حياتنا

" بوغطاط" الدخول المدرسي


عندما أردت الكتابة عن موضوع التعليم الخاص، المدارس الخصوصية، الرسوم المدرسية، التكلفة الشهرية لكل تلميذ، تكلفة الكتب الباهضة ، وتغييرها كل سنة، وكذا رفض الاغلبية الساحقة من المدارس تسلم مبلغ الواجب الشهري عبر البطاقة البنكية، مشاكل بالجملة، أحسست بالحرج من كون أن هذا الموضوع وإثارته يعود للواجهة مع كل بداية سنة دراسية، وتساءلت من جدوى التكرار بما ان لاشيء يتغير، بل ان حتى مسؤولية ماتؤول إليه أوضاع هذا القطاع لازالت غير واضحة، هل الوزارة المعنية، هل القوانين في حد ذاتها، هل المستثمرين، هل النقابات المتواطئة في غالب الاوقات ام جمعيات اولياء التلاميذ أم الاولياء الذين يقبلون بالأوضاع وينصاعون لتغول المستثمرين ويستسلمون لطلباتهم الشرهة…



بوغطاط أو جاثوم  بداية الموسم الدراسي يطبق على صدور اولياء التلاميذ، حتى ان احد الاباء الذين اعرفهم شخصيا يروي لي قصيته مع ابنته التي تعاني من فرط الحركة واظطراب الانتباه والتركيز، مع اني اتحفظ على كلمة تعاني، لانها ربما تعاني مع من يحيط بها وليس مع نفسها شخصيا، قلت ان الاب ايضا يعاني على مستويين او بالاحرى على عدة مستويات، اولها انه لاوجود لمدارس مخصصة لهذا النوع من الاطفال.


ثانيا ان المدارس خاصة بالداربيضاء وصلت الاثمنة الى خمسالالاف درهم او اكثر، (صالير على قدو) ولا مجال للقول ان كل مواطن ومقدرته لان في المنطقة التي يقطن بها( النواصر) صال وجال عدة ايام بحثا عن مدرسة باثمنة معقولة، بل حتى انه لاوجود لمدرسة عمومية على الإطلاق، ومارأيكم بعد كل هذا، العديد من المدارس الخاصة تجبر الاطفال واقول الاطفال في سن الخامسة على امتحان قبول الاتحاق بالمدرسة!!!، نعم يسمى test، حتى تعرف مستوى الطفل، بل وحتى تقرر هل تقبله ام انت سيتوجب عليها بدل مجهود كبير في تعليمه اذا كان " دون المستوى"!!!!، يال الهول، مضحك مخزي مقلق و غير مقبول، فكيف تقبل الوزارة المعنية والنقابات والجمعيات هذه الممارسات، وكيف يستبيحها الاولياء على ابناءهم، ألهدا الحد ليس اهم خيار آخر؟!..



ويبقى اللوم هنا على جميع الفاعلين الذين لايحركون ساكنا امام تغول لوبي قطاع التعليم الخاص الذي ينخر  جيب الطبقة المتوسطة التي انهكها غلاء المازوط والخضروات والفواكه والبيض والدجاج والسكن…

وكذالك اللوم ايضا للاولياء الذين لم يقاطعو التعليم الخاص ولم يطالبو الوزارة بايجاد حل لهم ولابنائهم ولجيوبهم، ويبقى الحال على ماهو عليه بل وسيزداد سوءا وينبقى نحن وامثالنا من الصحفيين نكتب المقالات ونعبر عبر مواقع التواصل ونحس في كل مرة بالحرج في  كتابة نفس المحتوى ونفس المعطيات كل بداية سنة درتسي دراسية، بسبب بقاء الحال على ماهو عليه.




الخميس 12 شتنبر 2024
في نفس الركن