علي تونسي باحث في السوسيولوجيا المعرفة
من أين هذا الزخم السوداوي و الليل الطويل و صباحات ربيع قحيل بلا تغاريد و لا أشعة شمس و لا أزهار؟!!!
فقط تساقط متتالي لأقنعة أوهام مقدسة مصابة بخلل مزمن و موت زؤام... إن لكل لغة كيانها الحي، فلا يجوز مع استحالة المحاولة فصل اللغة، أي لغة، عن وعائها الثقافي و التاريخي و الحضاري، كما أن لكل بلد أو منطقة جغرافية أو مجموعة بشرية لغتها التي تتم رضاعتها مع حليب الأم و بها تنشأ أجيال و أجيال و تتعامل و بها يتم توثيق تراث البلد و دخائره الحضارية. هي فقط هذه اللغة الأصل أولا و أساسا الوسيلة المثلى و الفعالة لتقدم أي أمة، طبعا مع انفتاح هذه الأخيرة على غيرها من الشعوب و الأمم و اللغات و الثقافات و الحضارات الإنسانية المتعددة و المتنوعة علوما و معارف و منتوجات صناعية و فلاحية مختلفة...
و مرجعنا في ذلك لقول الله في كتابه المبين :
. << يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ >> سورة الحجرات الآية 13 .