هي أخواتها

تأثير الصين على الماركات الراقية: تحديات وانعكاسات


في النصف الأول من عام 2024، واجهت العديد من الماركات الراقية تحديات كبيرة نتيجة لانخفاض مبيعاتها في الصين، مما أثر بشكل ملحوظ على أدائها العالمي. تراجعت مبيعات مجموعة "إل في إم إتش" بنسبة 10% في آسيا (باستثناء اليابان) و14% في الربع الثاني من العام. في المقابل، شهدت المبيعات تحسنًا في الولايات المتحدة بنسبة 2% وفي أوروبا بنسبة 3%، بينما ارتفعت في اليابان بنسبة 14% نتيجة انخفاض قيمة الين وزيادة السياحة الصينية.



وتشهد "إل في إم إتش" وغيرها من الشركات الفاخرة تباطؤًا في الاستهلاك في الصين، الذي يُعد من الأسواق الرئيسية للمنتجات الفاخرة. يعود هذا التباطؤ إلى الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالقطاع العقاري في البلاد، مما يحد من القدرة الشرائية للطبقة المتوسطة ويدفع إلى تراجع الإقبال على المنتجات الفاخرة.

كما شهدت دار "بربري" الإنجليزية انخفاضًا في أرباحها السنوية بنسبة 19% في الصين في الربع الأخير من سنتها المالية 2023-2024. أما مجموعة "كيرينغ" الفاخرة، فقد أعلنت عن انخفاض صافي أرباحها إلى النصف في الأشهر الستة الأولى من العام، مما يعكس تأثير التباطؤ في الأسواق الآسيوية.

وتوقعت "كيرينغ" أن يكون النصف الثاني من السنة صعبًا بسبب المخاوف التي تؤثر سلبًا على نمو الطلب على السلع الفاخرة. انخفضت مبيعات "غوتشي" بنسبة 20% في النصف الأول من العام، وحاولت "كيرينغ" تحسين أداء العلامة التجارية الإيطالية التي تمثل نحو 50% من مبيعاتها.

وفي مواجهة هذه التحديات، اتخذت بعض الماركات الفاخرة خطوات جديدة لتعزيز مبيعاتها وتعويض الخسائر. أعلنت مجموعة "إل في إم إتش" عن إنشاء شركة مخصصة للترويج لعلاماتها التجارية من خلال شراكات مع القطاعات الترفيهية لإنتاج أفلام ومسلسلات تهدف إلى تسويق منتجاتها الفاخرة. تسعى الشركة الجديدة، "22 مونتين إنترتينمنت"، إلى التعاون مع أبرز الكتاب والمخرجين والمنتجين والموزعين لإعداد وإنتاج وتمويل أعمال تسويقية.

ومن جانب آخر، أسست دار "سان لوران" التابعة لمجموعة "كيرينغ" شركتها الخاصة للإنتاج، بعد نجاح إنتاجها لفيلم "هاوس أوف غوتشي". تسعى هذه المبادرات إلى تعزيز حضور الماركات الفاخرة في عالم الترفيه وتحقيق أرباح جديدة تعوض التراجع في الأسواق التقليدية.

وتظل صناعة المنتجات الفاخرة في مواجهة تحديات كبيرة، ولكن مع الابتكار والاستثمارات الجديدة في القطاعات الترفيهية، يمكن لهذه الماركات أن تستعيد جزءًا من أرباحها المفقودة وتحقق نموًا مستدامًا في المستقبل.

سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الأربعاء 31 يوليو/جويلية 2024
في نفس الركن