كتاب الرأي

حتى لا ننسى : الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء كانت في نهاية عهد الرئيس ترامب بقلم محمد شقير


ينبغي التذكير بأن الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء كانت في نهاية عهد الرئيس ترامب من خلال ابرام اتفاقية ابراهام والتي كان من تداعياتها تبني اخريطة المغرب باكملها بالإضافة إلى الوعد بفتح قنصلية أمريكية بالداخلة والتشجيع على الاستثمار في الأقاليم الجنوبية. وعلى الرغم من أن إدارة بايدن لم تول اهتماما كبيرا لتفعيل هذه البنود خلال ولايتها وان حافظت على الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء. وبالتالي فمن المنتظر أن تشكل الولاية الثانية للرئيس ترامب فرصة لتسريع ما بدأه هذا الرئيس وذلك من خلال فتح القنصلية الأمريكية بالداخلة خاصة إذا ما استبقت فرنسا ذلك وقامت بفتح قنصلية بالعيون كما وعد بذلك وزير الخارجية الفرنسي من خلال الزيارة التي سيقوم بها السفير الفرنسي للاقاليم الصحراوية خلال الأسابيع القادمة



كما يبدو أن التحالف الاستراتيجي بين المغرب والولايات المتحدة، سيتقوى ليس فقط من خلال تطبيق الشراكة العسكرية المرتدة إلى سنة 2030 وتنظيم مناورات الأسد الافريقي سنويا بالمغرب بل ستعمل أيضا التحالف من أجل مواجهة التهديدات الإرهابية، واحتواء عدم الاستقرار الذي تعرفه دول الساحل، خاصة بعد تراجع النفوذ الفرنسي بهذه المنطقة، حيث يمكن أن تعتمد الولايات المتحدة لتقوية نفوذها لمواجهة التمدد الروسي في هذه المنطقة على المغرب كقوة إقليمية مستقرة نظرا لما يتوفر عليه من علاقات سياسية وعسكري وأمنية مع مجموعة من الأنظمة التي تولت الحكم في دول هذه المنطقة.

تبغي الإشارة أيضا، أن إطلاق المغرب لمبادرة الأطلسي قد تشكل عاملا اساسيا للدفع بحكومة ترامب إلى التعاون مع المغرب في هذا المجال، خاصة على الصعيد الاقتصادي؛ وذلك من خلال حث الاستثمارات الأمريكية على انجاز مشاريع مهمة سواء في الإقليم الجنوبية خاصة بعد الانتهاء من بناء ميناء الداخلة الذي سيشكل ليس فقط منفذا  بحريا لصادرات هذه الدول، بل قد يسهل عملية تنفيذ ما سبق أن وعدت به إدارة ترامب سابقة حول تخصيص ما سمي بمشروع ازدهار، لتسهيل خلق مشاريع تنمية في المنطقة الأفريقية خاصة دول الساحل كالية من آليات ضمان الاستقرار السياسي في هذه المنطقة.

الدكتور محمد شقير خبير في العلاقات الدولية والسياسية




الأربعاء 6 نونبر 2024
في نفس الركن