كتاب الرأي

حبيبتي حتى إشعار آخر


هوية على شفا الهاوية

من ثنايا مفعمة بالوحشة في الذاكرة الجمعية المثقلة و المكتظة عبر عهود و أجيال بالغموض المبهم من شدة تشابه الأحداث و تشابكها و تزاحمها في حركية طفوها على سطح الوعي المجمعن المنهك بمشاعر االغربة و أطلال أمجاد الخوالي و مشاعر العزلة و الوحدانية، ينبعث ( من تحت رماد الماضي و الخيال المتقد لاستهلاك بقايا وعي خريفي ) عالم من الوقائع و الأوهام المقدسة المتداخلة منسجمة كأحلام يقظة مزعومة لا يحد فورتها سوى نكوص هوية مجتمع أنهكته سنين ازدواجية التثاقف و المثاقفة مع الغير بين استعمار و أصالة تكاد تكون منسية و حداثة تقليد على شفا الهاوية ...



علي تونسي

  حبيبتي حتى إشعار آخر
                                        
جاءت متختلة بالأمس القريب 
مختلة الخطى ليلا
أطيافها ريح شمالية من وراء البحر متمردة 
خلف كتاب لين الصدر صلب الفؤاد 
قمطرير.. مظلم.. متآمر
ريح تبغي آدم و التراب الشرقي حسابا و انتقاما



جاءت تراودني احتلال الفؤاد أجيالا
تساومني حبا مرغما قسرا جهارا
كانت أشباحها قبلها 
نائمة جماعات و فرادى
سهولا و جبالا


 نائمة على صدري غفلة و لم أدر
صارت مع الأزمان تعرفني
كما لم أعرفها يوما 
و لم أعرف نفسي



رغما و قسرا
حبيبتي نكالا جهارا
و غصبا أكثر فأكثر
حبيبتي حتى إشعار آخر



يا من باسم المواثيق و الععهود
باسم السلم الأمميّ و النفوذ
سلبتني


 أوهمتني وُعـودا
أرغمتني أشحث منها صمودا
و لما صحوت 
صاحت شَوارعي رافضة
أقامت عليّ الدواهـي غاضبةً
بِاسم أراكن السلم تهادنني
و إرْهاب غامض يواجهني 



هل ما زال يوسوس لك حبيبتي
غرور الطغيان بعد صحو شوارعي
أنني صرت دونك ليلا بلا صباح 
و بَلدا غائرا  أحزانا و جراح
ألا فاركبي أمواج عفوي بلا شراع 
بلا صعب أو تعب أو قلاع



لَكِ روحي بِلا حقد بلا أورام
 ورودي و حقولي بِلا ألغام
ابحري
وطني شوق و رياح
و القلب طائر مكسور الجناح
لَك حبي في جَمعي  المراحل
بحر بلا حدود بلا سواحل
حتى موطني الكبير


و شطآني
ليس فيها جنود
و لا قُيود
فَانشري دفْء ودي 
و معنى الوجود
في جليد الهجر  و في وَهم الحدود
فانشدي للخلق نَواميس عشقي
ضميني حبا و سلاما


ارفعي يدك عن خماسيتي المغاربية
ثوقي و اشتياقي ألملم ماسات عقدي و أنفاسي

 

سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الثلاثاء 2 ماي 2023
في نفس الركن