صحتنا

تجربتي في خفض السكر التراكمي: كيف أبعدتُ نفسي عن خطر الإصابة بمرض السكري


السكر التراكمي، أو كما يُعرف علمياً باسم الهيموجلوبين السكري (HbA1c)، هو مؤشر يعكس متوسط مستويات السكر في الدم على مدى فترة تصل إلى ثلاثة أشهر. من خلال اختبار بسيط للدم، يمكن معرفة مدى استقرار مستوى الجلوكوز في الجسم وتقييم خطر الإصابة بمضاعفات مرض السكري. الحفاظ على مستوى السكر التراكمي ضمن المعدلات الطبيعية أمر حيوي للوقاية من مرض السكري، وهذا ما دفعني إلى اتباع خطة دقيقة للحفاظ على صحتي. إليكم تجربتي الشخصية في خفض السكر التراكمي والتغلب على مرحلة "ما قبل السكري".



بداية التجربة
تروي السيدة إيليان، البالغة من العمر 40 عامًا، تجربتها الشخصية مع خفض مستوى السكر التراكمي قائلة: "أحرص سنويًا على إجراء فحوصات شاملة للاطمئنان على صحتي والكشف عن أي مشاكل قبل أن تتفاقم. في إحدى الفحوصات الأخيرة، أظهر فحص السكر التراكمي أنني في مرحلة ما قبل السكري. هذا يعني أن مستوى الجلوكوز في الدم أعلى من المعدل الطبيعي ولكنه ليس مرتفعًا بما يكفي لتشخيص السكري. وأوضح لي الطبيب أن جسمي لا يستخدم الأنسولين بكفاءة، ما يؤدي إلى تراكم السكر في الدم."

وأضافت: "كانت هذه النتيجة مفاجئة ومقلقة، إذ حذرني الطبيب من أن استمرار ارتفاع السكر في الدم قد يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة، مثل تلف الأوعية الدموية، القلب، العينين، الكلى والأعصاب. وأوصاني بضرورة تغيير نمط حياتي لتفادي الدخول في مرحلة مرض السكري."

خطة التغذية والتمرين
تتابع إيليان حديثها: "قررت استشارة أخصائية تغذية لتحديد خطة صحية لخفض وزني والتحكم بمستوى السكر. أوصتني الأخصائية بتقليل الكربوهيدرات السريعة مثل الحلويات، الخبز الأبيض، المعكرونة، والأرز الأبيض، والابتعاد عن الدهون غير الصحية مثل المقالي والوجبات السريعة. بدلاً من ذلك، كان النظام الغذائي يعتمد على الخضروات، الفواكه، الحبوب الكاملة، الأسماك الدهنية، اللحوم الخالية من الدهون مثل صدور الدجاج والديك الرومي، والمكسرات النيئة وزيت الزيتون."

وبالإضافة إلى التغييرات في النظام الغذائي، بدأت إيليان ممارسة رياضة المشي يوميًا لمدة 30 دقيقة، وزيادة شرب الماء. وتضيف: "بعد مرور شهر من اتباع هذه التوجيهات، فقدت حوالي 10% من وزني، وهو ما كان خطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح."

النتائج والتحدي المستمر
لم تكن إيليان قادرة على إعادة فحص السكر التراكمي إلا بعد مرور ثلاثة أشهر، وفقاً لتعليمات الطبيب. وعندما أجرت الفحص، كانت النتيجة مُذهلة: "لقد تراجعت نسبة السكر التراكمي، وتمكنت من الخروج من مرحلة ما قبل السكري."

لكن النجاح في خفض السكر التراكمي لم يكن نهاية المطاف، بل البداية. تقول إيليان: "التحدي الآن هو الحفاظ على هذه النتائج المحققة، وذلك من خلال الاستمرار في اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والابتعاد عن التدخين."

نصائح للتحكم بمستوى السكر التراكمي
إليكم بعض النصائح المستخلصة من تجربة إيليان حول كيفية السيطرة على مستوى السكر في الدم:


اتباع نظام غذائي متوازن: تجنب الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات السريعة والدهون غير الصحية، وزيادة تناول الخضروات، الحبوب الكاملة، والبروتينات الخالية من الدهون.

ممارسة الرياضة بانتظام: الرياضة اليومية مثل المشي أو أي نشاط بدني آخر يساعد على خفض مستويات السكر في الدم وتعزيز صحة القلب والأوعية الدموية.

الاستمرار في المراقبة الطبية: إجراء فحص السكر التراكمي بانتظام كل ثلاثة أشهر لمتابعة التقدم والسيطرة على الحالة قبل تفاقمها.

معلومات عن جلوكوز الدم
الجلوكوز هو المصدر الأساسي للطاقة في الجسم، ويتراكم في خلايا الدم الحمراء التي تعيش لمدة 120 يومًا تقريبًا. عند ارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم، يرتبط بالجزيئات داخل خلايا الدم، مما يزيد من نسبته في التحاليل المخبرية. فحص السكر التراكمي (HbA1c) هو الطريقة الأساسية لقياس هذا الارتباط، حيث يُعطي فكرة دقيقة عن مستوى السكر في الدم على المدى الطويل.

ومن خلال هذه التجربة، يمكن القول بأن التغيير في نمط الحياة والنظام الغذائي هو الخطوة الأولى للحفاظ على مستوى السكر التراكمي ضمن المعدلات الطبيعية، والابتعاد عن خطر الإصابة بمرض السكري.

سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الجمعة 4 أكتوبر 2024
في نفس الركن