وفي معرض حديثه عن مشروع الميزانية الفرعية للوزارة لعام 2025 أمام لجنة التعليم والثقافة والاتصال، أشار الوزير إلى أن الوزارة تستند في برامجها إلى الرؤية الملكية، التي تهدف إلى جعل الشباب المغربي محوراً أساسياً في السياسات التنموية للمغرب. ويؤكد بنسعيد أن تحقيق "الحلم المغربي" لدى الأجيال الصاعدة ليس مجرد شعار، بل هو طموح يتم ترجمته عملياً من خلال مشاريع وبرامج ملموسة تعزز الثقة وتدعم التنمية الشخصية والمهنية للشباب المغربي، مما يجعلهم قوة فاعلة تسهم بفعالية في تقدم المجتمع.
وفيما يخص قطاع التواصل، أبرز الوزير بنسعيد أن الوزارة تضع ضمن أولوياتها لعام 2025 سلسلة من المشاريع المهمة التي تهدف إلى تعزيز الإطار القانوني والتنظيمي لقطاع الصحافة والنشر، من خلال وضع آليات تنظيمية جديدة لدعم مجالات الصحافة والطباعة والنشر والتوزيع، بما يسهم في تحقيق استدامة النموذج الاقتصادي للمقاولات الإعلامية ويعزز قدرتها التنافسية على المستوى المحلي والدولي. وأوضح أن هذا الدعم يشمل تحسين القوانين المرتبطة بمدونة الصحافة، من أجل إتاحة بيئة عمل أفضل وأكثر أماناً للعاملين في المجال، مع التأكيد على مكافحة الأخبار الزائفة التي تشكل تحدياً كبيراً أمام الإعلام الصادق والمسؤول.
كما أعلن بنسعيد عن عزم الوزارة تنظيم المناظرة الوطنية الأولى حول قطاع الإشهار في المغرب، حيث ستركز هذه المناظرة على دراسة واقع قطاع الإشهار في المغرب وآفاقه المستقبلية، بالإضافة إلى مناقشة التحديات الحالية التي تواجه هذا القطاع، والتي تتعلق بالجوانب القانونية وأخلاقيات المهنة والتحولات الرقمية. وسيتم تسليط الضوء خلال هذه المناظرة على دور الإشهار كأداة فعالة في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ودوره كذلك في الترويج للثقافة والقيم الوطنية المغربية، مما يعزز من موقعه كأحد الروافد المهمة للإنتاج الثقافي والاجتماعي.
من ناحية الموارد المالية، لفت الوزير إلى أن الميزانية التشغيلية المخصصة لقطاع التواصل في عام 2025 بلغت حوالي مليار و667 مليون و612 ألف درهم، وهي ميزانية تعكس التوجه الحكومي نحو تعزيز القدرات المؤسساتية للقطاع وضمان استمرارية وتطوير مشاريعه المتنوعة. كما بلغت ميزانية الاستثمار المخصصة لنفس القطاع حوالي 465 مليون و112 ألف درهم، ما يؤكد عزم الوزارة على توفير الموارد الضرورية لدعم المشاريع الكبرى والمبادرات الاستراتيجية التي تستهدف تطوير البنية التحتية الإعلامية، وتحقيق تحولات جذرية في قطاع الصحافة والإعلام تضمن تأهيله لمواكبة التغيرات على المستوى الدولي.
وأكد بنسعيد أن الوزارة تتبنى رؤية شمولية تتماشى مع الاحتياجات المجتمعية، حيث تسعى إلى تنفيذ مشاريع تدعم التنمية الثقافية والاجتماعية وتعزز من مكانة الإعلام المغربي في المشهد الدولي، مما يرسخ مكانة المغرب كدولة تسعى لتعزيز الحريات الإعلامية وتحقيق تنمية مستدامة للمجتمع