صحتنا

تقنيات فعّالة للحد من التوتر والقلق: حلول بسيطة لتحقيق الاسترخاء


في ظل تسارع وتيرة الحياة اليومية وضغوطات العمل والدراسة، أصبح التوتر والقلق من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً. ويشمل تأثيرهما العديد من الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية قد تكون في بدايتها بسيطة ولكن مع مرور الوقت قد تؤثر سلباً على الصحة العامة. ولحسن الحظ، هناك العديد من التقنيات البسيطة والفعّالة التي يمكن اتباعها لتخفيف التوتر والقلق بعيداً عن الأدوية، وقد أكدت استشارية الصحة النفسية والجسدية، مها بنورة، على فاعلية هذه الأساليب في الحفاظ على التوازن العصبي والنفسي.



1. التنفس العميق: أسلوب بسيط لتخفيف التوتر
أحد أبسط الطرق لتخفيف التوتر هو ممارسة التنفس العميق. يتمثل هذا الأسلوب في التركيز على التنفس بشكل صحيح؛ حيث يساعد الشهيق العميق والزفير البطيء على الاسترخاء وتخفيف الضغط العصبي. يمكن ممارسة التنفس العميق في أي وقت، ولكن من الأفضل القيام به في مكان هادئ. يُنصح بتكرار عملية التنفس العميق 7 مرات على الأقل، حيث يساعد على زيادة تدفق الأكسجين إلى الدماغ وتنشيط الجهاز العصبي، مما يعزز القدرة على التفكير بوضوح والتخلص من الأفكار السلبية.

2. شرب الماء: ترطيب الجسم لتخفيف القلق
على الرغم من أن شرب الماء قد يبدو نصيحة تقليدية، إلا أن له تأثيراً قوياً في موازنة التوتر. الجفاف، حتى وإن كان طفيفاً، يمكن أن يؤثر بشكل مباشر على الخلايا العصبية ويقلل من قدرتها على التواصل بفعالية. لذلك، من الضروري الحفاظ على ترطيب الجسم طوال اليوم، خاصةً خلال الأوقات التي تشعر فيها بالتوتر. إن شرب الماء بشكل منتظم يساعد في الحفاظ على استقرار الحالة النفسية والعاطفية، مما يقلل من فرص حدوث نوبات القلق.

3. الرياضة: التمرين كوسيلة فعّالة للحد من التوتر
الرياضة ليست فقط مفيدة للجسم، بل لها تأثير إيجابي على الصحة النفسية أيضاً. التمارين الرياضية، حتى الخفيفة مثل المشي، تساعد في إفراز هرمونات السعادة مثل الإندورفين، التي تساهم في تحسين المزاج وتقليل الشعور بالقلق. كما تعمل الرياضة على تحسين جودة النوم وتخفيف مستويات التوتر والضغط النفسي، مما يجعلها أداة فعالة للتعامل مع التوتر اليومي.

4. التأمل والاسترخاء: تقنيات تساعد في تصفية الذهن
يعد التأمل من أفضل الطرق لتصفية الذهن وإزالة التفكير السلبي. هذه التقنية تساعد في استعادة التركيز الداخلي وتخفيف القلق الناجم عن الضغوط اليومية. يمكن ممارسة التأمل في أي وقت، ولا يتطلب مكاناً خاصاً أو معدات معينة. يكمن السر في ممارسة التأمل بانتظام، مما يساعد في إعادة التفكير في الأمور من منظور مختلف ويُخفف من تأثير التوتر.

5. تحسين جودة النوم: الراحة الجسدية والنفسية
النوم الجيد أساس لتحقيق التوازن النفسي والجسدي. فالإرهاق الناتج عن قلة النوم يمكن أن يزيد من مستويات القلق والتوتر، وبالتالي يجب الحفاظ على نمط نوم منتظم والالتزام بساعات نوم كافية. النوم الجيد يمنح الجهاز العصبي فرصة للراحة والتعافي، مما يساهم في الحفاظ على قدرة الجسم على التعامل مع الضغوط النفسية.

خلاصة: التقنيات الطبيعية هي الحل
تعتبر هذه التقنيات الطبيعية البسيطة مثل التنفس العميق، شرب الماء، ممارسة الرياضة، التأمل، والحفاظ على نوم جيد، حلولاً فعّالة للحد من التوتر والقلق. وفي حال لم تُثمر هذه الأساليب في تخفيف الأعراض، يُنصح باستشارة متخصص لتجنب تفاقم الحالة إلى مرحلة تؤثر على جودة الحياة. من المهم الالتزام بتطبيق هذه الأساليب بانتظام، حيث أن نتائجها تتحقق تدريجياً مع مرور الوقت.

سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الأربعاء 27 نونبر 2024
في نفس الركن