقائها مفتوحة لنقل الضحايا والمصابين ولتزويد القرى المعزولة بما يبقي سكانها على قيد الحياة .

سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الثلاثاء 12 شتنبر 2023
في نفس الركن